فور الوصول الي القرية وزيارة الاهل اقوم بزيارة كبار السن وهناك عدد قليل في قريتنا الذين ممن كانوا تعدو سن الثلاثين اثناء الهجرة من النوبة الغريقة حيث انني احب مجالستهم وتجديد معلوماتي وذكرياتي عن النوبة الغريقة وقمت بزيارة احدهم وكان لتوه اجري عملية جراحية في عينيه وهو عمنا جمال عبدالله الشهير بجمال طوشي وهو من الرجال الذين لا تمل من كلامهم فحكي لي انه في النوبة الغريقة كان يذهب مع مجموعة الي الجبل حيث الكهوف التي تمتلئ بالخفافيش وذلك للحصول علي مخلفاتها التي تساعد علي خصوبة الاراضي الزراعية وبالذات في محاصيل البصل والطماطم وكيف ان احدهم كان يدخل الكهف المظلم ويتعرض للخفافيش حتي يجمع كمية لا تزيد عن كيلو جرام واحد حيث ان وضع القليل منها في الزراعات كانت تغني عن اية مخصبات كيماوية ولمدة ثلاث سنوات ومن هذه القصة تذكرت احد ابناء الصعيد كان يسكن في وسط النخيل في عشة وكان اسمه حسن فوجي وفوجي بالجيم المعطشة مع التشديد عليه بالنوبية معناها الخفاش كان كل عمله يتركز في جمع تلك المخلفات من الكهوف الجبلية وبيعها للمزارعين واثناء زيارتي لهولندا واهلها معروفين بانهم فلاحي اوروبا وفي منطقة ما شممت رائحة الاسمدة الطبيعية التي هي مخلفات الابقار فتأفف مرافقي الخليجي فقلت له هذه الرائحة رائحة الخير فقال كيف فقلت هنا يقومون بتسميد اراضيهم بالاسمدة الطبيعية المستخرجة من مخلفات الابقارويحصلون علي انتاج وافر وصحي في نفس الوقت ولا يستخدمون الاسمدة الكيماوية التي تعطي انتاج وافر فقط لاطعم فيه ولايقبل التخزين فيفسد سريعا بالاضافة الي مضارها الصحية ويصدروها لنا لأن اهتمامنا ينصب علي الكم دائما وليس علي الكيف …يحيي صابر