لقد بات جلياً واضحاً طغيان المنطق المنفعي العقيم وسيطرة الرؤى الضيقة والقرار الخارجي عند كل مسعى ، أو حديث، عن وفاق وطني شامل يوصلنا إلى وحدة القرار الفلسطيني المقاوم لدرجة أن البعض يحاول أن يرسخ بقوة القهر في أذهان الناس الإنطباع بأنه لا يريد المصالحة الفلسطينية أن تتم، لاحاجة في نفسه، سوى الإبقاء على وضع اللاأمن وللا إستقرار تمهيداً لأمر يخاله قريباً، وما هو بقريب ما دام في الوطن شرفاء عاهدوا الله والشهداء والأسرى والجرحى على أن يصونوا الأمانة والوطن والمحافظة على وحدته . لكن حماس تفاجئنا كلما تواصلنا إلى إتفاق يخرج الشعب الفلسطيني من هذا الإنقسام ، ليخرج علينا أحد المنفلشين والمستفيدين من الإنقسام، وكان اخرهم القيادي البارز في ميلشيات حماس محمود الزهار ، ليخون ويلغي أي إتفاق لرأب الصدع وتحقيق الوفاق الوطني الذي هو الطريق الأمثل والأوحد للوصول إلى فلسطين موحدة بالقرار والشرعية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وأول الطريق إلى القدس . لأن قدرة التحول يجب أن تصل إلى ديناميكية تتجاوز الخلافات الشخصية ، بين قادة حماس والناطقين بإسمها التي ظلت تكبح كل تحرك لها، فى إتجاه وضع نهاية لهذا المسلسل البائس، عند البعض ممن يستفيدون من الإنقسام ، ووضع نهاية لسيناريو لعبة تدمير الوطن لمصالح يتحكم بها قرار خارجي، وبعض تجار الأنفاق، أو ممن يتاجرون بألام وهموم الشعب الفلسطيني ، بقرارات بعيده عنا وعن ثقافة شعبنا ودينه. لأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والتي اعتبرت الحوار الوطني الفلسطيني والفصائلي منهجاً حضارياً، لتضميد جراح سنوات الإنقسام ، لم تدخر جهداً يعود على شعبنا بالوئام إلا وقد بذلته ، فالمصالحة الفلسطينية والإجماع الوطني، هو تمهيداً وبداية لمرحلة أخرى ، لبناء الوطن من ما دمره الإحتلال الإسرائيلى ، وسنوات إستمرار الإنقسام . فحماس التي أصبحت مسكونة بشيطان القرار الخارجي، فهذا الشيطان الذي يشجع على التخريب والمتأصل فيه مشاعر العداء والإقصاء لأبناء الوطن الواحد، وينفذ مخطط الإحتلال ، في تقسيم فلسطين هذا المخطط الزائف أصبح مكشوف للشعب الفلسطيني. لأن التبريرات التي يتذرع بها هؤلاء المستفيدين من الإنقسام مهما كانت، لا يمكنها أن تشفع لهم التطاول على إرادة الشعب الفلسطيني في إنهاء الإنقسام . فيجب علينا أن ننزع عنهم هذه الأقنعة التي يدارون بها وجههم الحقيقي الرافض لابجديات العمل الوطني الوحدوي. والإلتفاف حول القرار الصائب بإنهاء كل أشكال الإنقسام ، والبحث عن البدائل التي توصلنا إلى توحيد القرار الفلسطيني. "أن تكتب لعلة يصل صوتك وتساعد في تخفيف الألام وحل مشاكل الآخرين " " أو يكتب عليك فتقاسي ضنك العيش مع الموجوعين".