كان من حظ محبي العندليب الأسمر وهو الإسم الذي أطلقه جليل البنداري علي عبدالحليم حافظ, أنني أقنعت الراحل مجدي العمروسي لصيق عبد الحليم لأكثر من20 سنة, أن يفتح خزينة ذكرياته وينشرها في مجلة أكتوبر التي كنت رئيس تحريرها, ثم بعد ذلك سجلها في كتاب حمل عنوانا إقترحته عليه أعز الناس إستوحيته من إحدي أغاني حليم. وبعد ذلك طاردت مجدي العمروسي لجمع ماغناه حليم في أوراق أعطيتها عنوان كراسة الحب والوطنية. ومجدي العمروسي أصلا محام مقيم في الإسكندرية, ولكن تاريخه تغير منذ التقي حليم لأول مرة في منزل الإذاعي الشهير فهمي عمر في مناسبة عيد ميلاد فهمي, وبعد ذلك تفاعلت الكيميا مع العواطف مع المجهول الذي لا يعرفه الإنسان ويجد نفسه منجذبا إلي شخص ما, وهكذا بدأت علاقة مجدي بعبد الحليم وعبد الوهاب لدرجة أنه اصبح شريكا رابعا في شركة صوت الفن التي كونها الثلاثة مع المصور وحيد فريد. أكتب عن عبد الحليم في ذكري رحيله من36 سنة لأحيي أيضا توأمه مجدي( رحل عن عالمنا منذ11 سنة) وأقول لمن يريد أن يعرف عن عبد الحليم أن يقرأ كتابي مجدي وأيضا كتاب جميل بالغ الأهمية بعنوان أيامنا الحلوة كتبه عادل حسنين وكان كما ذكر في كتابه مسئولا عن الدعاية لحفلاته وقبل ذلك مغرما كبيرا بأغانيه, وقد حدثت أيضا بينه وبين حليم الكيميا الخفية التي تقربهما وأرسل له حليم ألف صورة سجلتها عدسة المصور الشهير فاروق ابراهيم الذي كتب بعدسته تاريخ أم كلثوم وعبد الحليم. لكن الصورة البالغة الحزن التي صورها عادل حسنين بقلمه ولا أنساها عندما إنفجر بيت قرية الحلوات في محافظة الشرقية بصراخ النسوة في لحظة نزول المولود إلي الحياة فقد كانت لحظة موت الأم, ومن شدة الحزن قالت إحداهن: سيبوا الولد يرضع من أمه الميته علشان يموت هوه كمان, ولكن الله سلم وحفظ لنا الولد إبن شبانه الذي لف إسمه العالم فيما بعد وإشتهر بعبد الحليم حافظ! [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر