عندما بلغني بالأمس 4 ديسمبر 2012 نبأ وفاة الفنان حليم حبشي رجعت الي أوراق كتبتها عنه في سبتمبر 2004، ورأيت من المناسب دعوة اصدقائي لقراءتها، وفيما يلي النص : " يعرض بجاليري بيكاسو الفنان حليم حبشي (1931) عددا من لوحاته التي يصفها بأنها خلاصة خبرة السنين، ويجمع أسلوبه بين السريالية والتجريدية مع لمحات من تأثيرات الفن الشعبي، وميل الي تسطيح عناصر اللوحة، وتصور غالبية لوحاته موضوعات من البيئة الشعبية المصرية، في معالجة حالمة تجعلني أكاد أن أقول أن بها مسحة تأثر لاعمال مارك شاجال مع الفارق. العرض في عمومه ينم عن حب كبير يكنه الفنان للفن، وكما قال لي فإنه أطلق العنان لذاته متناسيا كل التقنيات الاكاديمية ( خريج فنون جميلة عام 1954) وإندفع يعبر عما يجيش في داخله مستعينا بمخزون خبرة السنين، وقال أن الوظيفة الحكومية بوزارة التربية والتعليم سرقت وقته وجهده، فلقد كرس الفنان سنين حياته لغرس حب الفن في نفوس التلاميذ وأضاف في حديثه قائلا أن سعادة غامرة إنتابته عندما تلقي رسالة من أحد تلاميذه السابقين أرسلها له من كاليفورنيا حيث أصبح فنانا مرموقا بمؤسسة ديزني الأمريكية، يقول فيها التلميذ لأستاذه " لا تبتئس ولا تدع الظنون توحي لك بأنك قليل الانتاج الفني، فعلي العكس فإن عددا من تلاميذك من عدة أجيال وفي أماكن متفرقة برعوا وأسهموا في الحركة الفنية، وهم يمثلون إنتاجك الذي يحق لك أن تفخر به" انتهي النص الذي كتب في 16سبتمبر 2004 رحم الله الفنان الراحل الذي عمل في صمت وغادر الدنيا في هدوء وتلك سطور قليلة لوداعه وتحيته