أكفاننا أثواب أعراسنا(2) في اليوم الثاني من التسفيرات وداخل غرفة مكتظة بأناس لانعرفهم غير أنهم ينتمون ألينا وننتمي أليهم في تلك اللحظات التي تداخلت فيها انفاسنا المحمومة وروائح عرقنا وسط تأوهات امهاتنا وبكاء الصغار والخوف من المجهول رغم وجودنا في قصر جميل ،علمنا أنه أحد.قصور الفيليين الذين تم تسفيرهم حديثأ،وماهي الا لحظات أستيقظ الفجر الجديد ودخلت أشعة الشمس الحارقة وكانت السونا التي خضعنا لها قد اتمت المهمة تماما،فبدأت كل النسوة بطرق الباب وارتفعت أصوات الصغار الجائعين بعد ليلة عنيفة انتزعونا من أسرتنا المريحة وبيوتنا التي شهدت تاريخنا وذكرياتنا فكان هذا البلاط العاري فراشنا الجديد.والخوف المسموم رفيقنا التالي،بعد ضجة مفتعلة توقفت والباب بدأ يفتح..كان أحدهم شابا في مقتبل الثلاثين والأخر رجلا خمسيني له ملامح الأمن الصدامي بقسماتهم المغرورة المتعاليةوبلهجة العوجة صاح بالجميع(شكو شبيكم وقز القرت) اقتربت انا من الباب وقلت له حين لم يتجرأ أحد على الكلام (جوع وحر ،ونريد حمام)حينها أمر أثنين من الحرس بأخراجنا ومرافقتنا الى جهة الحمام في نهاية ممر طويل جميل توزعت عليه المنحوتات الجميلة والتحف ،التي استوقفتني كثيرا حينها إلى أن وصلنا الى غرفة كبيرة توزعت فيها ثلاثة أقسام ودخل الجميع للأغتسال والوضوء وقضاء حاجته ،وبعد.نصف ساعة تقريبا عاد الجميع إلى نفس الغرفة بمرافقة نفس الحراس وأغلقت الباب مجددا ،بدأت النسوة بالصلاة وكانت امي بينهم وتجمع الاطفال في أحد.اركان الغرفة بين فتيات وفتيان وبدأوا بلعبة غريبة اسمها (ليش)كان أحدهم يسأل ال0خر عن سبب اشياء كثيرة من ضمنها(ليش احنه هنا تعرف،تعرفين)وكانت محاولات الاهل البائسة باسكاتهم تبوء بالفشل عندما قاطعهم صوت الباب وهو يفتح توقفت اللعبة وبدانا بانتظار التالي وكان أن رمي لنا بأكياس صمون وقوري من الفافون الكبير مليء بشاي محترق مع بعض علب من الجبن المثلث وبعض الاقداح والملاعق ،تهافت الصغار وتسوروا هذا الطعام كأنه 0ت من جنة الخلد وبدأ الجميع بالأكل وسط اصوات المضغ والبكاء الخافت وذهول الجميع من واقع لم يعتادوه ولم يألفوه،كانت أمي مشغولة بمصير أخي صفاء الذي تظهر صورته أعلاه ،ومصير ابي فنحن لم نعلم إلى أين أقتادوهم وان كانوا أحياء ام تمت تصفيتهم ،وللقصة تتمة أخرى. تتمة أكفاننا أثواب أعراسنا (3) مر وقت طويل على وجودنا في تلك الغرفة ،كانت تفتح وتغلق في مواعيد محددة ،وكلما مضى يوم كنا نقترب من نهايتنا أكثر ،ساد اليأس والحزن والصمت مشاهد كل يوم يمر وسط الم0سي التي تتفاقم في تلك الغرف المجاورة عندما أخترقت صرخة بجواري حلم ما كنت أحاول رسمه ،كانت شابة جميلة تتأوه من 0لام الولادة الى جوار والدتي ،وكان الطفل كأنما يخرج نفسه وسط المياه التي تدفقت معلنة حياة جديدة ،سرعان ماتداركت والدتي الأمر وسط فزع النسوة وخوف الاطفال من ذلك المنظر ولم يكن يسمعنا سوى الله رغم أننا طرقنا الباب أكثر من مرة ،تمت الولادة وخرج إلى الحياة طفل التسفير معلنا الحياة وسط الموت القاحل بكينا فرحا وتهللت اسارير أمه ثم بدأت في نوبة هستيرية من البكاء منادية باسم زوجها باسم ،ربما اعدموه وربما لا،ربما عذبوه وربما حيا يرزق ،وماهي الا لحظات حتى فتح الباب وخلف الباب وقف أثنان من الأمن متسائلين عن سبب الضجة التي أقلقت نومهم في منتصف الليل ،حينها بدأت الوالدة تنادي بتوسل لاحدهم أن يحضر لها ملابس الطفل من بيتها القريب ووسط توسلات النسوة والبكاء قرر أحدهم أصطحابها لاقرب مشفى ترافقها والدتي واحضار بعض الملابس للوليد الذي سميناه حسن كما أراد.له والده ،تلوثت الغرفة اكثر وعمت الفوضى المكان وكانت الروائح تتصاعد كأنها موجات من العفن فقررت انا وبعض البنات في مثل سني أن ننظف الغرفة وبدأنا بطرق الباب ففتح وتوسلنا الشابين الذين استمعوا وسط قرف الرائحة الى مطلبنا بالتنظيف فقرروا السماح بخروجنا من الغرفة وإخراج النسوة إلى الحديقة الأمامية لاول مرة،بدت الغرفة الفارغة مزرية للغاية فطلبنا مواد التنظيف ومكنسة وماسحة ومياه والسماح لنا بفتح النوافذ التي اوصدت من الخارج بشيش الحديد.المسلح ،ولاول مرة فتحت النوافذ وطلب أحدهم منا الصعود إلى الطابق الثاني ،كنا اربع فتيات من نفس المنطقة وكنت أنا اكبر الجميع فتوليت القيادة وتقدمتهم ،تقدم أحدهم مسيرتنا الخائفة وتخلف ال0خر يتبعنا في الصعود،حينها فقط اوجسنا الخيفة منهم وسط الليل البهيم ودون امهاتنا وبدأن الأخريات بهمهة خائفة قطعها صوت أحدهم مشيرا الى غرفة صغيرة في نهاية ممر طويل قائلا(غرفة المخزن)فيها مواد تنظيف وكل ماتريدون،تجمدنافي مكاننا لانعرف مانفعل،فتوقفوا وسط الممر الضيق منتظرين مرورنا،لاحظت أن أحد الفتيات ارتعبت بشدة فبادرت الى التقدم اولا مطمنة إياها أن لاتخاف،وسالت الشاب عن اسمه فابتسم(بكيفج احمد ،محمود،خلف )وبدأ بالتعداد والضحك فأجبته سنسميك محمود.قال(أذن محمود)وبدأت بالتقدم وانا أردد 0ية الكرسي في سري حين وصلت إلى مكانهم وولجت من بينهم فكان أن أمسك أحدهم بي في محاولة واضحة للتحرش بي ،فكان رد فعلي غريبا لم اتوقعه مني ،فبصقت على وجهه ورد علي فورا بقبضته على فكي فتكسر أحد أسناني وبدأت الدماء بالنزول،لكني مسحت فمي وتقدمت لاحضرمااتيت من أجله ودخلت الغرفة مسرعة واحضرت مانحتاجه ثم سرت إلى مكان الدرج فناداني المسمى محمود واستوقفني ،اقترب مني خجلا معتذرا وقبل راسي وأخبرني أمام البنات بأنه تفاجئ جدا بأن بصقت عليه وطلب مني عدم إخبار أحد وبأنه سيساعدنا باي شيء نحتاجه .مضت تلك الليلة بسلام وخفف عنا التنظيف بعض الروتين القاتل واخفيت انا بصعوبة بقع الدم على قميصي لكني لم اخفي سني المكسور واختلقت قصة عن وقوعي وارتطامي وسط بسمة حزينة ارتسمت على وجوه رفيقاتي في الحجز.وللقصة تتمة أخرى…