هي النهاية إذاً ؟ نعم . وهل تظن الوقت مناسبا ؟ أنسب وقت . مجرد كلام . حقا .. ولم ؟ لأنك لا تستطيع الاستغناء عني . إنك أتفه من أن أحتاجك بل ومن أن أستغني عنك . ما أسهل الكلام . هل تستطيع البرهنة على ذلك ؟ بالتأكيد ألم أكن أحيا بدونك من قبل ؟ أجب . أية حياة تلك التي كنت تحياها قبلي . يا للغرور . إنك مصاب بتضخم رهيب في ذاتك .. ها ها تصور أن يكون لمثلك ذات . لا داعي للسخرية . أنت البادئ . لنعد إلى موضوعنا الأساسي . نعم كنت تحيا بدوني . فلماذا إذن لا أستطيع الاستغناء عنك ؟ ليس دخول الحمام كالخروج منه . وما حاجتي إليك ؟ ألا ترى وجاهتي . حلة جميلة . ربطة عنق .. قبعة أفتخر بها بين الناس ويحترمني من أجلها الجميع . ولو . بدوني لا احترام على الإطلاق . كيف أيها الحقير ؟ سوف أتغاضى عن هذه الإهانة . هل تستطيع أن تتخيل هيئتك هذه بدوني ؟ وماذا في ذلك ؟ بل على العكس لقد أساء إلى وجودك إساءة بالغة . ومع ذلك لا تستطيع أن تدعي أن وجودي أسوأ من عدمه . بل هو كذلك . لا تغالط نفسك حاول أن تتخيل نفسك سائرا في الطريق مكتمل الأناقة حافي القدمين . أليس أفضل من ارتداء حذاء بال كالح اللون سليط اللسان مثلك . وهل وجدت غيري وقلت لا. احمد ربنا على النعمة . نعم وجدت الكثير وأنت تعلم جيدا . أي كثير هذا ؟! أتسمي هذه الأشياء الخفيفة المهترئة أحذية .. مرة حذاء كاوتشوك من "باتا" ومرة أخرى ولا داعي لأن أقول فأنت تعلم جيدا وأخيرا هذا الحذاء الخفيف من تلك الماركة المسماة ْ" كوتشي " . ولكنها كانت جميعا جديدة ولا تنكر أنها كانت مقاسي تماما . ولا تنكر أنت أنني أول حذاء جلدي مستديم في حياتك كلها . ألا تعلم ماذا كان يقول الناس عنك وأنت تمضي بينهم في سهراتهم بحلتك الكاملة ومعها حذاء " كوتشي " . لعلهم كانوا يقولون أنني متحرر أو " سبور " أو .. أو" صايع" . لا تنكر أنني أضفت بعدا اجتماعيا لحياتك .. اخرس أيها الحقير . لم يبق إلا أنت ألا تنظر لنفسك في المرآة ؟ ألا يعجبك مظهري .. رضينا بالهم .. هذه هي مؤهلاتك .. ماذا كنت تريدني إذن ؟ هل كنت تريدني " لميع ع الزيرو" أو ربما استعمال طبيب .. لا تنسى مكوثك على المقهى ست سنوات في انتظار أي شئ إلى أن رضيت أنا بك . أتسخر مني وتعيرني .. تبا لك .. ثم أنني لم أجلس على المقهى أبدا . أنا لا أسخر منك .. لا تهرب أنت من واقعك . أي واقع أيها الحقير .. هل أنت المناسب لمؤهلاتي ؟ ما زلت تسميني الحقير .. أليس هذا الحقير هو من أكسبك بعض الاحترام بين الناس .. أليس هذا الحقير هو من وقاك شر المسامير والزلط .. وخلافه .. أليس هو من .. ألا سحقا لك ولمميزاتك الوهمية أنسيت أنك تكاد تخنقني خنقا إنك تضغط على أعصابي باستمرار .. لقد كدت أن تصيبني بالشلل . لماذا ؟ لماذا !! أنسيت أنك مقاس 41 بينما مقاسي الفعلي 43 .. ألا تعلم أنك بصغر مقاسك هذا تضطرني للسير في الطريق التي تحددها أنت لا أنا .. من في الدنيا يتصور أن يسيَر الحذاء مرتديه . مهلك هل كلفت نفسك يوما الاهتمام بي بشيء من الصبغة أو الورنيش .. ألا تخجل ؟! ما كان ينقصني إلا هذا .. أتريدني أن أهتم بك !.. أنا لا آخذ منك إلا الغم ووجع الدماغ. إنه واجبك ما دمت تستفيد مني . أي استفادة أجنيها منك إلا التعب والشقاء .. أنسيت جلدك المشقق الخشن أم مظهرك الغبي الذي لم يجلب إلا الاحتقار .. فبدونك كانوا يسمونني ذا القبعة أما الآن فقد أصبح اسمي ذا المركوب . مركوب ؟! أهذا لفظ مهذب تتفوه به . إنه أنسب لفظ لك .. ياه كيف تاه عني طوال الفترة الماضية .. تماما مثل مركوب أبي القاسم . لقد قلت الخلاصة .. ودائما العبرة بالنهاية .. أتذكر كانت النهاية هي انتصار المركوب على أبي القاسم . أتقصد أنني لن أستطيع الخلاص منك ؟ جرب وسترى . سأريك فورا هاهو رباطك المهترئ قد حُل .. والآن سوف " أنطرك " من قدمي لتذهب إلى الجحيم حيث مأواك أنت و أمثالك و... فلم الانتظار إذن ؟ أريد فقط أن أخلص قدمي من قذارتك التي جعلت قدمي تلتصق بك . ها ها لماذا لا تكون صريحا وتقر بأنك لا تستطيع التخلص مني أو بمعنى أدق الاستغناء عني . أيها الحقير كيف التصقت بقدمي بهذه الصورة ؟ أنا لم ألتصق بقدمك .. خيالك المريض هو الذي صور لك هذا . ما هذه الفصاحة أي خيال ؟ .. لا تنس أنك مجرد حذاء . خيالك الذي يجعلك تهرب من واقعك ولكنني لك بالمرصاد . . سأقولها لك .. بمنتهى البساطة لقد تعودت قدمك على رغم احتقارك لي ولن تستطيع الاستغناء عني قبل أن تجد لي بديلا . سأقتص منك أيها الوغد . لماذا ؟ لأني عريتك أمام نفسك وقلت لك ما لم تكن تستطيع قوله ؟ اسكت لا أريد أن أسمعك . بل ستسمع .. لقد حاولت التخلص مني وعجزت .. ومن حقي الآن أن أتخلص منك ولكنني سأكون كريما معك ولن أفعل ولك أن تتخيل نفسك بعد أن أتخلص أنا الحذاء منك أنت الآدمي . لا داعي لهذا الكلام . ها قد بدأت تعود لرشدك وتحولت لهجتك من التعالي إلى التواضع .. وربما بعد قليل تتحول إلى التوسل ولكنني كرما مني لن أجعلك تصل إلى هذه الدرجة .. فقط تذكر أنه من الآن فصاعدا فالكلمة أصبحت لي أنا .... والآن إلى أين تذهب ؟ كنت ذاهبا جهة اليسار لأمر ما . إذاً لليمين سر . سمعا وطاعة .