وزير الصحة يشيد بدور التمريض في رعاية مصابي غزة    البيئة: 300 مليون يورو استثمارات التوافق البيئي في الصناعة    رجل الظل| «القاتل السياسي».. اختيار كوشنر المُلهم طريق ترامب نحو رئاسة أمريكا    لليوم الثاني على التوالي.. غارة إسرائيلية تستهدف منطقة حدودية بين لبنان وسوريا    اليوم.. قطار البريميرليج يصل لخط النهاية    مدير صندوق مكافحة وعلاج الادمان: مقراتنا بالجامعات تقدم التوعية للطلاب طوال العام    إصابة 3 طلاب إعدادية في مشاجرة داخل فناء مدرسة بالمنيا    6 عروض مجانية بإقليم القناة وسيناء الثقافى    عبير صبري تهنئ ريم سامي بمناسبة حفل زفافها    وزير الصحة يؤكد اهتمام القيادة السياسية بوضع استراتيجية متكاملة لتطوير التمريض    مباشر الدوري الألماني - فرانكفورت (0)-(0) لايبزيج.. بداية المباراة    الكل متفائل.. توقعات الجماهير لمباراة الأهلي و الترجي التونسي.. فيديو    وزير التعليم: بذل كافة الجهود لدعم التمكين الحقيقي للأشخاص ذوي الإعاقة    مدبولي: مصر ستكون مركزا إقليميا لتصنيع الأجهزة المنزلية الفترة المقبلة    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    سائقو الشاحنات في أوكرانيا ينظمون احتجاجا ضخما اعتراضا على قانون التعبئة الجديد    خبير يوضح أسباب الانقسامات التي تضرب مجلس الحرب الإسرائيلي (فيديو)    بعد الانخفاضات الأخيرة.. أسعار السيارات 2024 في مصر    الصحة العالمية تحذر من الملح: يسبب ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    بعد الخلافات العديدة.. إشبيلية يعلن تجديد عقد نافاس    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    عاشور: دعم مستمر من القيادة السياسية لبنك المعرفة المصري    مسؤولو التطوير المؤسسي بهيئة المجتمعات العمرانية يزورون مدينة العلمين الجديدة    «الحرية المصري»: مصر لن تتخلى عن مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني    تعرف على تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي.. في العناية المركزة    ليلة سقوط اللصوص.. القبض على 9 متهمين بارتكاب جرائم سرقات بالقاهرة    هل تستطيع إسرائيل عرقلة عمل محكمة العدل الدولية؟.. أستاذ قانون يرد    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    البيئة: 550 مليون يورو استثمارات تمت وجارية بمجال التوافق البيئي في الصناعة    بينهم أبو تريكة.. قبول طعن 121 متهمًا على إدراجهم بقوائم الإرهاب    «المصل واللقاح»: متحور كورونا الجديد سريع الانتشار ويجب اتباع الإجراءات الاحترازية    الكشف على 1645 مواطنا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» ببني سويف    حزب الله: استهدفنا تجمعا ‏لجنود الاحتلال في محيط ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية    الأحجار نقلت من أسوان للجيزة.. اكتشاف مفاجأة عن طريقة بناء الأهرامات    أستاذ الطب الوقائي: الإسهال يقتل 1.5 مليون شخص بالعالم سنويا    طلاب الإعدادية الأزهرية يؤدون امتحاني اللغة العربية والهندسة بالمنيا دون شكاوى    جوري بكر تتصدر «جوجل» بعد طلاقها: «استحملت اللي مفيش جبل يستحمله».. ما السبب؟    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    «الري»: بحث تعزيز التعاون بين مصر وبيرو في مجال المياه    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    نهائي أبطال إفريقيا.. 3 لاعبين "ملوك الأسيست "في الأهلي والترجي "تعرف عليهم"    أبرزهم رامي جمال وعمرو عبدالعزيز..نجوم الفن يدعمون الفنان جلال الزكي بعد أزمته الأخيرة    موعد مباراة بوروسيا دورتموند أمام دارمشتات في الدوري الألماني والقنوات الناقلة    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    مسئولو التطوير المؤسسي ب"المجتمعات العمرانية" يزورون مدينة العلمين الجديدة (صور)    خبيرة فلك تبشر الأبراج الترابية والهوائية لهذا السبب    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-5-2024    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حجاج أدول ل"الوفد":
"السيسي" بطل شعبي في عيون النوبيين
نشر في الوفد يوم 28 - 03 - 2014

في حوار لا يخلو من المرارة والصراحة ومزيج من الترقب وانتظار الأمل «حجاج أدول» الروائى والأديب وممثل النوبة في لجنة الخمسين يفتح قلبه ل «الوفد» ويؤكد أن النوبة سقطت من ذاكرة الحكومات المتتالية التي تعاملت مع قضيتها بعشوائية حيناً وبسوء نية وقصد أحياناً أخرى.
وشدد على أن قضية النوبة ليست قضية عرقية ولكنها قضية ثقافية وحقوق انسانية مهدرة، متهماً الاعلام المصري بالهجوم على النوبيين عندما طالبوا بحقوقهم حيث وصفوهم بالعنصريين والانفصاليين، مضيفاً أنه لم يساند قضايا النوبة ويدعمها إلا حزب الوفد وقياداته والدكتور محمد السيد سعيد رحمه الله معتبراً أن النوبة من أقوى القوى الناعمة التي تمتلكها مصر نظراً لقربها الثقافي والجغرافي ولجذور بعض الأفارقة الممتدة الى النوبة.
معترفاً أن الدستور الحالي أصبح ظهيراً دستورياً للنوبيين بعدما اعترف بحقوقهم كمصريين، وأن مشاركته في لجنة الخمسين ازالت غصة لدى النوبيين وهدأت النفوس وأطفأت غضباً مكتوماً في الصدور.
ما أبرز مشاكل أهالي النوبة؟
- تتمثل في افتقاد الشعور بكامل حقوق المواطنة المصرية وتنفيذ حق العودة الى الوطن النوبي الأصلي مع أن حقوق اهالي النوبة كثيرة لكننا نتمسك بحقوق العودة وتدريس التاريخ النوبي واحترام اللغة النوبية وعدم اهانة اللون أو اللغة أو الحقوق النوبية.
وما آثار الهجرة السلبية على النوبيين؟
- الهوية النوبية هوية نهرية نيلية من قبل التاريخ المكتوب ولكن تم تهجير أهالي النوبة في 1964 فانتزع النوبي من موطنه وألقى به في الصحراء وهذه الجريمة زلزلت الهوية النوبية زلزالاً شديداً مما أنتج آثاراً سلبية عديدة.
أهم هذه الآثار؟
- اهتزاز الشخصية النوبية لأنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنهر والبيئة وهذا انفصال مميت بين المواطن وبين بيئته الحاضنة، وهذه ضربة شديدة في جوهر الشخصية النوبية وأثرها الأقوى هو الاضطرابات النفسية نتيجة لتغيير البيئة ونسف المنظومة النوبية بالكامل، كفقد العمارة النوبية وضعف اللغة، وانحصار الزي النوبي وغياب الفلكلور النوي وامتهان الثقافة النوبية التي تشهد تشويهاً لمكوناتها ومن أمثلة ذلك تغيير الموسيقي النوبية حيث اختزل السلم الموسيقي للنوبة الى 5 خطوات بدلاً عن 7 فتم تغيير أغانينا وزينا، وأصبحت بواقي الثقافة النوبية.
كيف ادارت الحكومات المتعاقبة الأزمة النوبية؟
- لو الحكومات أدارت الأزمة النوبية بحسن نية بدلاً عن التصرف العشوائي الغربي والقبيح الذي أسفر عن اضطهاد وتطهير عرقي ممنهج، وعلى الحكومات أن تختار الطريقة التي تعاملت بها معنا وكلاهما سيئ ومؤذي لأهالي النوبة لأنها أضاعت حقوقنا.
ألا ترى شعاعاً من الأمل كمشروع بشائر الخير؟
- لا.. فمنذ 5 سنوات بدأت الحكومة مشروع بشائر الخير ببناء 18 قرية في منطقة النوبة حول البحيرة النوبية ويتمثل في مسكن وخمسة أفدنة لكل أسرة نوبية، ولكن كان الشرط الخفي ألا يكون من بين السكان أهالي النوبة، وتم بناء 3 قرى تم تسكينهم لمواطنين من وجه بحري، وهذا يؤكد أن تهجير أهالي النوبة ومنع عودتهم شىء ممنهج في الحكومات وهذا يعتبر تطهيراً عرقياً واضطهاداً وعنصرية حتى لو كان القرار عشوائياً لن يكون بهذه الدرجة من التخطيط، لأن التاريخ النوبي حذف من التدريس والاهانات تظهر في الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والسخرية من اللون الأسمر، حتى في التليفزيون المصري لا نجد أحداً من مقدمي البرامج أسود، وهذا دليل على الاهانة أو اننا سقطنا بالفعل من ذاكرة الحكومات المصرية المتتالية.
وكيف تعامل الاعلام مع هذه المشاكل؟
- الاعلام لم يساند قضيتنا، والكلام العام في الاعلام انهم أناس طيبون، غير أنه بمجرد أن يتحدث أحد من النوبة عن حقوقهم تظهر ضده حملات اعلامية تدعى أنه انفصالي وعنصري ويريد تقسيم مصر فالاعلام كان ضدنا على طول الخط، وكانت تنشط أجهزة أمن الدولة وعملائها في الاعلام بترويج هذه الأكاذيب طالما نطالب بحقوقنا فيبدأ التشكيك في وطنيتنا مع أنه لم يظهر في التاريخ المصري أحد من النوبة عمل جاسوساً أو ارهابياً أو مخرباً.
وهل ساندت النخبة الموقف النوبي؟
- النخبة تتبع الاعلام ومعظمها تعامل معنا بثناء كفلكلور ولم يشكر فينا كجزء من الشعب المصري يطالب بحقوقه المهدرة غير أنني استثني د. محمد السيد سعيد «رحمه الله» وقادة حزب الوفد الذي كان أقرب لنا في مساندتنا والوقوف بجانب حقوقنا المهدرة، وأذكر جدي محمد مراد كان «النحاس» باشا يصفه بخطيب إدفو المفوه.
ما جذور المجتمع النوبي؟
- المجتمع النوبي تمتد جذوره الى ما قبل التاريخ، وكانت مملكة ممتدة وعاصمتها «مروى» في السودان حالياً وكان يقال عنهم «الفراعين السود» وهى ممالك كبرى ترتبط بمصر وخاصة في الجنوب المصري ولها تاريخ وفي وقت ما تدهورت هذه الممالك وحدث لها انحسار فاصبحنا قبائل في السودان وفي مصر يوجد قبائل «كنوز» و«الفاجيتا» و5 قبائل عربية لكن التفاهم بينهم على أعلى مستوى ويوجد أيضاً عائلات كبرى مثل العائلة ذات الأصول التركية «الكاشف»، لجدهم «الكاشف» وتوجد أيضاً قبائل «المجاراب» ذات الأصول المجرية وحتى الآن يوجد تواصل بينهم وبين ذويهم في «المجر» وأنا قبيلتي من صعيد مصر في «اسنا» إذاً القضية ليست قضية عرقية بل قضية ثقافية وحقوق انسانية مهدرة ومواطنة نتمسك بها.
ماذا عن المواطنة داخل المجتمع النوبي؟
- المواطنة المصرية في النوبة عميقة جداً، وإذا لم تكن على هذه الدرجة من العمق لكانت حدثت مشاكل وكوارث خطيرة جداً، ولكن أهالي النوبة أكبر مجموعة مصرية عانت ووقع عليها ظلم كبير جداً تمثل في 4 تهجيرات وهذا لم يحدث مع أي شعب في العالم، تهجيرات واهانات وصلت الى حد المجاعات ورغم هذا لم نجد نوبياً خان مصر ولم تظهر دعوة واحدة تطالب بالانفصال.
ما طبيعة الحركات السياسية والادبية في النوبة؟
- منذ التاريخ القديم جاء الفرعون «بعانخن» حاكماً لمصر في الجنوب عبر الأسرة ال 25 وكانت مصر تعيش في فوضى وانهيار وهذا الفرعون جاء للم الشمل ولانقاذ مصر من الاضطرابات والفتن، إذاً النوبة حكمت مصر لانقاذها وليس لحكمها من أجل السلطة وبنت الفرعون «بعانخن» دخلت كاهنة في معابد الأقصر وبدء النظام المصري القديم يعود ويستقر على يد النوبيين، وخلال العصر الحديث رغم التهجيرات والاهانات كانت النخبة النوبة لها الضلع الرئيسي في تكوين الأحزاب اليسارية والشيوعية مثل «زكي مراد» المحامي و«محمد خليل قاسم» و«الشاعر» عبد الدايم طه، وعند تتبع أفكارهم نجد الوطنية ظاهرة في كتاباتهم ورواية «الشمندورة» تتحدث عن قرية نوبية في أقصى الصعيد ولكن تلاميذها تحيي العلم في طابور الصباح، وأنا عملت في بناء السد العالي وجندت 7 سنوات منذ 1967 الى ما بعد العبور في أكتوبر وأنهى تجنيدي عام 1974 وبدأت أهم عمل لنشاط ثقافي في الاسكندرية مع «أنور جعفر» كمثل باقي الشعب المصري في جميع المجالات والأنشطة.
ما مدى تغلغل تيار الإسلام السياسي في الثقافة النوبية؟
- التيار الإسلامي في النوبة كان أقل انتشاراً من غيره في باقي القطر المصري، ولكنه بدأ يزداد في الفكر النوبي بعد تهجير 1964 لأننا هجرنا الى منطقة صحراء لم تكتمل المساكن ولم تستصلح الأراضي الزراعية وانتظرنا 11 سنة فضربت البطالة عائلات النوبة، وبعد فتح أبواب الخليج العربي لكل المصريين خاصة النوبة التي كانت تعاني البطالة بنسبة أكبر، فبدأوا يعتنقون الفكر الوهابي، وهذا أحدث تأثيراً على الاداب والفنون بصفة خاصة والتي تمثل مكوناً أساسياً في معظم شئون حياتنا بما فيها الجنائز التي لها عادات وأناشيد تقال في المناسبات السارة وغير السارة وانتشر فكر الاسلام السياسي في النوبة كما تغلغل في جميع محافظات مصر.
كيف تعاملتم مع الاتهامات التي طالتكم بدعوي الانفصال؟
- هذه الاتهامات تبددت تماماً وثبت كذبها لأن تاريخنا القديم ومواقفنا الحالية أثبتت وطنيتنا ولكن أمن الدولة القديم كان ينشر الشائعات ضد المعارضة بهدف تلويثهم وقتلهم معنوياً، وبالتالي الإعلام كان يتلقى هذه الشائعات عن طرق العملاء ويبدأ في ترويجها لتخويف الشعب المصري من أهاليه النوبيين بل لتخويف النوبيين من قياداته ومن «حجاج أدول» على وجه التحديد، والغريب أننا منذ الستينيات شعرنا بأننا «الواو» النوبية أي نقول مصر والسودان أو السودان ومصر ووجدنا أننا النوبيين تجمع شعبي وادي النيل إذاً نحن الجسر الأمثل لتجميع مصر والسودان فهل الذين يطالبون بهذا الدور يكونون انفصاليين؟!!
وهل من الممكن أن يكون للنوبة دور في حل أزمة مياه النيل؟
- طبعاً.. ولقد حذرنا منذ التسعينيات من أزمات مياه النيل وكنت أصدرت جريدة شعارها «النوبة وصل لا فصل» وكتبت المقالات وأقيمت الندوات وأطلقت التحذيرات في وسائل الاعلام بأن حرب المياه بدأت بالفعل، وعلى مصر الاستفادة من القوى الناعمة التي تملكها لعلاج ازمة مياه النيل وتتمثل في 4 قوي أولهم «النوبة» لأن الجنوب الافريقي يعتز بالحضارة وبالتاريخ النوبي وتوجد قبائل في أوغندا وكينيا واثيوبيا ذات أصول نوبية، والرئيس السنغالي الأسبق عبده ضيوف قال: إن أصوله نوبية، ثم يأتي الأزهر كممثل للمسلمين في مصر ويوجد ملايين المسلمين في افريقيا يحترمون الأزهر ويقدرون رجاله وتعلم داخله الآلاف من الأفارقة، ثم أهمية الكنيسة المصرية ودورها التاريخي والروحي في اثيوبيا يحترم ولا أحد ينكره.. والقوى الرابعة الفنون والآداب المصرية وبناء على هذا طالبت من فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق بتنفيذ فكرة «بيت النيل» في منطقة معبد «أبو سنبل» على حدود السودان واستوحيت هذه الفكرة من «رمسيس» لأنه بنى هذا المعبد في مناطق الشلال واعتبره منبراً ثقافياً موجهاً إلى شعوب افريقيا.. وجعله معبداً ثنائياً لزوجته «نفرتاري» لأنها من الجنوب وشعاره التعددية التي كانت نظرية وشعاراً ل «رمسيس الثاني» فرعون مصر منذ فجر التاريخ.
هل توجد محاولات خارجية لفصل النوبة عن مصر؟
- انفصال النوبة عن مصر مجرد شائعات وليست حقيقة، والبعض قال يوجد تخطيط أمريكي لعزل النوبة ولم يتحدث معنا أحد في هذا الأمر وبالطبع لن نسمح لأن يحادثنا أحد في الانفصال والامريكان يعرفون وطنيتنا جيداً ولهذا لا يجرؤون على ان يستخدمونا أداة لتحقيق مآربهم، ولو فيه محاولة لهذا كانوا على الأقل تحدثوا معي في هذا الشأن وحينها لم أكن أصمت على هذا، لكن لو يوجد فكر للانفصال ربما يأتي من الحكومات سواء بطريق مباشر أو غير مباشر بأن يزهقونا ويقرفونا معتقدين أنه يمكن أن نطالب بهذا الانفصال وهذا لن يحدث، وهذا يمكن أن يكون مشروع ال 18 قرية للزهق حتى نقول إننا لسن مصريين؟! بالرغم من المتاهة التي نعيشها لكننا ماضون للأبد في الدفاع عن هويتنا.
كيف تفاعل النوبيون مع ثورتي 25 يناير و30 يونية؟
- النوبيون تفاعلوا مع ثورتي 25 يناير و30 يونية كما تفاعلوا من قبل مع حرب 48 ومشروع السد العالي ونصر أكتوبر 1973 مثل باقي المصريين خلال 25 يناير كنت أخرج الى ميدان جامع القائد ابراهيم وفي 30 يونية خرجنا في سيدي جابر أنا وعائلتي ولم نخرج كنوبيين، ولكن في قرى النوبة لم يخرج أحد لأنها تكاد تكون خالية والناس هجرتها لأنه لا يوجد بها مصنع أو متجر للعمل ولأكل العيش.
وكيف استقبلتم تصريحات عصام العريان الخاصة بالنوبة وأهلها؟
- في الحقيقة لا أعرف هذا الرجل لماذا أقحم نفسه في مشاكل النوبة وأطلق تصريحات أصابتنا بالغضب وأعلن النوبيون جميعهم رفضهم لتصريحات العريان ثم حاول أن يأتي إلينا في نادي النوبة بالاسكندرية ليصالحنا، ولكن شباب النوبة هددوه ورفضوا حضوره وقال له: لو أردت أن تصالح النوبيين عليك بالاعتذار أولاً في نفس الجريدة التي نشرت تصريحاتك، ولكنه استكبر ورفض الاعتذار وبالتالي رفضنا مقابلته.
إلى أي درجة يرضى النوبيون عن دستور الثورة؟
- بنسبة كبيرة جداً وافق النوبيون على الدستور الحالي، وظهر هذا من خلال مؤتمرين كبيرين الأول ثم في «نصر النوبة» وهى عاصمة قرى التهجير بأسوان والمؤتمر الثاني بالاسكندرية وكان الحضور كثيفاً والحماس عالياً وقد رضينا عن الدستور لأننا شعرنا انه بالفعل أخذت الدولة خطوة كبيرة جداً بالاعتراف بأننا مصريين مثل باقي شعب مصر وأن المادة 236 اعترفت بحق العودة، وفي هذا المؤتمر حضر الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد وعضو لجنة الخمسين وقال كلمة رائعة عن النوبة أكدت أنه من أهم الفاهمين للقضية النوبية وأهم الداعمين لها، وسمعت الكثير من أعضاء لجنة الخمسين الذين قالوا: لو أن الوفد له ضلع في السلطة لكان قرر عودة النوبيون الى أراضيهم وبمنتهى السرعة وحقيقة الأمر أنني لم أكن أعرف الدكتور السيد البدوي قبل عضويتي في لجنة الخمسين، ولكن وجدته سياسياً مخضرماً ومن أهم الأعضاء الذين ناقشوا مواد الدستور، وفي أحد الاجتماعات وجدته غضب غضبة شديدة من أجل مصر، تنازل جزئياً عن الغضبة من أجل مصر أيضاً ولهذا أصبحت أقدره وأحترمه.
أهم مواد الدستور التي أسعدت النوبيين؟
- الحقيقة أكثر من مادة ولكن أهمها مادة تجريم التمييز على أساس الدين أو العقيدة وأضيف إليها العرق واللون والاعاقة، وهذا جديد في الدساتير المصرية، وهو ما أسعدنا بعد أن كانت بعض المسلسلات أو الافلام بها بعض الاهانات الى اللون، ولكن بالدستور أصبح لنا ظهير دستوري يمكنا من أن نسجن من يهين النوبيين، وأيضاً الباب الأول في الدستور الحقوق والحريات، ومادة تجريم التهجير العنصري كما حدث معنا، مع أن البعض يدعي أن تهجيرنا لم يكن قصرياً، وأقول لهم: لقد كان بناء على نوع من النصب والنصب نوع من أنواع القصر، ولدينا فلكلور نوبي يقول: قالوا كوموبوا الجنة الخضراء، رحنا لاقينا جهنم حمرا، شالوا يا ناس حضارة بحالها. ولنتخيل أن هذا يغني في الافراح حتى اليوم لأنه نوع من الاعتزاز لأننا لن ننسى العودة، والدستور أكد حق العودة خلال 10 سنوات فمن كان يحلم بهذا، ولكن هذا دور النوبيين في مجلس النواب القادم لتحويل هذه المادة الى قوانين واضحة، والحقيقة أن أعضاء حزب الوفد سيكون لهم دور كبير في تفعيل هذه المادة لأن الدكتور السيد البدوي وعدنا بهذا.
إذاً العودة هى الحل الأمثل للمشكلة النوبية؟
- الحل الأمثل للمشكلة النوبية أساسه العودة ولابد من مراجعة التعويضات ودراستها وتدريس اللغة النوبية في مدارس النوبة ولمن يريد دراستها لأنها لغة مصرية.
هل نستطيع القول إن مشاركتك في لجنة الخمسين أزالت غصة لدى أهالي النوبة؟
- ليس بالشكل الكامل لكنها بدأت في ازالة الغصة لدى النوبيين، ولكن نأمل أن تكتمل بعودتنا الي ديارنا الأصلية.
إذاً كيف تتم المصالحة مع المواطن النوبي من جانب الدولة والمجتمع؟
- أولاً المصالحة بدأت بالفعل بحضوري ومشاركتي في لجنة الخمسين، وباقرار مواد الدستور التي تعترف بالمناطق الحدودية خاصة النوبة والواحات وعدم التهجير القصري وهذه الأمور هدأت النفوس ولكننا ننتظر استكمال المصالح بالعمل الفعلي في خطوات العودة.
كيف يتم نشر التاريخ النوبي؟
- منذ التسعينيات وأنا أطالب في وسائل الاعلام باحتياج مصر الى مؤرخين جدد ومتخصصين في التاريخ النوبي لأنه تاريخ مظلوم ظلماً فادحاً والكثير من المؤرخين وعلماء الآثار يتخطون ويتعمدون اقصاء التاريخ النوبي الحقيقي ولهذا يجب الاهتمام بالنظر والدراسات الى التراث المصري عامة وحينها سيظهر حقائق جديدة سوف يفتخر بها المصريون.
وماذا عن دور المرأة النوبية داخل مجتمعها ونظرة المجتمع النوبي لها؟
- الممالك النوبية القديمة كانت ممالك أممية بمعنى أن المرأة هى الأهم أو على الأقل مساوية للرجل وكان يطلق على المملكة «كينداكا» ويوجد سلسلة من المملكات يطلق عليهن «الكيندا كات» وهؤلاء هن ملوك النوبة القديمة وكانوا من النساء.. واحداهن حاربت الجيوش الرومانية وهزمتها ثم تراجع نفوذها وأخذت أسيرة الى روما ثم تفاوضوا معها وأعادوها معززة مكرمة بقوة الدولة النوبية.. وخلال التهجيرات الأربعة كان دور المرأة في غاية الأهمية لأن الرجل يهاجر ويترك زوجته وأولادها وتقوم المرأة بالدور الأساسي وبعضهن استصلح بعض الأحواض وزرعت بنفسها وحافظت على التراث وحتى الستينيات كان يمكن أن ينادوا الرجل باسم والدته وهذا كان عادياً ولا يجرح وأول كتاب لي باسم «النوبة تتنفس تحت الماء» فكان توقيعي «حجاج سكينة مجيد» باسم والدتي، وأيضاً الخال والخالة اشقاء الأم لا يقلوا في درجة الاحترام عن درجة العم والعمة ولكني اعترف منذ سنوات بدأ الفكر الأبوي في التغلب نتيجة لما يجري في مصر عامة.
كيف تقيم الوضع بعد العودة؟
- العودة النوبية بندها الأساسي القيمة المضافة أي النفع للنوبة ولمصر والسودان ولأفريقيا والعرب والعالم ولو لم تكن العودة منفعة للجميع فلا نريدها، والنوبة ستكون افضل زراعة وسياحة في مصر، وستكون الجسر الأنسب بين مصر ودول المنابع والعبور لنهر النيل، ولهذا يجب أن نكون الخير المصفى للجميع ونحن دعاة للخير وعودتنا ستكون خيراً للجميع.
موقف أهالي النوبة من المرشحين للرئاسة؟
- نفس الموقف الذي يتخذه الشعب المصري، الأغلبية تؤيد ترشح المشير السيسي للرئاسة وأقلية تتبع جماعة الاخوان، ويوجد آخرون لم يحددوا موقفهم لأنهم ليسوا مع هذا أو ذاك.. ولكن اخوان النوبة يروجون أن «السيسي» عسكر ليذكروا النوبيين بما فعله عبد الناصر من تهجير النوبيين، لديهم خوف شديد مما فعله بهم عبد الناصر من التهجير ولا يريدون أن يتكرر معهم الأمر وتقول لهم ان الدستور الجديد قلص سلطات كبيرة لرئيس الجمهورية وحولها الى مجلس الوزراء والنواب.. ثم ان الدستور منع التهجير القصري والتميز العرقي والديني فلماذا الخوف من ترشح رجل ذي خلفية عسكرية لأن هذا لا مبرر له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.