أبوظبي-الإمارات العربية المتحدة: زار بوريس جونسون، عمدة لندن، يوم أمس "مصدر"، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، حيث قام بجولة في مدينة مصدر التي تعد أول مشروع للتطوير العمراني المستدام ومنخفض الكربون في أبوظبي والذي يعتمد بالكامل على مصادر الطاقة المتجددة. وجاءت هذه الزيارة في إطار بعثة تهدف إلى تعزيز الروابط والعلاقات بين أبوظبيولندن. وتخللت جولة جونسون في "مصدر" زيارة إلى "معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا"، الجامعة البحثية المستقلة للدراسات العليا التي تركز على الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة، حيث التقى بالباحثين من الأساتذة والطلاب وناقش معهم الأبحاث الجارية حالياً بهدف تطوير حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. وأشاد جونسون بالتصميم المبتكر الذي تتميز به "مدينة مصدر" ومعايير الاستدامة التي تطبقها، وأبدى إعجابه باعتماد التكنولوجيا المتطورة التي تعزز كفاءة استخدام الطاقة، فضلاً عن تطبيق التصاميم الذكية. وبهذه المناسبة، قال بوريس جونسون: "سعدت بهذه الزيارة التي اتاحت لي الاطلاع عن كثب على خطط أبوظبي الطموحة للمشاريع التطويرية المستدامة. ونحن في لندن نعمل أيضاً على تطبيق حلول منخفضة الكربون، مثل خطط تأجير الدراجات الهوائية، وإعادة تجهيز المنازل والمكاتب لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة فيها، واتباع اللامركزية في تزويد الطاقة؛ حيث تسهم هذه المبادرات في خفض الانبعاثات الكربونية، وضمان مستقبل الطاقة في لندن، فضلاً عن توفير فرص عمل وبناء اقتصادٍ أخضر. وأتاحت هذه الزيارة ترسيخ قناعتي بأن هناك الكثير من الدروس المفيدة التي يمكننا أن نتبادلها والتي من شأنها ضمان ان يكون النمو المستقبلي صديقاً للبيئة". وتعد "مدينة مصدر" منطقة اقتصادية الخاصة متعددة الاستخدامات، وتعتمد أفضل ممارسات التصميم المعماري المستدام، حيث نجحت في تقليل معدل استهلاك الطاقة في مبانيها بنسبة 56% ومعدل استهلاك المياه بنسبة 54%، وذلك مقارنة بالمباني المشابهة من حيث الحجم. من جانبه، رحب معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة "مصدر"، بالزائر قائلاً: "يسرنا استقبال عمدة لندن في "مصدر"، لاسيما وأننا نمتلك اهتمامات مشتركة في مجال تعزيز انتشار حلول الطاقة المتجددة والمشاريع الحضرية المستدامة. ونحن نتابع باهتمام الجهود التي يبذلها العمدة جونسون لتطبيق التنمية المستدامة في مختلف أنحاء لندن". وأضاف: "غالبية الطلب على الطاقة والمياه في العالم تأتي من المناطق الحضرية التي تتسبب أيضاً بانبعاثات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون. وبفضل الرؤية الحكيمة لقيادتنا، فقد باشرت "مصدر" العمل على تقديم نموذج ناجح للمدن المستدامة، وكلنا ثقة بأن مدن المستقبل ستحذو حذوها بما يسهم في بناء مستقبل مشرق لأجيال الغد". واجتذبت "مدينة مصدر" مجموعة من الشركات والمؤسسات العالمية ومن بينها شركة "سيمنز" الألمانية و"جنرال إلكتريك" الأمريكية العملاقة و"ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة"، والمقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، والمكتب الإقليمي لمعهد العالمي للنمو الأخضر، وغيرها. ويتم إنشاء المباني في المدينة باستخدام مواد مستدامة مثل الصلب والألمنيوم المعاد تدويرهما، وأخشاب حائزة على مصادقة "مجلس الإشراف على الغابات" (FSC)، وخرسانة اسمنتية مصنوعة من مواد معاد تدويرها. وبصفته عمدة لندن، أشرف جونسون على تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "لندن 2012" والتي وصفت بأنها أفضل دورات الألعاب الأولمبية حتى اليوم على صعيد الحفاظ على البيئة والممارسات الخضراء، حيث لم يتم إرسال أي نفايات نتيجة فعاليات الدورة إلى مدافن القمامة. وأعيد استخدام 70% من النفايات أو أعيد تدويرها أو تم تحويلها إلى سماد، كما شُيِّدت المباني التي استضافت الدورة باستخدام مواد معاد تدويرها. وشكلت هذه الدورة الحلقة الأولى ضمن التزام لندن المستمر تجاه تحقيق الاستدامة في المباني والأعمال والنقل كجزء أساسي من مشروع ضخم يغطي مختلف أنحاء منطقة شرق لندن. يذكر أن جونسون يولي اهتماماً كبيراً للحفاظ على المساحات الخضراء في لندن، فقد قامت إدارته بزراعة أكثر من 10 آلاف شجرة منذ عام 2008، كما نجحت في زيادة عملية إعادة التدوير في المدينة من 25% إلى 32%، فضلاً عن نجاحها في تشجيع الآلاف من سكان لندن على استخدام الدراجات الهوائية كوسيلة للنقل عوضاً عن السيارات، وهو ما طبقه جونسون شخصياً، ليؤكد القول بالفعل، حيث يستخدم دراجته الهوائية بشكل روتيني للوصول إلى مكان عمله. وإلى جانب ذلك، وضع جونسون هدفاً لخفض الانبعاثات الكربونية في لندن بنسبة 605 بحلول عام 2025. ويقوم عمدة لندن حالياً بجولة خليجية تشمل أبوظبي ودبي، والدوحة. وسيعقد خلال الجولة مجموعة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع سياسيين ورؤساء الشركات والهيئات الاستثمارية.