جامعة أسيوط تحتل المركز الثاني محليًا وال301 عالميًا في تصنيف التايمز 2025    صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل خشية تسلل طائرات مسيرة    كلفة الحرب: إيران تضع اقتصاد إسرائيل في مأزق " ملايين الدولارات يوميا"    كين: كنا نستحق تسجيل 4 أهداف في الشوط الأول.. وكأس العالم للأندية بطولة ضخمة    مواعيد مباريات السبت 21 يونيو - صنداونز ضد دورتموند.. وإنتر يواجه أوراوا ريدز    السيطرة على حريق اشتعل بعقار في مدينة 15 مايو    نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في الشرقية تُعلن غدًا.. اعتماد النتيجة وإعلان الأوائل الأحد    حسام حبيب يشارك الجمهور التوزيع الجديد لأغنية سيبتك    هنا الزاهد تُشعل مواقع التواصل بصورة جديدة مع كرارة وتامر حسني في عمل سينمائي مشترك    أسعار النفط تسجل مكاسب أسبوعية مع مراقبة الصراع الإيراني الإسرائيلي    أسرع قطارات السكة الحديد.. مواعيد رحلات قطار تالجو اليوم السبت 21 -6-2025    محافظة الإسكندرية: استقرار حالة البحر ورفع الراية الخضراء    نقابة المحامين تقرر الطعن على حكم وقف جمعيتها العمومية    مسئولة أممية: توسع الصراع الإيراني الإسرائيلي يقود العالم لكارثة    الاحتلال يعتقل 16 فلسطينيا من الخليل بالضفة الغربية    الترجي يفتقد يوسف بلايلي فى موقعة تشيلسي الحاسمة بكأس العالم للأندية    إنفوجراف| بعد هبوط عيار 21.. ننشر أسعار الذهب اليوم السبت    أسعار الفاكهة اليوم السبت 21 يونيو في سوق العبور للجملة    جاياردو: مباراة مونتيري حاسمة ونعتبرها بمثابة نهائي    السومة يدعم هجوم الوداد أمام العين ويوفنتوس    «مدبولي»: الحكومة تعمل على تأمين احتياجات الدولة من الغاز الطبيعي    عاجل| سعر الريال السعودي اليوم 21/6/2025 مقابل الجنيه    الصحة: عيادات البعثة الطبية المصرية استقبلت 56 ألفا و700 حاج مصرى    طلاب القسم العلمي بالشهادة الثانوية الأزهرية يؤدون امتحان «الكيمياء»    وزير الخارجية والهجرة يلتقي بمجموعة من رجال الأعمال الأتراك خلال زيارته لإسطنبول    وزير الري يبحث "التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء" مع خبراء الجامعة الأمريكية| صور    الصحة الإيرانية: 430 قتيلا وأكثر من 3500 مصاب منذ بدء الهجوم الإسرائيلى    مينا أبو الدهب يحتفل بخطوبته على فتاة من خارج الوسط الفني    رسالة أمل.. المعهد القومي ينظم فعالية في اليوم العالمي للتوعية بأورام الدم    تطبيق التأمين الصحي الشامل بجميع المحافظات 2032    أطعمة تزيد من الشعور بالحر يجب تجنبها    مواجهة مشكلات التنمر والتحرش والعنف في المدارس بجدول أعمال الشيوخ غدا    قبل فتح باب الترشح.. اعرف المستندات المطلوبة للترشح لانتخابات مجلس النواب    دفعة جديدة من أطباء المعاهد التعليمية تصل مستشفى الشيخ زويد المركزي    تعرف على مصروفات المدارس لجميع المراحل بالعام الدراسي الجديد 2025/2026    آسر ياسين.. سفاح السينما والدراما    رسميا.. بايرن ميونخ ثاني المتأهلين لدور ال16 من كأس العالم للأندية بعد فوزه على البوكا    سلاح ذو حدين| وراء كل فتنة.. «سوشيال ميديا»    إصابة ربة منزل وطفلتها على يد شقيق زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    ترامب عبر "تروث": سد النهضة الإثيوبي تم تمويله بغباء من الولايات المتحدة    مؤمن سليمان يقود الشرطة للتتويج بالدوري العراقي    روبي تتألق في إطلالة مبهرة قبل صعود حفل افتتاح موازين    غارة إسرائيلية تستهدف «الناقورة» وتسفر عن قتيل في جنوب لبنان    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    كروفورد عن نزال القرن: "في 13 سبتمبر سأخرج منتصرا"    «وحش ويستحق الانتقاد».. إسلام الشاطر يشن هجومًا لاذعًا على محمد هاني    ترامب عن سد النهضة: بُني بتمويل غبي من الولايات المتحدة    «الصدمة الأولى كانت كريم وابنه».. «أحمد» يروي ما حدث في شارع الموت بمنطقة حدائق القبة    تقدم ملموس في الوضع المادي والاجتماعي.. توقعات برج العقرب اليوم 21 يونيو    تفاصيل جديدة في واقعة العثور على جثة طبيب داخل شقته بطنطا    جيش الاحتلال: اعتراض طائرة مسيرة فى شمال إسرائيل تم إطلاقها من إيران    6 مصابين في تصادم 3 سيارات قبل مطار سفنكس    "أعملك إيه حيرتنى".. جمهور استوديو "معكم" يتفاعل مع نجل حسن الأسمر "فيديو"    منها المساعدة في فقدان الوزن.. لماذا يجب اعتماد جوزة الطيب في نظامك الغذائي؟    خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها    أسرار استجابة دعاء يوم الجمعة وساعة الإجابة.. هذه أفضل السنن    حسن الخاتمه.. مسن يتوفي في صلاة الفجر بالمحلة الكبرى    الإسلام والانتماء.. كيف يجتمع حب الدين والوطن؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنانة التشكيلية Vivian Alsaegh فيفيان الصائغ
نشر في شموس يوم 22 - 05 - 2020

بقلم الفنان والباحث التشكيلي السوري. عبد القادر الخليل – شموس نيوز
جاءت التعبيرية بنوع من الدراما العامة في عالم الواقعية, فيها اشكال انسانية متعصبة, اشكال مجروحة من المأساة الحضارية والتفكك المرعب. لهذا كانت لغة التحذير. لكن كيف نقول كانت طالما مازلنا نعيش هذه المأساة في بلدنا سورية اليوم؟ .
قليل ما رأيت في حياتي الفنية الطويلة مسيرة فنانة بهذه الخُصبة الفكرية والانتاج المتواصل. ويسعدني القاء الضوء على فنانة سورية بهذه القوة وهذه القدرة التعبيرية. الفنانة فيفيان الصائغ تعزف كل انواع الموسيقى التي لها صلة في وصف الواقع بإسلوب تعبيري بإسلوب رمزي, وبإسلوب ذاتي. لكن الفنان يبقى ابن مجتمعه ويصعب عليه ان لا يتأثر بما يحيط به, ويهتم في ألام جيرانه, وأقربائه وبأبناء الوطن جميع, لهذا ليس غريب ان تسير الفنانة في شرح القلق والتعبير عن الموت, عن الخوف, عن الحرب وعن الحياة, فنانة رأت من مختلف نوافذ الوطن حزن الامهات, وظلم الظالمين, وعذاب الأطفال, وحيرة المتنقلين. فكيف لا نراها تجسد انواع من هذه المناظر بإسلوب يصل الى العالم , بإسلوب رمزي يستوعبه المتلقي دون الملل.
عندما يتعلق الامر في الفن , لا يتعلق فقط في الالوان والمناظر الطبيعية والصور الشخصية ام في الواقع, على العكس من ذلك , هو الطريقة الذي تلتقط فيه الحافة في اعمق الأجزاء من افكار الفنان ومشاعره مما يريد التعبير عنه , وبطريقة او اخرى ستلمسنا بعض الالياف بشكل ايجابي او سلبي.
الألم واللغة والذاكرة في منجزات الفنانة فيفيان الصائغ.
كان يقول الفنان الاسباني. Antonio Tapies
معرفة الالم تجعل الانسان ان تكون له مناعة وتُضعف طوارئ الألم, وهذه المعارف تسمح للإنسان ان ينظر الى ضوء الحياة.
لقد التقيت مع معظم لوحات الفنانين الذين جسدوا انواع الالم, وجسدوا الخوف والقلق في لوحات عظيمة, كما هو الفنان الأسباني Francisco Goya الذي جسد الألم بإسلوب واقعي. والفنان الفرنسي Delacroix بإسلوب رومنسي والفنان Picasso بإسلوب تكعيبي, والفنان Edgar Munch بإسلوب تعبيري, والفنان Kazimir Malevich بإسلوب تجريدي , وغيرهم الكثير, لكن لم يصممون هذه الكمية الهائلة في وصف الخوف والقلق كما التي أشاهدها في منجزات الفنانة بيبيانا الصائغ. اشرت الى اسماء اناروا العالم في التعبير بما قدموا في بعض منجزاتهم، لوحات هامة تحدثنا عن معنى الخوف. معنى الألم. لكن يجب ان يعرف العالم ايضا عن ماتقدمه الفنانة بيبيانا من شرح وتشريح تخص به انواع الهموم والقلق والخوف والشجن بإسلوب تعبيري رمزي.
الالم هو بعد انتروبولوجي مدرج في اللغة, مما يعني ان التعبير عن الالم شيء رمزي, الفنانون الذين يُمثلون الالم يفعلون شيء يشبه التشخيص, بهذا المعنى يمكننا ان نرى تمثيلات الالم والخيال عن الموت تعطي المعاناة جانبها الرسمي , الاعمال الفنية ليست مجرد تمثيل , ومن الواضح انه ليس كل تمثيل اجتماعي فني. يسعوا الى تنسيق الصور التي تنتشر في الثقافة وتشكل الخلفية الأيقونية للتمثيلات الاجتماعية . لهذا السبب يمكن ان يكون التفكير في المنتجات الفنية ومما نراه في المجتمع يكون راس الخيط الذي يجب متابعته لفهم تجربة الرعب..
لماذا يتذكر الفنان اهداف الرعب ومناظرها اكثر مما نراه في معالجة طابع الفرح؟ لسوء الحظ تجارب الألم هي اسهل في التذكار من المتعة, وقد يساعد ذالك على تجسيد مناظر الالم قبل مناظر المرح. وسبب تجسيد مناظر الألم في الفن التشكيلي يعود الى قساوة المشاهد التي تتركها الحروب وإنتاج مناظر من مبدأ الرعب يمكن ان يكون طريقة لتهدئة الالم الذي يوجد في الخيال و يسمح للفنان ان يقوامه في إحاطة الحواس وفي تفكيك الالم.
في تنقلي بين لوحات الفنانة فيفيان الصائغ يلفت نظري قوة التعبير والرمز في لوحاتها في الاضافة عن الاشارة الى اوصاف الخوف بإسلوب عرفناه في اساطير كثيرة وبين مختلق المجتمعات مثل الغراب وما يعني, طير السنوسي وما يهدف. بل ارى في منجزاتها عمق بعيد في الرمز والتعبير, الغراب يحمل الكرة الأرضية, اللعبة المتمزقة بسبب الارهاب, الموت هو عقارب الساعة . كما لم تبقى من الارض شيء , إما ذابت تحت نيران الحروب, او إنها ذابت تحت طوفانات غريبة ولم تبقى ارض يعيش عليها الانسان, ام من فاكه تُغذي الطيور. وأصبحت الدنيا ماء مالحة, بحور ومحيطات. فأشاهد فكرة الفنانة بيبانا بصنع السلالم كي لايهضمنا الغرق. اليسها تحذر الى اين المفر؟ الى اين المفر إن نكون غادرنا الانسانية وغادرنا السلام.
لم تعني الفنانة بهذه اللوحات عن الخوف فقط؟ , لكن هناك اهداف كبيرة علينا ان نقف عندها حين تأتي من سادس الحواس التي لم تتمتع بها الرجال.؟
اراها تشير الى امراض اجتماعية كثيرة في الإضافة الى الإرهاب والحروب, في الإضافة الى الخوف والقلق, ايضا تشير الى إهمالنا للإنسانية, الى إهمالنا للحب, الى إهمالنا للحياة . وان نغادر الأنانية والحب الذاتي.
على مر التاريخ تلقى الغراب معاني رمزية مختلفة, معظمها حزين وغير جذاب. لكن علينا ان نعرف ان الغراب له صفاة سلبية جدأ مثل الموت, والدمار. كما هناك صفاة ايجيابية كثيرة ايضا, يجب ان يعرفها المتلقي المتشائم, فعندما نقرأ اي عمل فني ونرى اهتمام الفنان بهذه الاشكال الحيوانية علينا ان نعرف الى اي شيء يشير الفنان في شكل الغراب. فالغراب يشير الى الحياة الطويلة لأنه من اكثر الطيور التي تعيش طويلأ بعد النسر, كما ان الغراب يشير الى الاخلاص في الحب, لأنه يأخذ شريكة حياته طيل عمره ويبقى معها حتى الموت. كما هناك تعابير هامة تشير الى ذكاء الغراب ومتطفل في تصرفه وهذا يشير احيانأ الى الرجال.. ويعيش بشكل منفرد.. فعلينا ان نقرأ رسالة الفنانة في كل تفسير حتى نبتعد عن المرض ونحصل على الدواء.
اما تجسيد السمك في اللوحة التشكيلية فهو معنى رمزي يرمز الى الحياة والثروة. إنه يمثل قوة الماء كمصدر رئيسي للحياة ومقدمة الرعاية لهذا غالبأ ما نجد صورة الاسماك في الشعارات. في معظم الاساطير يُنسب عنصر الماء الى العنصر المنجب للإبداع في جميع اشكال الحياة, لهذا السبب تُربط الاسماك ايضأ بمفاهيم الحياة الخصوصية والخصوبة والإبداع.
اما طير السنوسي . هذا الطير البسيط يشير في الفن التشكيلي الى التضحية. كما هناك له تفسير في المواضيع الدينية وخاصة في الانجيل. وحاله كحال الغراب في الكتب الدينية, بينما الغراب يعطي مفهومية الموت في اكثر الاحيان, طير السنوسي يعطي اشارة الى الهجرة الى السفر.
عندما نتحدث عن الرمزية فإننا نشير الى واحدة من اهم الاتجهات الفنية البارزة في اواخر قرن التاسع عشر. نشأت هذه الحركة الفنية بشكل رئيسي في بلجيكا وفرنسا. حين نتحدث عن الرمزيين نرى لهم رموز تهدف الى مفهوم مختلف تمام عن العالم عن انواع اخرى من الفنانين , يرى الرمزيون أن العالم لغزا يتم فك رموزه وبالتالي يخلقون اعمال يتم فيها محاولة تتبع مراسلات مخفية ترتبط بلأشياء الحساسة.
لوحات الفنانة فيفيان الصائغ تحمل طوابع عديدة , وتختلف تمامأ عن مواظبة واحدة في اللون وفي التكوين, وتستخدم في كل لوحة اسلوب جديد وتجارب تميل من النعومة الى الخشونة وثم الى الإنشقاق في الالوان. هذا التشقق نتيجة استخدام مواد من صناعة يدوية وذاتية لها نظريات في الفن الشرقي . الفنانة تبحث في هذه المواد عن تقديم مفهومية خاصة, حيث انها تصنف موادها وتضع منهم ترجمة ذاتية . وتأخذ من الرمل والغراء مع غبار المرمر مواد تليق لطرح انواع الخشونة على سطحيات اقمشتها ثم يتم تلوينها ، وعامة ما تكون الوان اساسية مع الوان مشتقة. هذه المواد الخاصة تسمح للفنانة تعظيم التعبير في كل موضوع.
بشكل عام تؤلف مواضيع فكرية خيالية وتنتج منها جمالآ بصريا وفكريا وفقآ للزمن الذي تعيش به. في بعض اللوحات تتظاهر القضايا الانثوية وفي اخرى نشاهد اشباح الالم والقلق نتيجة لإهتمامها في ما يؤلم مجتمعها في السنين الاخيرة.
لوحاتها تعتمد على الفكرة قبل كل شيء ثم انتاج الموضوع ضمن تآلف الاشكال والألوان, وتتحد قوة التعبير مع الرمز وقوة اللون وجميع هذه تضيف متانة ومتعة للعمل الفني , تركز الفنانة على وضع الهدف في منتصف اللوحة وتهتم بعد ذلك في العناصر المؤلفة للعمل. مع الخطوط المتضامنة تصل الى التوازن البصري والفكري.
يقول الفنان الروسي مهايدين كيشيف, على اللوحة ان تكون جميلة في اي اسلوب كان تصميمها, وإذا اردنا ان نرسم لوحات تجريدية يجب ان تكون لنا ثقافة مدرسية وأكاديمية. وليس من لوحة جميلة يتم تصميمها من فاعل الصدفة والعفوية بل ان تحمل مقياس وقواعد اساسية كما هي الواقعية او ما نراه في تصميم الفنانة فيفيان الصائغ.
من أسبانيا. Abdul Kader Al Khalil


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.