إن العراق اليوم هوهدف لما يسميها خطأً الإستراتيجيون الأمريكيون والإسرائيليون بالجيل الرابع من الحروب. ونقول خطأً لأنها في الحقيقة – الحرب التي تشن على العراق اليوم – تنتمي إلى الجيل السادس حيث أن :- - الجيل الأول هو الذي إعتمد فيه الإنسان البدائي في قتاله على العصا والحجارة وما حوره من الحجر ليصبح أداة جارحة أو قاتلة. - الجيل الثاني هو الذي اعتمد فيه الإنسان في قتاله – منتظما هذه المرة في مجاميع وصفوف أخذت تسمية الجيوش - على السيف والخيل أو البعير بعد تدجينها. - الجيل الثالث هو الذي اعتمدت فيه الجيوش في حروبها على المدافع التي استخدم فيها البارود ويبدو أن نابليون بونابرت كان من القادة الأوائل الذين توسعوا في استخدام هذا النوع وحسب الدراسات فإن الفرنسيين كانوا قد طوروا هذا الجيل باستخدامهم الكثير من العجلات التي بها دخلت البشرية إلى:- - الجيل الرابع من الحروب وهو الذي استخدمت فيه على نطاق واسع العجلات الحربية مثل الدبابات والمدرعات والراجمات والمدافع لمسافات مختلفة وتم استخدام الطائرات على نطاق واسع جدا وهذا ما تميزت به الحرب العالمية الأولى. - الجيل الخامس هو الذي اتسمت به وبكل بشاعاته الحرب العالمية الثانية إذ توسعت الجيوش في اعتماد المشاة من الجنود بأعداد هائلة والذين غطتهم طائرات حربية بأعداد ملفتة للنظر ولأول مرة بهذه الضخامة. وبهذا الجيل بالذات تفتقت الذهن الإجرامية عن أمرين خطيرين: استخدام الصواريخ وتحميل الطائرات اسلحة الدمار الشامل. وذا كانت ألمانيا قد تفوقت بطائراتها فإن الدفاع الجوي للحلفاء والصواريخ بالرغم من محدوديتها قد وسمت الحرب بالتديميرية والخروقات الكبيرة والكثيرة لحقوق الإنسان والشعوب والبلدان. لكن ما يجب ملاحظته هنا أن بالرغم من استخدام أمريكا للقنبلة الذرية ضد اليابان ودخولها – الفنبلة - كسلاح دمار شامل لكننا لا نستطيع إعتبار أن هذه الأسلحة تمثل جيلا من الحرب جديدا. بل يمكننا أن نقول أن جيل الدمار الشامل من الحروب ظل مبيتا لمعارك وصراعات مستقبلية قادمة لذلك لا يمكن اليوم اعتباره جيلا سادسا بل قد هو السابع أو الثامن أو بعد ذلك أيضا. ويجب التذكر أيضا أن الحرب النفسية والمعنوية استخدمت وسوف تستخدم في كل أنواع الصراعات والحروب بكل أجيالها دون أن نتمكن من اعتبارها جيلا قائما بذاته. - الجيل الجديد – السادس -من الحروب تستخدمه إسرائيل الآن بذكاء ودهاء كبيرين. تقوم هذه الحرب على نظرية العمل على أن يتآكل العدو من داخله. وأولى أفكار هذه النظرية هي الكشف عن مكونات مجتمع العدو. ثم دراسة مطالب وتطلعات هذه المكونات. والكشف عن نقاط الخلاف بينها وتطويرها إلى مشاكل ثم إلى صراعات ثم تغذية هذه الصراعات وتفعيلها وتأجيجها باستمرار وصولا إلى أن تندلع الحرب فيما بينها لتدمر كل ما تأتي عليه شريطة عدم ترك أي أفق للعودة إلى الوراء ولو للحظة ومراجعة النفس والصلح بين الأطراف. ومن أجل الحيلولة دون توقف الحرب بين المكونات يجب العمل على تفتيت كل مكون على حدة وبالتالي ستكون هناك حروب داخل المكونات ويصار إلى تفتيت المفتت وتجزأة المجزأ. أنظروا ماذا فعل الأمريكان وفقا للنظرية الصهيونية: قسموا العراق إلى مكونات وتركت أحدها يضطهد الآخر ثم دفعت الآخر للثورة وهي تعمل الآن على جرنا إلى حروب أبدية وتقسيمنا إلى اقاليم متقاتلة متصارعة باستمرار. ولكي تضمن تحقيق هذا الحلم تعمد إلى تفتيت الشيعة إلى أحزاب ومذاهب ونظريات داخلية تترك اصحابها يتقاتلون فيما بينهم وكذلك الحال فعلت وتفعل مع السنة.. والقادم أسوأ وأكثر ظلاما.. وكل من يعمل على تنفيذ هذا المخطط هو صهيوني من حيث يدري أو لا يدري..وكل كلمة استفزاز للطرف الآخر وكل فعل عدائي ضد الطرف الآخر هو يصب في تحقيق المخطط الصهيوني الرامي إلى تفتيت العراق إلى أقاليم طائفية تسبقها حروب جهنمية مدمرة... فاستيقظوا أيها العراقيون قبل فوات الأوان...