قال الإمام أحمد بن عطاء الله السكندرى : (مِمَّا يَدُلُّك على وجود قَهْرِهِ سبحانه أنْ حَجَبَك عَنْهُ بما ليس بِمَوْجُودٍ معه) من أسمائه تعالى القهار، ومن مظاهر قهره احتجابه في ظهوره، وظهوره في بطونه، وبطونه في ظهوره، ومما يدلك أيضاً على وجود قهره أن احتجب بلا حجاب وقرب بلا اقتراب، بعيد في قربه، قريب في بعده، احتجب عن خلقه في حال ظهوره لهم، وظهر لهم في حال احتجابه عنهم، فاحتجب عنهم بشيء ليس بموجود وهو الوهم، والوهم أمر عدمي مفقود، فما حجبه إلا شدة ظهوره، وما منع الأبصار من رؤيته إلا قهارية نوره، فتحصل انفراد الحق بالوجود ، وليس مع الله موجود. قال تعالى: "ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" .