محاضر وباحث زائر بمركز دراسات الشرق الأوسط/ جامعة لوند بالسويد- خبيرة فى الشئون السياسية الصينية- مدرس العلوم السياسية بكلية السياسة والإقتصاد/ جامعة بنى سويف- مدير وحدة دراسات جنوب وشرق آسيا جاء إهتمام الباحثة المصرية منذ وقت طويل بدراسة ملف العلاقات الصينية – الإسرائيلية من وجهة نظر صينية، ودعوة الباحثة المصرية “رسمياً” فى السويد لتأليف كتاب تم نشره منذ فترة عن: “تأثير الأقليات اليهودية فى الصين ومراكز الفكر الإسرائيلية على الأمن القومى العربى. وهناك شئ خطير حدث فى حياة الباحثة المصرية منذ فترة، ونقلته على سبيل الصدفة منذ فترة عبر رسالة نصية لأطراف مصرية أخرى، وهو أنه فى نفس يوم تأسيس “المنتدى المصرى للدراسات الإسرائيلية” فى شهر إبريل الماضى لعام 2019، والذى يضم نخبة من كبار الباحثين والأكاديميين والعسكريين والخبراء المصريين المعنيين بالشأن الإسرائيلى، وصلت للباحثة المصرية رسالة نصية صريحة من الصين، قرأتها الباحثة – وهى تحتفظ بنسخة نصية منها منعاً للتشكيك فيما تقوله أو تطرحه الباحثة – وهى مندهشة لأن نصها جاء كالآتى: (هناك منتدى مصرى جديد تم إنشائه اليوم معنى بالدراسات الإسرائيلية، والجانب الصينى مهتم تماماً بهذا المنتدى). وطلب منى الصينيون تحديداً إرسال تحيتهم للقائمين على إنشاء هذا المنتدى، وطلب منى الصينيون ضرورة عمل إشتراك وعضوية فى هذا المنتدى المصرى الهام للدراسات الإسرائيلية والمشاركة بفعالية فى أنشطته، لأن الصينيون يعتبرونه أهم عمل أو ملتقى أو منتدى بحثى تم إنجازه فى مصر فى الفترة الأخيرة. وما حدث منذ يومين تحديداً، هو أن أحد الباحثات المحترمات القائمات على الإعداد لهذا المنتدى هى الدكتورة “نعيمة أبو مصطفى” والتى إستئذنتها الباحثة فى الإشارة لإسمها، قد أرسلت لى رسالة نصية – ولمعرفتها بتخصصى فى الشأن الصينى – الإسرائيلى – فضلاً بالطبع عن تخصصى الأساسى فى الشأن السياسى الصينى، تدعونى فيها إلى الإنضمام لعضوية “المنتدى المصرى للدراسات الإسرائيلية”، فإبتسمت وأنا أكتب لها: “لقد طلب منى الصينيون فى نفس يوم إنشاء المنتدى أن أنضم إليه”، ونقلت الباحثة المحترمة الدكتورة نعيمة أبو مصطفى – التى دعتنى لعضوية المنتدى – رسالتى الصريحة للقائمين على إنشاء هذا المنتدى، بأن “الصينيون يولون لمنتداكم أهمية خاصة، وأنا سأنضم لمنتداكم أولاً كرغبة شخصية منى كمتخصصة فى الشأن الصينى – الإسرائيلى، ثم للفت الصينيون نظرى لمنتداكم ومدى خطورة وأهمية إنشائه فى الوقت الحالى من جهة ثانية”. نعم، فما أرادت الباحثة المصرية أن توصله من رسالة للجانب المصرى فى بداية مقالى هو أن “الصين تدعم الباحثين والخبراء والأكاديميين والعسكريين المصريين فى خطوة إنشاء منتدى مصرى معنى للدراسات الإسرائيلية”… كما أن الصين تتابع جميع أنشطة المنتدى منذ تاريخ وبداية إنشاؤه. ومن هنا، يمكننا تحليل ذلك الإهتمام الصينى بتتبع مسار ومراكز الأبحاث الإسرائيلية – المصرية – العربية، وذلك للوقوف على متابعة أهم المتغيرات فى المنطقة، والتى يقع الصراع العربى – الفلسطينى – الإسرائيلى فى القلب منها. ومصطلح “صفقة القرن” من تلك المصطلحات التى أثارت بلبلة وردود فعل عربية وشعبية غاضبة بعد طرحها إلى العلن منذ تولّى “ترامب” منصب الرئاسة، وبدأت تفاصيلها تتسرّب إلى وسائل الإعلام بعد زيارات “كوشنير” زوج إبنة الرئيس “ترامب” كمستشار فى البيت الأبيض وفريقه إلى عواصم إقليمية تعتبرها واشنطن أهم أدوات الترويج للصفقة، من بينها الرياضوالقاهرة وتل أبيب. ومع تصاعد الحديث عن اقتراب موعد الإعلان عن الصفقة، يتردد بقوة عبر وسائل إعلام غربية وأمريكية أصواتاً تردد بأنه “على إسرائيل القبول بتقديم تنازلات مؤلمة”…. ورغم غرابة الطرح، إلا أن له أهمية تحليلية أخرى لدى الباحثة وكأن الموضوع برمته مرتبط ب “محاولة إستدراج القيادة الفلسطينية” للقبول بالتعاطى والقبول والموافقة مع تلك الصفقة الأمريكية. وجاء موضوع “صفقة القرن” الأمريكية المدعومة بالطبع من إسرائيل – والتى يتحفظ عليها الجانب العربى – فى مواجهة “صفقة قرن” أخرى صينية – تطرحها الصين إلى العرب ربما كبديل مرحب به عن تلك البنود الأمريكية والإسرائيلية المجحفة للحقوق الفلسطينية والعربية – ومن هنا، فنحن العرب وأشقائنا الفلسطينون فى مواجهة “صفقتين للقرن” إحدهما صينية والأخرى أمريكية – إسرائيلية. وما أرادت الباحثة المصرية نقله للأطراف وللمعنيين العرب، هو ضرورة تنبيههم بوجود “صفقة قرن أخرى صينية بديلة” فى مواجهة نظيرتها الأمريكية والإسرائيلية. حيث طرحت تلك المبادرة الصينيّة والتى إعتبرها نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطينى للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، فى حديث لإذاعة “صوت فلسطين” (وهى إذاعة رسمية مقرّبة من السلطة)، بأنها “يمكن أن تفتح الطريق أمام حلٍّ دولى متعدّد الأطراف للقضيّة الفلسطينية”، وتكون بديلة عن “صفقة القرن”. مع تأكيد الجانب الفلسطينى الرسمى بأن المبادرة الصينية ستشكّل بديلاً عمّا يسمّى ب “صفقة القرن الأمريكية والإسرائيلية”. وتقوم فكرة المبادرة الصينية ل “صفقة القرن” على “ترسيخ حلّ الدولتين على أساس حدود 1967، مع القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطينية جديدة”. والأخطر لدى الباحثة المصرية أن تلك “المبادرة الصينية لصفقة القرن” تتضمّن أيضاً “دعم مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاونى والمستدام” الذى يُنهى فوراً بناء المستوطنات الإسرائيلية المقامة على مساحات واسعة من الأراضى الفلسطينيةالمحتلة. ولعل الجديد فى “صفقة القرن الصينية” هو ما جاء فى بنودها بأن المبادرة الصينية تسعى – صراحةً – لتطبيق “تدابير فورية لمنع العنف ضد المدنيين الفلسطينيين، وتدعو إلى الاستئناف المبكّر لمحادثات السلام”، المتعثّرة منذ عام 2014 بسبب التعنّت الإسرائيلى. ولدى الباحثة المصرية إعتقاد شخصى، بأن الصين مصممة هذه المرة على مواجهة “صفقة القرن الأمريكية” وضرب “الفناء الخلفى” لكافة المصالح الأمريكية فى آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وغيرها فى دول العالم، خاصةً أن دخول الصين فى الملف الفلسطينى، جاء بالتزامن مع الحرب التجارية الطاحنة مع الجانب الأمريكى وزيادة التعريفات الجمركية على السلع والبضائع الصينية إلى واشنطن. لذا، جاء الرد الصينى هذه المرة حاسماً بطرح “صفقة قرن صينية بديلة عن نظيرتها الأمريكية – وهو ما يدفع فلسطين والعرب إلى قبول الصفقة الصينية البديلة وفق شروط وبنود صينية أكثر إنصافاً وعدلاً للحقوق الفلسطينية. بل يكمن ذلك التحدى الصينى – وهو ما قرأته الباحثة المصرية المتخصصة فى الشأن الصينى فى عيون الدبلوماسيين الصينيين – من رغبة “بكين” فى إفشال “صفقة القرن الأمريكية فى مواجهة نظيرتها الصينية”، لتلقين واشنطن درساً قاسياً بعدم التدخل الأمريكى فى الشئون الصينية وعرقلة وضرب مصالح الصين فى تايوان وبحر الصينالجنوبى وضرب إقتصاد الصين بزيادة التعريفات والجمارك على السلع الصينية المصدرة إلى واشنطن. ومن هنا، قامت حكومة بكين بإعداد نفسها جيداً لضرب “صفقة القرن الأمريكية” بإرسال بكين لمبعوثها الخاص فى الشرق الأوسط (غونغ شياو شنغ) Gong Xiao Sheng فى شهر مارس 2019 – وهو الذى يتولى منصب المبعوث الصينى الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2014 – بزيارة إلى منطقة الشرق الأوسط فى سياق دفع جهود التسوية للنزاع الفلسطينى – الإسرائيلى، وقام السيد/ غونغ شياو شنغ – صراحةً وعلانيةً وليس تحت غطاء دبلوماسى متخفى غير معلن بصراحة كما هى العادة – بإبداء شكوك بكين إزاء صفقة القرن التى بادرت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية، من منطلق أنها قد لا تلبى مطالب الدول العربية لحل الأزمة الفلسطينية، فى حين بادرت الصين وعبر صحافتها الرسمية – التى تابعتها الباحثة – بالترويج لصفقة القرن الصينية البديلة عن تلك الأمريكية، مروجة لذلك بأن “مبادرة الصين” سجلت وجود توافق دولى واسع النطاق حولها لتسوية النزاع الفلسطينى – الإسرائيلى فى إطار حل الدولتين وفق المبادرة العربية التى تعتبرها بكين “الأكثر واقعية”. ولعل أخطر رسالة وجهها المبعوث الصينى (غونغ شياو شنغ) علانيةً خلال زيارته للمنطقة فى مارس 2019 – فى لقاء تمت الدعوة إليه قبلها بمقر وزارة الشؤون الخارجية الصينية بحضور صحفيين عرب – هو حديث المبعوث الصينى صراحةً (بأن بلاده لا تسعى إلى إقامة مناطق نفوذ ولا تبحث عن وكلاء أو ملء الفراغ فى الشرق الأوسط)، كما أشار المبعوث الصينى صراحةً – وربما لأول مرة فى تاريخ الصين يتم تداول مثل هذا الحديث علانية- إلى (أن الكثير من الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، تشكك فى مواقف الصين بهذا الخصوص، رغم أنه ليس لديها أدنى نية فى ذلك، حتى لو أصبحت فى المستقبل أقوى دولة فى العالم). بل والخطاب الجديد الذى تبنته الصين من خلال مبعوثها لمنطقة الشرق الأوسط هو الربط بين “مبادرة الحزام والطريق الصينية” وبين عملية السلام فى المنطقة، وهو ما أكده (غونغ شياو شنغ) خلال حديثه معرباً عن أمله فى أن تسهم مبادرة حزام الطريق فى دفع عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، كون مقاصده لا تتوقف عند الجانبين الإقتصادى والتجارى فحسب. ولعل ما يمكن أن يجعل لتلك المبادرة الصينية بريقاً وأكثر قبولاً وشعبية لدى الجانب العربى، هو موضوع “التسريبات” الذى حدث فى الفترة الأخيرة من قبل صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، والتى بدأت بعبارة “هذه هى بنود صفقة العصر المقترحة من الإدارة الأمريكية”. وتحدثت الصحيفة عن بعض البنود “المجحفة” و “الغير عادلة” للجانب الفلسطينى فيما يتعلق بحقوقهم، والتى إعتبرتها الباحثة المصرية أن أهمها على الإطلاق هو موضوع “المستوطنات”، والذى سربته الصحيفة العبرية بأن الكتل الاستيطانية ستكون كما هى بيد إسرائيل، بل وستنضم إليها تلك المساحة من الكتل الاستيطانية لتصل إلى المستوطنات المعزولة. وفيما يتعلق بأهم قضية تهم العرب والمسلمين جميعاً ألا وهى “قضية القدس”، فقد سربت الصحيفة العبرية بأن القدس لن يتم تقسيمها وستكون مشتركة بين إسرائيل وفلسطين الجديدة، وينقل السكان العرب ليصبحوا سكاناً فى فلسطين الجديدة وليس إسرائيليين. وخطورة هذا الطرح الإسرائيلى – من وجهة نظر الباحثة – هو حرمان الفلسطينيين والعرب من وجود “لوبى وجماعة ضغط عربية فى الداخل الإسرائيلى”، بما يفضى فى النهاية لإتخاذ قرارات إسرائيلية فقط تغفل فيها أى وجهة نظر أو رأى عربى فيما يتعلق بالقرارات العالقة بين الجانبين الفلسطينى – الإسرائيلى. بل والأعجب لدى الباحثة المصرية – وهو الأمر الذى أثار حفيظتها بشكل شخصى – هو الحديث عن “غزة”، وإقتراح “التسربيات الإسرائيلية” قيام مصر بمنح أراض جديدة لفلسطين لغرض إقامة مطار ومصانع وللتبادل التجارى والزراعة، دون السماح للفلسطينيين بالسكن فيها. ولعل أكثر ما أضحك الباحثة المصرية فى موضوع “التسريبات الإسرائيلية” هو ذلك الحديث عن “موضوع الجيش اللازم لحماية أرض فلسطين” حيث إقترحت تلك الوثيقة العبرية “المسربة” ربما عمداً بتوقيع إتفاق بين إسرائيل وفلسطين الجديدة – المقترحة من قبل الجانب الإسرائيلى – على أن تتولى إسرائيل الدفاع عن فلسطين الجديدة من أى عدوان خارجى، بشرط أن تدفع فلسطين الجديدة لإسرائيل ثمن دفاع هذه الحماية، ويتم التفاوض بين إسرائيل والدول العربية على قيمة ما سيدفعه العرب للجيش الإسرائيلى ثمنا للحماية. وهو الأمر الذى مازالت الباحثة غير مصدقة له، إذ كيف يمكن تجريد دولة أو كيان من سلاحها ومن حقها فى الدفاع عن نفسها وممتلكاتها وحقوقها؟…. بل والأدهى من كل ذلك، هو ما إختتمته تلك “التسريبات” بأنه فى حال رفضت حماس ومنظمة التحرير تلك الصفقة، فإن الولاياتالمتحدة سوف تلغى كل دعمها المالى للفلسطينيين، وستعمل “واشنطن” جاهدة لمنع أى دولة أخرى من مساعدة الفلسطينيين. ومن هنا يتضح، أن تلك “الوثيقة المسربة” عمداً من قبل الصحيفة الإسرائيلية تسعى إلى تقويض الفلسطينيين من كافة حقوقهم، وعدم حقهم فى الدفاع عن أنفسهم، بل وسلبهم من حق التعبير بالرفض، لأن الرفض معناه منعهم من تلقى أية مساعدات والتضييق عليهم حياتياً ومعيشياً…. وهذا، ما لم نسمع به فى أى إتفاق دولى عقد من قبل من سلب إرادة طرف لصالح طرف آخر. ومن هناء جاء الرد الصينى منذ فترة حاسماً، خاصةً عند حديث عن مبادرتها “للحزام والطريق” وطرح الصين “رسمياً” للعرب بديلاً آخر عن “صفقة القرن الأمريكية” المدعومة من إسرائيل، حيث جاء الرد الصينى الرسمى حاسماً، مع تأكيد رفض “الصين” على المستوى الرسمى للصفقة المطروحة، مع تأكيد الصين على التزامها بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يوينو / حزيران وحق تقرير المصير للفلسطينيين وفقاً للقرارات الدولية، وهو الطرح الذى ترفضه واشنطن وتل أبيب. وعند زيارة الرئيس الصينى “شى جين بينغ” للمنطقة فى يناير 2016، وتحديداً لأهم ثلاث عواصم عربية، هى: القاهرة، الرياض، وطهران، وإلقاءه خطاب هام للجانب العربى، وتزامن ذلك مع إنضمام عدد كبير من دول المنطقة والعالم لمبادرة “الحزام والطريق” الصينية، جاءت الصحف الرسمية الصينية – والتى تحرص الباحثة المصرية على متابعتها لمعرفة وجهة نظر الصين تجاه مصر ودول المنطقة – فإن الحديث عن “صفقة القرن الصينية فى مواجهة الأمريكية” لم يتوقف عند هذا الحد، بل تطرقت الصين أيضاً إلى ضرورة تنسيق الجهود الدولية لوضع تدابير لتعزيز السلام تستتبع مشاركة مشتركة فى وقت مبكر، وتعزيز السلام من خلال التنمية والتعاون بين الفلسطينيين وإسرائيل. وتعتقد الباحثة أن لدى الجانب الصينى أسباب “معقولة” للدخول بثقلها إلى الشرق الأوسط خاصةً مع أهمية منطقة الشرق الأوسط المشتعلة لمبادرتها “الحزام والطريق”، ورغبة حكومة بكين فى الحفاظ على مصالحها فى المنطقة، ومن هنا، نجد تصريحات سفير الصين لدى فلسطين “قو وى” Gu Wei إيجابية فى هذا الشأن، حيث أكد استعداد “بكين” للعمل المشترك مع الدول العربية من أجل دفع السلام والتنمية فى الشرق الأوسط، وبناء مجتمع المصير المشترك للصين والبلدان العربية بعيداً عن الحروب، والإسهام بقسط أكبر فى بناء المصير المشترك للبشرية جمعاء وفقاً لمبدأ رابح – رابح. وهى كلها نفس تلك المفاهيم الصينية التى يروج لها الجانب الصينى، ويحرص الرئيس الصينى “شى جين بينغ” على إستخدامها دوماً فى خطاباته عند الحديث عن “مبادرة الحزام والطريق الصينية” وربطها بتحقيق التنمية لدى جميع دول العالم المنضمة إليها. كما أنه يمكن الإشارة فى هذا الإطار إلى أن الصين تريد أن تبقى على إتصال وثيق مع الدول العربية بشأن قضايا الأمن والإستقرار الإقليميين، ومن بينها المسألة الإيرانية، حتى يمكنها مواجهة تعنت الإدارة الأمريكية. وختاماً، يمكن القول أن “صفقة القرن الصينية” بالطرح السابق، والحديث عن تلك المبادرة الصينية للسلام تنهى الحديث عن الخطة الأمريكية المعروفة ب “صفقة القرن”، وهو الأمر الذى تقف ضده “إدارة ترامب” وبشدة فى مواجهة الدور السياسى الصينى الجديد فى المنطقة. خاصة وأن نقل السفارة الأمريكية للقدس يعنى أن موضوع القدس – وفقاً لصفقة القرن الأمريكية – لم يعد مطروحاً على طاولة المفاوضات الأمريكية بل المطروح هو “بديل القدس” وهو ما أجمعت عليه الآراء العربية برفضه. ومن هنا، فإن مبادرة الصين للسلام وربطها بمبادرة الحزام والطريق الصينية قد أصابت “ترامب” وإدارته بمرحلة من “عدم الإتزان” و “عدم وضوح الرؤية” كون هذا الطريق الصينى الجديد سوف يزيد من التكتل الصينى – الآسيوى – الأفريقى ويهدد المصالح الأمريكية فى القارتين الآسيوية والأفريقية، وتعتقد الباحثة ختاماً بأنه ربما كان هذا هو السبب الحقيقى لطرح الصين لصفقة قرن صينية بديلة فى مواجهة نظيرتها الأمريكية خاصةً فى ظل وجود دعم دولى حقيقى لجهود الصين فى التسوية والتنمية وحل وتسوية النزاعات وإقرار السلام وفقاً لمبادرة الحزام والطريق الصينية. أن القلق طويل الأمد عند الأمريكيين هو “الصين”، كما أن مسئولى وزارة الدفاع الامريكية تركوا انطباعاً – خلال أحاديثهم المتكررة – طوال الوقت بأن كل نظرة إلى منطقة الشرق الاوسط لديهم تنطلق من سؤال: “أين الصين هنا؟”…. وهنا تكمن إجابة الباحثة المصرية عليهم، بأن الصين هنا تكمن فى ضرب المصالح الأمريكية وصفقة القرن الأمريكية بطرح الصين صفقة قرن بديلة مدعومة من جانبها…. وهنا تكمن خطورة الصين وصعودها السياسى الجديد – وإن كان ببطء – فى المنطقة. المقال على مسئولية الكاتبة وشموس نيوز ليست مسئولة عما جاء به