فى حياتنا أناسُ . . يعرفوننا ونعرفهمْ . تأبىَ الأحزانُ والآلامُ . . أن تفارقهمْ . وكأنما وقفتْ خصيصاً لهم . . على أبواب حياتهمْ . تمنعُ الفرحَ والسعادة . . من الإقتراب منهمْ . هكذا جاءتْ أقدارهم . . وهكذا أراد الخالق الأعلى لهمْ . كلما إقتربَ منهم الفرحُ . . إبتعدَ عنهمْ . تمضى أيامُهم ، وتنقضى سُنونُ أعمارهم ، وهم ما ذاقوا طعمَ السعادة قط ! ! رَضوا بما قسمَ لهم العلىُ القدير . . وكانوا بما أعطاهم الله أو أخذ منهم قانعينْ . ولكن نفوسَهم ، تتوقُ إلى الحياة . . كغيرهم من البشرْ . إنهم أمثالنا . . لهم أحلامُهم وآمالهمْ . لهم أعينُ مثلَ أعيننا ، تشهدُ الحُسن وتعشقُ الجمالْ . ولهم آذانُ مثلَ آذاننا ، تطربُ لسماع أحلىَ الأنغامْ . ولهم قلوبُ مثلَ قلوبنا ، تميلُ إلى الحب والغرامْ . ولهم أفئدة مثلَ أفئدتنا ، تهفو إلى الحبيب وتعشقُ الوئامْ . ولكن حياتهم تملؤها الهموم والأحزان . تُرىَ . . أهُم من التعساءْ ؟ أم أنهم حاملوا . . الهموم والأحزانْ ؟ أم كتبَ اللهُ عليهم . . الحياة بلا حياة ؟ أم صَدق فيهم . . قولُ الشاعر . . حين قال : إن حظى كدقيق ، فوق شوك نثروه . ثم قالوا لحفاة ، يوم ريح إجمعوه . صَعبَ الأمرُ عليهم ، ثم قالوا أتركوه . إن من أشقاه ربى ، كيف أنتم تسعدوه ؟ ؟