(الكَوْنُ كله ظُلْمَةٌ، وإنما أَنَاَرَهُ ظهورُ الحق فيه، فمن رأى الكون ولم يَشْهَدِه فيه أو عنده أو قبله أو بعده، فقد أعْوَزَهُ وجودُ الأنوار، وَحُجِبتْ عنه شموسُ المعارف بِسُحُبِ الآثار). الكون كله ظلمه، وإنما أناره ظهور الحق فيه: الكون ما كونته القدرة وأظهرته للعيان، والظلمة ضد النور وهي عدمية والنور وجودي، وأناره أي صيره نوراً، وظهور الحق تجليه . قسم ابن عطاء الله الناس في شهود الخلق على ثلاثة أقسام: عموم، وخصوص، خصوص الخصوص، فقال: (فمن رأى الكون ولم يشهد فيه أو عنده أو قبله أو بعده، فقد أعوزه وجود الأنوار، وحجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار) فأهل مقام البقاء يشهدون الحق بمجرد وقوع بصرهم على الكون، فهم يثبتون الأثر بالله ولا يشهدون بسواه، إلا أنهم لكمالهم يثبتون الواسطة والموسوطة، فهم يشهدون الحق بمجرد شهود الواسطة أو عندها بلا تقديم ولا تأخير ولا ظرفية ولا مظروف.