حكاية الخريف موجعة .. تؤكد دنو الرحيل سطو الذبول على حلم عليل ظل يراود الفصول الحزينة .. ينتظر فاكهة الجنان الأخيرة .. حكاية الخريف موجعة .. تندس في الشريان أنينا تسكن هدب ذاكرة وأغنية .. تنهمر طوفان رعشة مضنية من عين تهاوى فيها الضياء .. تنزف جنونا كما بحر تاه عن سماه .. عن عمقه .. عن لظاه .. عن حلمه الساكن فيه حد التناهي .. ثم نام بين أخاديد الرياح .. لم يفتح بابا للإشراق لم يزلزله شوق لنور الشمس على محياه .. حكاية الخريف لا تبلى لا تغفو مع صقيع .. تنبئ بحزن الظلال بوجوم الشجر إذ غادره اخضرار .. تربو على ما ضج بالأدغال من أنين تسخر من وجع الجذور .. من هفهفات الردى في كل صوب يثور .. من بكاء الطير آن ارتجاف واحتضار .. الصمت الشاحب رجه الأسى يقول أنا الساكن أعماق المدى.. أنا من قضه جرح رابض في الحشا ومعاول الريح تغرس أنصالها على تضاريس وجه حزين تخدش صفاء المرايا لتنزف وجعا تلك الجروح.. حكاية الخريف مضنية .. نهلت من دماء الحقول بعثرت ألفة الفصول تحركت سعيرا على وجنات الماء .. أعدمت ما تبقى من سراب أنثى .. فتحت في حضن الثرى مرقدا لهمسك ثم أسدلت الستار .. ارتدت الشحوب وقارا عانقت المدى .. أخبرت عن شهرزاد العليلة حين بعثرت عقد زمردها بين بحر ونار .. كانت تصلب صوتها على مشانق رضاك ولا تكتفي .. تؤكد اللاجدوى من عمر باهت وإن طال بين ربوعك الظليلة .. نبيلة حماني