أثناء تواجدي في القرية اتصل بي صديقي الصحفي بالأخبار المسائي الاستاذ عبدالمنصف يطلب حضوره الي القرية لأجراء بعض التحقيقات الصحفية فرحبت به كثيرا وبالفعل استقبلناه ومعي بعض مسئولي القرية علي رأسهم ابن العم العمدة ممدوح سيف الدين عمدة توشكي غرب والاخوة الاساتذة محمد عبدالحكيم وحسين عراب وفارس مختار وحمدي الأغا .. وكان اللقاء في قصر ثقافة توشكي الذي افتتح بواسطة وزيرة الثقافة قبل أيام ..وتطرق الحديث الي جوانب كثيرة وخاصة المشاكل التي تعانيها قري النوبة ومن تلكم المشاكل اصرار مسئولي الدولة علي وجود اعلام وراثة لأجدادنا الذين رحلوا قبل اكثر من ستين عاما !!.. حيث اننا في النوبة الغريقة كنا نثق في بعضنا وكان العرف هو السائد ولم يكن هناك نزاع في الملكيات !!.. وأتذكر حتي في التعويضات التي كانت تصرف لنا كان رئيس اللجنة يكتفي بتوقيع شاهدين من أهل القرية علي ورقة عرفية مطبوعة من قبل الدولة بأن فلان هو الوارث الوحيد !! وحتي لو لم يكن الوارث الوحيد كان هناك ثقة بأن هذا الشخص لن يستولي علي حقوق مشتركيه في الارث !!.. وتطرق الحديث الي مواضيع اخري شائكة مثل التعويضات الهزيلة التي حصلنا عليها قبل التهجير القسري حيث علي سبيل المثال كان متوسط تعويض بيت مبني علي اكثر من الف متر حوالي 100 جنيه وتعويض النخلة الواحدة عشرة قروش في الوقت الذي كان دخل خمس نخلات تفي باحتياجات اسرة كاملة لمدة سنة كاملة !! علما بأن تلك التعويضات صرفت بالكامل عندما تم تهجيرنا لتهيئة البيوت التي لم تكن تصلح لسكني البشر وأيضا لتعليف الأنعام التي وصلت برفقتنا حيث لم تكن الأراضي الزراعية استصلحت !!.. اذن لم يستثمر النوبي اموال التعويضات في أي شئ ولكنها ذهبت لترميم عورات التهجير!!. .وعليه طالبت باعادة تقييم تلك التعويضات تقييما موضوعيا وخاصة ان الذين لم يحصلوا علي بيوت يتم تعويضهم الأن بحوالي 225 الف جنيه !!.والا سوف تبقي الغصة مؤلمة تتوارثها الأجيال .