(ماررو)و(ايبوه) كلمتان نوبيتان قد تكونا مترادفتان وتعطي نفس المعني وهو السماد الطبيعي ..ولكن هل كل سماد يسمي (ماررو) او (ايبوه) ..الذي اعرفه ومن المؤكد هناك من هم اعلم مني .. ان كلمة (ايبوه) كان يطلق علي السماد الطبيعي المتخلف من مخلفات الماشية بعد التحلل ..وحينما زرت هولندا مررنا بمنطقة حيث تفوح منها رائحة السماد الطبيعي المتخلف من المواشي فقال مرافقي العربي (ايش ها الريحة الكريهه ) فقلت له هذه رائحة الخير حيث يسمدون بها مزارعهم ويأكلون منها ويصدرون الينا المسمد بالكيماوي !! وقد كان هناك ايضا مخلفات (الخفاش) وكانت تجمع من الكهوف وأتذكر ان كانت هناك اسرة غير نوبية يسكنون عند غابة النخيل اتذكر كانوا متخصصين في تجميع تلك المخلفات وبيعها للمزارعين وكان يطلق عليها (فوجي) بالتشديد علي الجيم وقد قال لي العم رضوان ان الارض التي تسمد ب(فوجي) تعطي خمس سنوات بدون تسميد !!!.. ولكن كلمة (ماررو) كان يطلق علي أي نوع من انواع السماد الطبيعي .. وفي النوبة الغريقة كنا نستخدم نوعا من السماد الطبيعي نستقدمه من الصحراء واذكر انني ذهبت مع المرحوم خالي بصحبة اقاربنا الي منطقة بعيدة في الصحراء وبعد صلاة الفجر مباشرة ولازلت اذكر قطعان الغزلان التي كانت عائدة الي الصحراء بعد ان ارتوت بمياه النيل ووصلنا بعد بزوغ الشمس ووجدنا في نفس المكان كثير من اهل القرية يجلبون السماد الطبيعي الذي كان يعرف بالنوبي (غاسا gassa) ويبدو انه كان نوعا من الفوسفات وحملنا كمية منها علي ظهر الحمار ولتلبية احتياجات الزراعة فكان لزاما علينا ان نستجلب اكثر من عشر ادوار اي عشرة ايام متتالية نظرا لبعد المسافة وكذلك حرارة الشمس التي لم تكن تجعلنا استجلاب اكثر من دور كل يوم وبعد كل هذا المجهود المضني كانت غضبة النيل بفيضانه تقضي علي كل شئ فتتحول القرية كلها الي مأتم كبير....#يحيي_صابر