منذ الاتفاق الاخير والذي نطلق عليه اسم الاتفاق الاجرائي بين فتح وحماس والذي اطلق بدء عمل لجنة الانتخابات بغزة وبعدها بدء الرئيس ابو مازن فعليا في اجراءات مشاورات تشكيل حكومة الكفاءات الفلسطينية ، والتى سيعهد اليها انهاء الانقسام وطي صفحته السوداء الى الابد ، وبعد مضى الاجراءات قدما وتسليم الاسماء المقترحة للحكومة من قبل الفصائل الى الرئيس وحتى الان وعمل لجان المصالحة تسير بصمت مربك جماهيريا لان اي تصريح اعلامي لم يصدر ليزيد درجة الامل والتفاؤل لدي الشارع الفلسطيني بقرب اتمام المصالحة والانتهاء من اجرائاتها الالف سوي ان بعض وكالات الانباء تناقلت ان اعلان الحكومة الجديدة سيكون من رام الله وبعدها سيأتي الرئيس ابو مازن الى غزة ! وبرغم هذا فان طبول المصالحة لم تقرع بعد , مع اننا نسمع ان الطبول يمكن ان تقرع في القريب العاجل ايذانا بتنفيذ الفتوى القائلة من رأى منكم فتحاويا فل يؤاخيه ومن رأى منكم حمساويا فل يؤاخيه ..! وهناك من يعتقد ان الطبول ستقرع بعد الفتوى التى سيتآخى فيها ابناء فتح وحماس وبعد أن ينتشر الناس في الارض يبحثوا عن بعضهم ليتآخوا و يتعاهدوا على المضي قدما نحو تحرير فلسطين و تخليص المقدسات من دنس الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس . عندما تقرع طبول المصالحة التى هى رفيقة الانسان في السلم والحرب, فأنها تعني وحدة وطن وان جميع الفصائل قد انزلوا راياتهم و طوها في دفاترهم الفصائلية و رفعوا راية الوطن مكانها ليتباهوا بها و يسيروا خلفها في كل المناسبات الوطنية العامة ,سواء كانت مسيرات جماهيرية لإحياء مناسبات وطنية او احتجاجات على ممارسة الاحتلال المجرم لجرائمه الاستيطانية والتهويدية البشعة بحق شعبنا الصابر او فعاليات التأكيد على الثوابت الوطنية , وعندما تقرع طبول المصالحة فأنها تعنى ان منظمة التحرير الفلسطينية سيسند اليها بالإجماع الوطنى والفصائلي استراتيجيات العمل النضالى الفلسطيني وإستراتيجية ادارة الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي وتحرير الوطن المغتصب كاملا ,وعندما تقرع طبول المصالحة فان المختلفين سيعلنوا ان الاعتقال السياسي محرما بل وهو نوع من انواع الاجرام السياسي بحق المناضلين الفلسطينيين ,وبالتالى الاعتقال السياسي سيكون من الماضي ومعه تطلق كل الحريات المسجونة في سجون الانقسام البغيض , ليس الاعتقال السياسي فحسب هو التعدي على حرية الانسان الفلسطيني واحتقاره سياسيا ,بل ان الاستحواذ بالشيء على حساب باقي ابناء الامة شيئا مرعبا لان القضية كانت هذا لى فقط ولا يحق لك ان تشاركنى فيه لأنه استحقاقي السياسي , ومن هنا تأتي سياسة الاستحواذ على خلفية الانتماء السياسي كممارسة سياسية ابغض من الاعتقال السياسي ذاته وهى ابغض افرازات الانقسام وآلته المرعبة وهي من مزقت الصف الوطنى اكثر وصنفت المواطن الفلسطيني في درجات حسب الانتماء السياسي , فقد يكون مواطنا له كافة الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية و يتمتع بها جميعها ,وقد يكون مواطنا له كافة الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية إلا انه لا يتمتع بها لان اصحابة وأحبابه وإخوانه ليسوا في الحكم ..!لهذا نقول ان طبول المصالحة تحتاج وقتا لكي تقرع ويسمع قرعها كل المحرومين والمبعدين و الممنوعين والمجروحين في اكبادهم ويؤمن كل هؤلاء ان هذه الطبول وطنية النغمات وصوتها يبكي كل الحالمين بالوحدة الوطنية والصف الوطنى الواحد ,وصوتها عهدا من الجميع للشعب بحماية الوحدة الوطنية من عبث العابثين وتجار الشعوب , لكن المهم في الامر ان لا تنتظر لجان المصالحة المجتمعية قرع الطبول لكي تبدأ عملها بالسرعة المطلوبة وتواسي كل المجروحين والمحرومين ممن طال الانقسام ممتلكاتهم وأبناؤهم وأموالهم , وان لا تنتظر لجنة الحريات العامة تصريحا من جهات عليا لكي تبحث عن من اسر الانقسام حرياتهم وقيدها بقيد من حديد ادمى معه الوجنات والمعاصم والعيون خلال نصف عقد من الزمان وحتى الان , ومع قرع الطبول سيتحرك الزمن للإمام بعد ان اوقفه الانقسام ,وسيجد كل مواطن قيمته الانسانية ,وسيفتخر بقيادته الوطنية لأنها لم تخلد الى راحتها وتترك الشعب منقسما مشتتا مبعثرا يأكل من لحمه بعضه بعضا , لم تمضي ليلة او نهارها يمضي إلا و سعت هذه القيادة بجد و اصرار حقيقى لإعادة الشعب لوحدته الحقيقة والتى من خلالها تتحقق كل اشكال العدالة السياسية والاجتماعية ,ومعها ينتهي التميز على اساس الانتماء السياسي , وينتهى انا وأنت و يبقي نحن أمة واحدة و شعب واحد يبحث عن تحرير وطن واحد ويسعى لإقامة دولة فلسطينية لجميع الفلسطينيين أينما كانوا وتواجدوا ليتطورا فيها وتنموا معهم ومع الاجيال القادمة . yahoo.com @ Akkad_price