مات ذكرى العندليب من بعد وفاه مجدى العمروسى اسرائيل : اغانيه تعمق مشاعر كراهية العرب ضدنا اسرار محاوله اغتيال الموساد للعندليب بتونس منذ بداية التسعينيات وكان دائما عندما يأتى يوم 30 مارس اسارع بشراء ثلاث مجلات على الاقل .. فالمناسبة كانت ذكرى رحيل العندليب الاسمر .. ولو لم اسارع بالشراء خلال الساعات الاولى من اليوم لن اجد المجلات لدى باعة الصحف . المجلة الاولى كانت الكواكب في عصرها الذهبي للاعلامى " محمود سعد " رئيس التحرير وقتها قبل ان يشتهر في اضواء الفضائيات . المجلة كانت دائما في هذة الذكرى من الغلاف للغلاف عن حليم وصور نادرة واسرارا جديدة وعدد مميز وتاريخى فوق الوصف .. ياتى بعدها مجلة اخبار النجوم بما تتضمنة من كتيبة اقلام صحفية متخصصة في الفن . ثم مجلة صباح الخير . كنت مع الكثير من ابناء جيلى يتهافت لشراء هذة المجلات مع اصدارات اخرى تحتفى بنفس المناسبة ولكن بصورة اقل ميزة مثل مجلات الموعد والسينما والناس والفن وغيرها . وقبل انتشار الفضائيات وفى الاسبوع الاخير من مارس يكون دوما " مجدى العمروسى " الصديق المخلص للعندليب ومدير اعماله ضيف ببرامج التلفزيون المصرى .. يسرد الكثير من ذكريات العندليب ويقدم الجديد من اغانية التى تذاع لاول مرة منذ رحلية . والعمروسى كانت له مواجهات كثيرة مع عائلة العندليب لم يكن له ذنب فيها وصلت للمحاكم .. فقد اصر حليم وهو في الايام الاخيرة على فراش المرض ان يقسم نصيبة في شركة صوت الفن بين ورثته والعمروسي . وقد حاول العمروسي ان يثنيه عن ذلك الامر الذى سيجله في خلافات ومشاحنات مع اسرته وورثته بعد رحيله . فأصر حليم على قراره متوقعا بان شركة صوت الفن المملوكة لحليم وعبدالوهاب لن يحافظ عليها الورثة وسيكون العمروسى هو اكثر شخص محافظا عليها وعلى تراثه الغنائى والفنى . وهو ما حدث بالفعل بعد سنوات طويلة من رحيله . لم يهتم العمروسي بأتهامات عائلة حليم بالطمع ومزاعم محاولات استيلائة على شركة صوت الفن وظل الوحيد الذى يسعى للاحتفال بذكرى العندليب ويقوم بترميم افلامة السنيمائية وتحويلها من الابيض والاسود الى الملون . وبعد وفاة العمروسى حدث ما توقعه العندليب فقد باع ورثة العندليب وعبدالوهاب الشركة وثرات غناء حليم وافلامة الى شركة روتانا . وكان العائق لهذا البيع دوما هو العمروسى . واصبح تراث فنى كبير مملوك لملياردير عربى والله اعلم الى من يباع بعد ذلك من اعدائنا . ومات العمروسى وقبض الورثة الثمن ومن بعده اصبحت لا تتم احتفالات لائقة بذكرى العندليب . ومن ضمن اسراره والتى كانت تحكى من اصدقائة والصحفيين الذين عاصروه .. مقال حديث هذا الاسبوع للكاتب الصحفى محمود معروف . كتب معروف انه التقى بالحاجة عليه شبانة ( شقيقته ) قبل وفاتها قالت عليه : أن الحكومة الإسرائيلية كانت تكره العندليب وكم تمنوا موته.. بل إن رئيسة الوزراء جولدا مائير رصدت مكافأة مالية لمن يقتل عبدالحليم حافظ والمبلغ بضمان الرئيس الأمريكي وقتها. السبب أن أغنيات حليم عمقت كراهية الشعوب العربية التي تعشقه لإسرائيل.. أغنياته كانت تهز وجدان المواطن العربي.. حركت المشاعر الوطنية. بلغت أحقاد وكراهية الكيان الصهيوني أن الأوغاد علقوا الزينات يوم وفاة حليم عام 77 وقال أحدهم مات أخطر سلاح موجه لإسرائيل. ونشرت صحيفة إسرائيلية خبراً مثيراً وقتها أن الموساد الإسرائيلي خطط لاغتيال عبدالحليم عند زيارته لتونس عام 1968 بعد زيارة أم كلثوم لكنهم فشلوا بعد القبض علي المكلف بالمهمة في مطار قرطاج . ......... وحليم الذى صافوه مرة وجافوه مرات .. استفاد اصدقاءه وبخاصة من الاعلاميين بالكثير من حياته وعطاياه وهداياه التى كان يبذخ بها عليهم . وباعوه بعد وفاته بنشر الكثير من الاكاذيبل عنه . ولم يكن هناك وفيا سوى العمروسى . ان اختفاء الاحتفال بذكرى العندليب ماهو الى بداية لزمن انتهت فيه كل اشكال الرومانسية والحب زمن ان وجدت فيه قصة حب تسخر منها .. واذا عثرت على شابا يعيش الرومانسيه تصفه بالمريض . ولو حاولت اى بنت وفتاه ان تبحث عن حبيب فلن تجد سوى وجوها متنكرة في قناع الحب المزيف . ماتت ذكرى العندليب وولت بعيدنا عنا وذهب مع ذكراه كل اشكال الزمن الجميل الذى لم يعد باقيا سوى في مخيلتنا .