قد تم الكشف عن أول صورة للثقب الأسود الهائل في مركز المجرة تزامنا مع ذكرى وفاة صاحب الإرادة والعزيمة من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي توفى في مثل هذا الشهر 14 أبريل من العام الماضي عن عُمر يُناهِز 76 سنة، الأمر الذي حار الأطباء في وصفه بعد أن توقعوا له الوفاة بعد سنتين، إلا أنه عاش 55 سنة، ورغم تدهور صحته يوما بعد يوم، لإصابته بمرض ‘‘التصلب الضموري‘‘ في سن 21 سنة، إلا أن مرضه لم يكن عائق وما زاده المرض والتدهور إلا إصرارًا وعنادًا لمواصلة رحلته في العلم، وتمكن من وضع اسمه ضمن أشهر علماء الفيزياء في العالم، فهو الذي أُطلِقَ عليه خليفة نيوتن، وعلى خُطى أينشتاين. فها هو مات لكن ذكراه ما زالت تحيا. صاحب نظرية ‘‘الثقوب السوداء ليست سوداء تماما‘‘ ولكنها تتوهج نتيجة أنواع مختلفة من الإشعاع، ‘‘إشعاع هوكينج‘‘ وهي عبارة عن نظرية، لو ثبتت وقتها لنال عنها جائزة نوبل، وقد تم تحديد الإشعاع أول مرة عام 1974. وهو يصف الثقوب الصغيرة جدا، حيث يتم التخلص من الإشعاع، وتم العمل على هذه النظرية، وبما أن الثقوب السوداء صعبة المراقبة، فلم يكن بالإمكان رؤية وهج الإشعاع المتوقع أن يحيط بها. وفي وقتنا هذا عُمِل على استكشاف خصائص اكتشافه، وهو كيفية تدمير الثقوب السوداء واحتفاظها بالمعلومات. ويقول العلماء إن تلسكوب “هوريزون”، التابع للمرصد الجنوبي الأوروبي، بعد رصده للثقوب السوداء في الفضاء لمدة تزيد على العقد، تمكن أخيراً من التقاط صورة لحافة الثقب الأسود الهائل ‘‘ و يعد إنجازا كبيرا في مجال الفيزياء الفلكية، ويتيح فرصة لفهم أفضل لهذه الكتل ذات الجاذبية الهائلة، التي لا يفلت منها أي جسم أو ضوء. و يقول عالم الفيزياء الفلكية ” ديميتريوس سالتيس”, إن البحث سيكون اختبارا لنظرية النسبية لألبرت أينشتاين التي تعد أحد أعمدة العلم. ومن بعده عالم الفيزياء ‘‘ستيفن هوكينج‘‘. وكان أول وصف رياضي لوجود أجرام فائقة الكثافة كالثقوب السوداء. عام 1784. وأول صورة حقيقية للثقب الأسود. عام 2019. بعد الاعتماد على بيانات يصل حجمها لخمس مليون ميجابايت ، هذا الثقب الأسود العملاق (في مجرة M87 التي تبعد عنا 54 مليون سنة ضوئية) يبلغ قطره 38 مليار كيلومتر و كتلته 6.5 مليار كتلة شمسية!! وكنت قد تناولت الحديث عن حياته في المؤتمر الدولي الخاص‘‘ بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة‘‘ التابع لمركز بحوث أدب الطفل نهاية العام الماضي. ولم يمضي العام على رحيله إلا وقد تحققت نظريته.