ينشغل الرأى العام فى مصر والوطن العربى بالعديد من القضايا المثيرة للجدل ، والتى أصبحت مع مرور الوقت وتراكم الزمن محل خلاف وإجتهادات بين كبار العلماء والمفكرين ، من هذا المنطلق إلتقت « شموس نيوز » برئيس الإتحاد الإسلامى الدولى للعمل ورائد دعوة الإحياء الإسلامى المفكر الإسلامى المصرى جمال البنا ، وكانت له أراء مفسرة لما تنشغل به الساحة الإسلامية من القضايا التى أصبحت محل خلاف وجدل واسع ، خاصة بعد عرض مسلسل الجماعة الذى يتناول حياة المرشد المؤسس للإخوان المسلمين حسن البنا فى جميع القنوات التلفزيونية الفضائية والأرضية . إلتقته « شموس نيوز» فى مكتبه الذى حوله إلى مكتبة تضم قرابة ال 15 ألف كتاب عربى و3 آلاف كتاب باللغة الإنجليزية بعد وفاة زوجته عام 1987 ، والجدير بالذكر أن جمال البنا ولد فى المحمودية فى 15 ديسمبر 1920 من أسرة نابهة عرفت بعلو الهمة ، فوالده هو مصنف أعظم موسوعة فى الحديث « مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيبانى فى 24 جزءاً ، وشقيقه الأكبر هو حسن البنا ، وهو عكف منذ طفولته على الاطلاع بحيث تزود بحصيلة ثقافية غزيرة . وهذا نص الحوار معه :- - عرض التليفزيون المصرى مسلسل الجماعة .. هل ترى أن المسلسل عرض حياة الأسناذ حسن البنا بصورة حيادية ؟ - - أنا يبدو لى أن الهدف الحقيقى لهذا المسلسل هو تشويه صورة حسن البنا باعتباره أفضل ما فى الإخوان المسلمين ، يعنى إذا كان هناك براعة للأستاذ وحيد حامد فهى فى كيف يمكن أن يدث السم فى العسل ، لأن شخصية حسن البنا شخصية تاريخية ومعروفة وصعب جداً النيل منها إلا بطرق ملفوفة أو تقويله ما لم يقل أو مثلاً إظهاره بصورة مهزوزة ، مثلاً يتكلم يقول : « وأنا أرسلت خطاباً إلى جلالة الملك المعظم أعزه الله » وكذا وكذا كما لو كان واعظ من مواعظ الإخوان ، كل هذه الكلام جاء به وحيد حامد من عنده ، وأخر صورة لما حل الإخوان إنهار تماماً وظل يخبط رأسه فى الترابيزة . أنا أبين وثيقة كتبها الأستاذ حسن البنا يوم 9 يناير سنة 1949 يعنى بعد الحل وقبل اغتياله بعشرة أيام ، كان فى جريدة المصرى ، سأله المحرر : « هل تعتقد أن الحكومات العربية ستنهج مثل ما نهجته الحكومة المصرية بالنسبة لحل هيئات الإخوان فيها ؟ » ، قال له : « مستحيل ... هيئات الإخوان فى الدول العربية تقوم بدورها ولولا الظروف الخاصة بالنقراشى لما إتخذ هذا الإجراء وهذه صفحة ستنتهى وتعود مرة أخرى الجماعة » وهذا كلامه بخط يده وموجود عندنا . - ما تفسيركم للصورة التى أبرزها المسلسل عن الجانب العصبى للأستاذ حسن البنا ؟ هو حقيقة الحال أن هناك عامل جهله وحيد حامد أو إنه أغفله وهذا الذى أوجد نوع من التأثير العصبى على الأستاذ البنا ، هو عائلات الإخوان المعتقلين ، أن أعتقل كل رجال الإخوان وكلهم موظفين أو عمال يتقاضون رواتب قطعت عنهم ، فأصبح عائلات وأطفال ونساء هؤلاء لا ملجأ لهم إلا حسن البنا ، وهذا كان من الأمور التى أثرت عليه وجعلته يلح فى الإفراج عن المعتقلين ولكن ليس قضية الجماعة ولا قضيته هو ، هذه قضايا لا تهم هذا الرجل ، وهم يجهلوا أدبيات التراث الإسلامى السياسى فمثلاً من وقت ما الرسول قال : « خلو بينى وبين الناس » لأن قريش كانت تحول بين إتصال الرسول بالعرب ، وإذا إتصل بجموعة يرسلوا رجل وراءهم يقول لهذه المجموعة : « لا تصدقوه فلو كان حقاً كانت عشيرته أولى به » ، ففكرة الاتصال بالناس فى صميم عمل الدعوة الاإسلامية ، وهناك طبعاً مبدأ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهذا مبدأ يلقى مسئولية إيجابية وسلبية فى معالجة أحوال المجتمع كله . هناك أيضاً كلمة رويت عن الحسن البصرى يقول : « لو كانت عندى دعوة مستجابة لدعوتها للسلطان لأن الله يصلح بصلاحه خلقاً كثيراً » ، هذه أدبيات التعامل السياسى ، فكان من دأب الإخوان إن كل وزارة تأتى يكتبوا لها جواب : « نحن نهئنك بالوزارة » ، فى كل مناسبة عيد ميلاد ملك يكتبوا له ، هذه لم تكن وصولية أو طلب ، لا هذا كان مبدأ مقرر ، الإخوان ليس هدفهم الحكم وهذه حقيقة ولكن هدفهم تطبيق المبادئ التى قررها القرآن عن الحكم الرشيد أو ما يسمون عليه بإختصار الشريعة ، فليس هدفهم الحكم ولكن هدفهم أن يسلك الحكم المسلك الإسلامى ، فمن أجل هذا لا يهمهم لا خوفاً ولا طمعاً ، لا خائفين من أنهم يقاوموا ويعترضوا ويقولوا كلمة حق ، ولا طمعانين فى أنهم يرثوا حكم ، لأن هذا ليس من مبادئهم . والبنا كتب مقالة للوفد لوجود صراعات وقت ذلك : « نحن وطنيون لسنا سياسيون ولا حزبيون » ، ويقول : « وقت ما نعالج الأمر العام فنحن نعالجه بطريقة تختلف عن الأحزاب لأن ليس مهمتنا أننا ننقل الحكم وأننا نحل نفسنا محل الأحزاب ، تطمئن الأحزاب ، هذا ليس هدفنا ، هدفنا إن القضية العامة تعالج معالجة سليمة » . ثم إنهم يخطئوا فى فكرة الإسلام والسياسة بينما كان دور حسن البنا البارز جداً أنه بين أن الإسلام ليس طقوس ولا عبادات فحسب ولكن منهج حياة ، كان له نظرية لو إتسع به العمر كان يضع قواعدها . الإسلام كمنهج حياة ... فبما أن الإسلام كمنهج حياة فله قول ورأى فى الاقتصاد وفى السياسة وفى الاجتماع ، وهذه الأقوال أو المبادئ وضعها القرآن الكريم وطبقها الرسول فى الفترة القصيرة فى حكم دولة المدينة إذا جاز التعبير . فهناك فرق بين السياسة بمعنى الحزبية التى تستهدف الإستيلاء على الحكم وبين السياسة بمعنى أنها معالجة للهم العام والشأن العام ، فمن الناحية العملية أى هيئة نقابية فنية تصل إلى المستوى القومى تجد نفسها مرغمة على أنها تعالج السياسة بالمعنى العام لأنها حتى لو كانت لا تريد فالأحزاب تغازلها ، فمثلاً الحركة النقابية البريطانية وقت ما ظهرت فى بريطانيا كانت أشد النقابات حرفية وفنية ، وكان هناك مادة مقدمة لكل قانون نقابة . نقول هذه النقابة لا تعمل بالدين ولا بالسياسة ، هدفها النواحى الفنية لشروط وظروف العمل من أجور وساعات عمل وأجازات ألخ ، هذه النقابات عندما كبرت فعلاً ونجحت على المستوى القومى وجدت إن الأحزاب تغازلها ، كان هناك حزبين : حزب الأحرار ، وحزب المحافظين ، وكل حزب عايز يكسبها لأنها تمثل ملايين الأصوات ، فأصبحت محتارة ، فى الأول دعمت حزب الأحرار ، ولكن حقيقة الحال رغم اسمه كان هو حزب البرجوازية تقريباً لم يحقق أهدافها ، فى النهاية إضطرت إلى أن تكون حزب العمال علما بأنها أبعد الهيئات عن السياسة لكن كونت الحزب بطريقة عبقرية الحقيقة غير مقصورة على النقابات فحسب ولكن يمكن لأى واحد يؤمن بدستور الحزب أنه ينضم إليه وعملياً لم يرأس حزب العمال عامل إلا الرئيس الأول ولما دخل البرلمان بزفه وبموسيقى وبعد ذلك كل من رأس حزب العمال هما من المهنيين والبرجوازيين ، أساتذة جامعة ، ومحامين ، وعلماء اقتصاد إلخ ... فالهيئات لما تكبر غصب عنها تعالج وتحدد موقف من القضايا العامة فإذا كانت تريد الحكم تكون هذه سياسة بالمعنى الحزبى ، وإذا كانت الإصلاح من وجهة نظرها يكون هذا إهتمام للمواطن بشئون وطنه . - هل دعوة الإخوان دينية تحولت إلى السياسة ؟ - - العملية ليس عملية أن الدعوة بدأت دينية ثم إنحرفت إلى السياسة ، هى بدأت دينية صغيرة فلما كبرت أصبح عليها ضرورى أنها تأخذ وضعها من القضايا العامة وكررت ألف مرة وفى عشرات الكتابات أنها لا تريد الحكم ولكن تريد الإصلاح ، وأى حزب أو هيئة تحقق الإصلاح هما يكونوا تبعها لدرجة أنه ليس فقط على كلام حسن البنا حتى الهضيبى لما توترت العلاقات بينه وبين الجيش قال : « الجيش لما يطلب منا أى شئ ننفذه ، لو قال نزرع الصحارى نحن نزرع الصحارى ، لو قال نعمل مصانع نحن نعمل مصانع ، لو قال نكنس الشوارع نحن نكنس الشوارع » ، ليس هناك فى حقيقة الحال وضوح أكثر من ذلك . لكن طبعاً هذا المسلسل يحكم على نفسه كونه ممول من الحكومة بالتمويل الضخم ، وكونه يذاع فى كل القنوات ، ودوره أنه يتع والعداوة محتدمة بين الجكومة والإخوان ، هل معقول إن الحكومة تدفع فلوس وتعرض مسلسل عن ‘حدى أعدائها بصورة موضوعية ؟ غير معقول . حدث فى يوم من الأيام من قيمة 3 سنين تقريباً لقاء لما ظهرت فكرة وضع فيلم عن حسن البنا ، كان أحد الكتاب اسمه محمد الباز قال لى : « أنا أعمل فيلم عن حسن البنا » ، وأنا قلت له : « أنت لا تستطيع عمل فيلم عن حسن البنا لأن هذه العمليه كبيرة » وأثيرت القضية على مستوى التلفزيون وكان موجود وحيد حامد وابن أخى سيف الإسلام البنا فقال وحيد حامد : « أنا مستحيل أؤلف فيلم عن حسن البنا لأن هذا الفيلم لن يكون ناجح مطلقاً ، فيلم ليس به إمرأة ، فيلم ليس به قبلة » بتعبيره ... وطبعاً هناك نواحى أخرى إذا كان منصف يغضب الحكومة ، إذا حاز على الحقائق يكتسب عداوة الاخوان ، فكان واعى ، لماذا تحول بعد ما قال ذلك ؟ وهو لو كان يريد يكتب فيلم يتكلم عن حسن البنا طبيعى إنه يعرف أقرب الناس لحسن البنا كيف كان يأكل ويشرب وما يفعله ، بما أنه سوف يجسد ويصور ، محتاج لذلك ، يعنى مثلاً من الأخطاء الفاحشة التى وقع فيها المسلسل إنه الممثل لدور حسن البنا طول ما كان يرتدى طربوش كان يوجد بعض شبه بينه وبين حسن البنا ولكن فى المشهد الذى خلع فيه الطربوش أصبح شخص آخر ، لأن حسن البنا كان بدأ يظهر عليه الصلع فى حين إنه ظهر فى المسلسل كأنه شاب عنده 20 سنة ، لأنه استنكف أن يسأل لأن عنده فكره فى ذهنه ، هو لا يريد المعلومة لكى يقدم صورة موضوعيه هو يريد أن يقدم صورة معينة فى ذهنه واستخدم كل حنتكه فى أنه يضع السم فى الدسم بطريقه فنية . فنية المسلسل فى أنه توصل إلى التشويه بوسائل اللف ووسائل التلفيق ، وأن يظهره بصورة غير كريمة مهزوزة ، ويقوله ما لم يقل ، ثم يقول مراجع .. ما هى المراجع ؟ ، أنا عندى 3 كتب لم يفكر أن يقرأها مثلاً ، كتاب خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه ، كتاب مهم جداً لأى واحد يعمل مسلسل عن حسن البنا لأنه يكلم فيه أبوه ، خطابات خاصة بينه وبين والده ، كتاب ما بعد الإخوان المسلمين ، كتاب عملناه فى الفترة الأخيرة الإخوان المسلمين على مفترق الطرق ، ولا بص فيها إنما بص فى كتاب عامله ضابط أمن دولة أيديه ملوثة بدماء التعذيب ، أو كتاب رفعت السعيد وهو أسوأ ما كتبه وهو استكتب بصورة منفرة ومستمرة فى النيل من الإخوان ، ودفع ثمن ذلك إن فى الانتخابات كل مرشحيه سقطوا . فالعمل كان 100% محاولة لتشويه الإخوان مهما يقول عن حيادية ، وأكبر دليل على ذلك أنهم لم يقولوا المشهد الأخير يعنى وقفوا عند الحل وقتل الرجل المؤمرة التى تدبرها الدولة ، وترتكب فى عربة أميرالاى محمود عبد المجيد مدير المباحث الجنائية ، يعنى كل الدولة تتفنن فى تجريد الرجل من سلاحه واعتقال كل أخواته وأغراءه بمواعيد وهمية فى جمعية الشبان المسلمين ، والجنازة التاريخية ، يعنى أختى فوزية كانت موجودة وأنا كنت فى المعتقل ولما طلعت قالت لى عن المشهد الجنائزى ، قالت لى : « كان فيه دبابات على طول الشارع ، من أول جامع قيسون إلى الإمام الشافعى » . يقولوا الرواية انتهت ، كيف انتهت وقمة الدراما هى أخر جزء ؟ ، وبالمناسبة هى ليس فيها معالجة درامية مطلقاً لأن الدراما عبارة عن صراع بين قوتين وتنتهى بغلبة قوة ونهاية البطل نهاية مأساوية ، هناك قوتان قوة تمثل الفرد وإرادته ومشيئته والمشاعر والحب وغيره ، وقوة المجتمع بتقاليده وأوضاعه ، يتصارعا وتنتهى نهاية درامية ، المهم أن أشخاص هذه الرواية من خلق المؤلف ، يعنى المؤلف عايز يقدم أثر عمل إبداعى يؤثر فى المجتمع فخلق أشخاص من عنده وخلق مواقف وعمل حوارات ودرس المجتمع ، كل هذا بأسلوب طبعاً فنى عظيم جداً بحيث يوجد التأثير ، ولكن لما تكون القضية قضية شخصية تاريخية وهيئة معينة انتقلت من الإبداع الفنى إلى التاريخ والتذكير . ليس هناك أى مبدأ يقبل تزييف التاريخ ولا الدراما ، تضليل الناس ، يا إما يكون فيلم تسجيلى وليس دراما ، أما كل ما قيل من ثناء على المؤلف القدير وعلى المسلسل الذى حاز أعلى مشاهدة فهذا ليس لعينى وحيد حامد ولكن لأن الموضوع مهم . كيف يمكن أن يخلص من هذا المأزق ؟ فكان الجميع سواء كانوا مناصرين للاخوان أو أعداء للإخوان حريصين على المشاهدة فهذا السبب فعلاً فى إنها ظفرت على مشاهدة أكثر من غيرها ، ولكن كان التمثيل سئ حتى فى أشياء مادية ، أنا لم أرى عدد أكبر من الطرابيش ولا أردأ منها لأن الطربوش يكون مضبوط على الرأس وهذه الطرابيش مهلهلة ، حتى العمم ، هم أرادوا هذه الصورة فى أللا شعور وعوامل مساعدة تهز الصورة . - وما هى المخالفات التى عرضها المسلسل ؟ - - قالوا من ضمن المواقف مع مقتل الخازندار جاء عبد الرحمن السلمى يقول للبنا : « أحسن طريقة نعمل معركة يشغل بها الناس عن مقتل الخازندار » ، عملية فلسطين والحرب فى فلسطين ، كانت هذه الحرب سنة 1936 وكان الخازندار سنة 1943 فكم كبير من التزييف ، وهذا الدور لو الإخوان تركوا فى فلسطين كانت المأساة التى نقع فيها حتى اليوم وهى إسرائيل المزعومة لم تكن موجودة . صحيح إنهم كان عندهم أسلحة أكثر ولكن لم يكن عندهم طائرات مثلاً ، فكان ممكن الإخوان يخافوهم ، والإخوان هزموهم فى كل اللقاءات التى حدثت واستنجد بهم الجيش . وأنا هأعمل كتاب عن هذا المسلسل وأعرض فيه شهادات قادة الجيش المصرى فى فلسطين على الإخوان المسلمين ، فهذه صفحة من أنبل ومن أخطر الصفحات لم يعرض لها . وحكاية المفرقعات كل الأحزاب تلجأ لهذا الأسلوب عندما تُكبت الحريات يعنى مثلاً الإخوان نشأت سنة 1928 واستمرت 20 سنة لا نسمع شئ لا خبط ولا مفرقعات ولا اغتيالات . - متى بدأت الاغتيالات ؟ - - عندما أعلنت الأحكام العرفية فى 15 مايو سنة 1948 عندما أعلنت مصر الحرب على اسرائيل وأعلنت الأحكام العرفية ، هذه كانت نهاية المرحلة الليبرالية فى مصر ، كل العشرين سنة اللى فيها الإخوان لم يكن بها لا مفرقعات ولا اغتيالات ، بدأت الاغتيالات وبدأت الحرب لما أصبحت أحكام عرفية يعنى لا يوجد ما يسمى حريات . - بدأ عهد الكبت فى هذا العهد لابد أن يظهر العمل السرى - فى كل الدول – فى روسيا مثلاً لما القيصر رفض أن يمنح الشعب دوبا ظهر مجموعة يقال عليهم الفوضويين ، هم لم يكونوا فوضويين فهم مجموعة من الشباب والفتيات من أنبل الأسر وأرادوا حتى بحت أصواتهم أن القيصر يمنح الشعب دوبا – مجلس نيابى – فرفض فاضطروا إلى الاغتيالات وفى النهاية نجحوا . هناك كاتب فرنسى اسمه ألبير دوما عمل مسرحية اسمها العدول صور فيها هذه المجموعة فواحد منهم كان مكلف إنه يرمى قنبلة على عربة الدوقة وكل واحد منهم متحمس أنه يقوم بهذا الدور فبمجرد ما وصلت العربة ومسك القنبلة وجد بجانبها طفل صغير فامتنع قال لا أريد أن أقيم العدل بالظلم ، هنا القيصر كان يستبد ويستعبد ويعذب ويسجن ، مثلاً حركة النساء لما أرادوا فى بريطانيا إنهم يأخذوا الأصوات ( يعنى حق التصويت ) والحكومة أصرت فنشأت حركة المصوتات وبدأوا يرموا مواد كيماوية حارقة فى صناديق البوستة ، بدأوا يحرقوا القصور الصيفية للنبلاء يعنى أعمال حربية ، حتى الحركات النسائية تضطر أن تلوذ بصور من العنف عندما يغلق باب الشرعية ، المرحلة بسيطة جداً من 15 مايو سنة 1948 حفلت بكل الاغيالات . الأحزاب المصرية النقراشى كان رئيس الوزراء وجاء بعده إبراهيم عبد الهادى كانوا مشتركين فى جمعية اسمها اليد الحديدية عملها الوفد لقتل الضباط الانجليز والموظفين الانجليز . - بالنسبة لتوقيت عرض المسلسل ، هل له علاقة وتأثير على انتخابات مجلس الشعب القادمة ؟ - - 100% المسلسل ليس له من هدف إلا هذا يعنى ضرورى يكون عندنا عقول ، لما مسلسل تموله الدولة ، لما تذيعه على كل القنوات ، لما يستهدف الهيئة وهى ألد أعداء الحومة ، لما يكون على أبواب انتخابات يكون معروف ما هى رسالة هذا المسلسل طبعاً . - ما رأيكم فى علاقة الدين بالسياسة ؟ - - إذا كانت السياسة هى الشأن العام فهذا من الإسلام ، يعنى الإسلام قرر الحكم الرشيد ، قال الحكم الرشيد لا يكون استبداد ، لا يكون وراثى ، يقوم على بيعة ، يقوم على شورى كل هذا موجود فى القرآن ، قال على الاقتصاد تحريم الربا ، تحريم الاستغلال ، قال فى الاجتماع المساواة بين الرجل والمرأة وبين الفقير والغنى الخ ، هذه مبادئ وضعها القرآن للمجتمع الرشيد ، فأى مجتمع ينفذها هو ينفذ النظام السليم وأوروبا تنفذها ولكن ليس موجود فى الدول التى تدعى الإسلام وتطبق الشريعة ، وأن قلت إن تطبيق الشريعة قد تكون الشريعة مطبقة فى دولة يرفع علمها الصليب أكثر مما هى مطبقة فى دولة يرفع علمها لا إله إلا الله ، لأن الشريعة فى حقيقة الحال هى العدل ، يعنى لو أردنا الشريعة فعلاً هى العدل فالعدل مطبق فى سويسرا ، فالمفروض أن الإسلام يحدد مبادئ الحكم ولكن لا يتورط فى الحكم لأنه لو تورط فى الحكم يغير من طبيعته . الإسلام دعوة للهداية تعتمد على إيمان الناس ، دعوة للهداية تتجه للأفراد وتكسب هؤلاء الأفراء نتيجة لإيمانهم الطوعى وبهذه الطريقة يحقق رسالته ولكن الدولة لا تملك قوة إنها تجعل واحد أكثر إيماناً ، الدولة أداة قهر لأنه لا توجد دولة ليس لها جيش ولا سجون فكل هذا ضد الإسلام . السراب النبيل الذى ضلل الهيئات الإسلامية أن نصل إلى الحكم لكى نحقق الشريعة ، لو وصلتم إلى الحكم تحترقوا بنار السلطة وسوف يستغل الدين فى الحكم لأن السلطة مفسدة ، هذا من الناحية النظرية ، ومن الناحية العملية كل محاولة لإقامة دولة دينية فشلت ، لما المسلمين أسسوا الخلافة لم تستمر هذه الخلافة 30 سنة وتحولت إلى ملك عقيم أبعد ما يكون عن الخلافة ، ومن سنة 40 هجرية عندما حول معاوية بن أبى سفيان الخلافة إلى ملك حتى ألغى مصطفى كمال هذه الخلافة المزعومة وهى ليست خلافة ، ملك وراثى سئ ففشلت التجربة الإسلامية فى إقامة دولة . لما المسيحية عملت دولة تحولت المسيحية من ديانة المحبة إلى محكمة التفتيش ، تتفنن فى صور تعذيب المعارضين حتى إذا أريد إقامة دولة اشتراكية باعتبار مثلاً الاشتراكية صورة العدالة تكون جحيم على العمال الذين قامت على اسمهم . إذن أى محاولة لإقامة دولة دينية هى محاولة عقيمة وفاشلة ، أنا من رأيى الفصل تماماً بين الدين وبين ممارسة السلطة . – زادت فى السنوات الأخيرة الاحتكاكات بين المسلمين والمسيحيين وأخرها تصريحات الأنبا بيشوى والتى وصف فيها مسلمى مصر بأنهم ضيوف على المسيحيين وتعرض لبعض الآيات القرانية ، فما تعليقك على ذلك؟ – - الاحتكاكات بين المسلمين والمسيحيين هذه بصفة أساسية نتيجة للجهل والتعصب بين مجموعات من المسيحيين ومن المسلمين ولعدم وجود الحرية ، فلم يتأثر الإسلام بأن فرد خرج منه ولا كسب فرد ، كل هذه أمور لا قيمة لها ، الإسلام يقرر حرية الاعتقاد على مصراعيها فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، لا إكراه فى الدين ، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ، ليس عليك هداهم ، أيات لا حد لها وعملنا عنها كتاب كبير إن الإسلام يقرر حرية الفكر والاعتقاد فإذا واحد مسلم تنصر فحسابه إلى الله والقرآن ذكر الردة مراراً ولا يترتب عليها عقوبة دنيوية . تقول لى حرب الردة فى عهد ابو بكر لم تكن حرب ردة فهم ناس منعوا الزكاة بالدرجة الأولى وضاقوا بالخلافة وأرادوا أن يعودوا مرة أخرى إلى الأعراف القبلية فكان تمرد على الدولة ، ورفض دفع الزكاة وهى رمز التكافل الاقتصادى فى المجتمع الإسلامى ، ومن أجل هذا حاربهم أبو بكر ولكن بعضهم كان يؤمن بالله ويصوم ويصلى ويحج كله إلا الإيمان لأن الإيمان مبنى على الاقتناع والقبول . – أنت لست مع مقولة الردة فى هذه الأيام ؟ – - هذا كلام فارغ ، هذا كلام عمله الفقهاء عندما وصلت الدولة الإسلامية إلى مستوى الامبراطورية وحكمت مقتضيات الأمبراطورية ولكن ليس لا فى القرآن ، وفى حياة الرسول ارتد عدد كبير ولكن لم يستتبعهم بعقوبة مطلقاً ، ولكن الفقهاء كان ضرورى لما تحولت الدولة للامبراطورية الحفاظ على الدولة وعلى النظام العام فوجدوا حديث عن واحد اسمه عكرمة مولى ابن عباس يقول : من بدل دينه فاقتلوه ، عكرمه استبعده الإمام مسلم ولكن قبله البخارى فأخذ الفقهاء بهذا الحديث علماً بأن استبعاد الإمام مسلم له شبه كبيرة ، ولكن هذه مصلحة الدولة ومصلحة النظام بدليل أن الفقهاء لم يقفوا عند ذلك . - وما حكم الردة فى الإسلام ؟ - - ليس لها حكم من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، الرسول نفسه ليس له أى سلطة على الناس ، لا هو وكيل ولا مسيطر ( لست عليهم بوكيل ) - هناك كلام عن المد الشيعى فى مصر حتى أن البعض يقول : إن شعب مصر سنى المذهب شيعى الهوى ، فما قولك فى هذا ؟ - - المد الشيعى : الشيعة كمذهب إذا كان هناك ملاحظات على السنة فهناك أضعاف هذه الملاحظات على الشيعة ، ولكن نحن نتكلم على دولة إسلامية ناهضة هى الدولة الوحيدة الإسلامية القوية التى تريد أن يكون عندها قوة نووية والعالم كله ضدها فى الوقت الذى يسمح لاسرائيل بأنها تملك كذا وكذا ، فتأييد الشيعة ليس تأييداً مذهبياً ولكن تأييداً سياسياً لموقف قوى فى حالات مزرية من الاستهزاء . طبعاً المصريون يحبوا الرسول ويحبوا آل البيت والأزهر نفسه كان منبراً للتشيع . - وما رأيكم فى الطرق الصوفية بصفة عامة ؟ - - هم أناس يعبدوا عملوهم أقطاب وأوتاد وديوان وأولياء ، طبعاً هذا كلام ليس له أصل فى الإسلام بطبيعة الحال وإنما هو ظهر كصورة احتجاجية على ثراء التجار والحكام ، على تبعية الفقهاء للسلطان ، على جفاف الفقه الإسلامى فضاقت الجماهير فوجدت ملاذ لها فى التصوف ، يعنى عالم خيالى أسطورى أولياء يحركوا الكون والديوان والسيدة زينب والقدم اليمين والقدم الشمال ، هذا لا يمنع من أن بعض فئات التصوف خدمت الإسلام ، مثل السانوسية فى طرابلس وغيرها من الطرق ، دفعت الإسلام ونقلته إلى دول مثل ماليزيا وأندونيسيا ، يعنى الإسلام فقد الأندلس التى كسبها بالسيف بعد 800 سنة ثم كأن لم يكن شئ ، فى حين أنه كسب اندونيسيا والصين وكل هذه مناطق بفضل الدعاة لأن بعضهم صوفيين وبعضهم من التجار . - وهل ترى أن هناك دور لمشيخة الطرق الصوفية ؟ - لا فدورهم دور ذاتى ، شيوخ عاملين منصب عظيم واتباع يلتفوا حولهم وموالد وفيها شئ من الفن ( موسيقى ) . - وما رأيكم فى تصوير الأنبياء فى المسلسلات والأفلام ؟ - - أنا من رأيى أن نقلل منها ولكن لغير الأنبياء لا يمكن فرض حظر ، الصحابة كلهم ، الخلفاء الراشدين لا حصانة ولا ميزة لهم ، الامتياز للأنبياء فحسب لأنهم أنبياء ، أما الصحابة وغيرهم ناس عاديين . - ازدادت ظاهرة الفتوى وخاصة على القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية .. حتى أن ملك المملكة السعودية أصدر قرار بحظر الفتوى على هيئة كبار العلماء فما رأيكم ؟ - - هذا خطأ ، اغلاق وتحكم فى حرية الفكر والاعتقاد وحرية الاجتهاد ، أسوء الفتاوى جاءت من أكبر المسئولين يعنى مثلاً الشيخ على جمعه هو الذى عمل بول الرسول ، القرضاوى أفتى بأنه إذا وجد رجل زوجته فى وضع مشين فله أن يقتلها فى حين أن هذا يخالف تمامً آيات الملاعنة التى جاء بها القرآن لمثل هذه الحالة ، فكل واحد عمل فتوى من أسوأ الفتاوى ، فضلاً عن المبدأ لا يملك أحد الحجر على الإسلام ، والإسلام ميزته أنه ليس فيه رجال دين . - هل توجد شروط لمن يقوم بالافتاء ؟ - - لا توجد شروط ، من يضع الشروط ؟ والناس عندها عقول ، مرة قلت اتركوا كل من هب ودب . - بالنسبة للاجتهاد هل باب الاجتهاد مفتوح أم له شروط ؟ - - طبعاً هو مغلق 100 % ، هناك اجتهادات فارغة جزئية ويضربوا بها المثل ، أرى أنه مغلق بالفعل ويجب أن يفتح ونحن فتحناه فى دعوة الاحياء الإسلامى نقول إعادة تأسيس منظومة المعرفة الإسلامية من فقه وحديث وتفسير ، إعادة تأسيس لكل هذه المنظومة التى وضعها الأباء المؤسسون ، السلف الصالح فى الأربعة قرون الأولى أى من ألف سنة كانت ممتازة وهؤلاء الناس كانوا عباقرة وأرادوا خدمة الإسلام ولكن كل هذا ليس معناه أن نقلدهم وليس معناه أنهم معصومين وليس معناه أن الأفق الثقافى لديهم كان محدود والوسيلة الثقافية فى الكتاب المنسوخ باليد ، فأين هذا من شلالات المعرفة فى العصر الحديث ، نهدر كل ثقافة العصر من أجل ثقافة أسلافنا الكرام العظام . - عمليات التجميل وصناعة الجسد مارأيك فى ذلك ؟ - - هذه كلها عمليات اعتبارية يعنى من ناحية هى صورة من صور التخلف ومحاولة الحصول على الجمال بأى طريقة ، طبعاً تتكلف مال وجهد فضلاً أن الجمال مطلوب ، ربنا هو الذى يمنح الجمال ، والجمال ليس هو أفضل الأشياء الأخلاق والمال والثقافة الخ ، فهى ليست مسألة محبوبة أو مقبولة ولكننا نتحرج من أن نقول حرام وحلال ، لأن الشارع وحده هو الذى يقول حرام وحلال ويقول على نص صريح من القرآن لا يقبل تأويلاً . - شرحت كلمة اللمم بصورة أدت إلى اعتراض الكثيرين فما تفسير ذلك ؟ - - كنا بصدد الحديث عن انحراف الشباب فى الجامعات فأعدنا هذا الانحراف إلى أن الأباء والأمهات يشترطون شروطاً متعسفة فيمن يأتى ليتزوج بنتهم . الرسول وضع مبدأ قال : إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير ، قلنا إذا كان انحراف يقتصر أن يتبادلوا قبلات تكون مسألة هينة ، ممكن يرتكبوا علاقات غير مشروعة ، ممكن يتورطوا فى زواج عرفى بدون أى ضمانات ويحكم على البنات بالشقاء ، وجئنا بكلام المفسرين أنا شخصياً لا أخذ بأراء المفسرين ، من أول الطبرى إلى سيد قطب قالوا فى تفسير الآية : الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم ، إن اللمم هو صغار الذنوب كالقبلة والضمة ، وناس قالوا أكثر ، قلنا أن هذا من صغار الذنوب التى يكفرها الصيام ويكفرها عمل الحسنات وإن هو إذا كان هناك لوم فيجب أن نلوم الأباء والأمهات أولاً قبل أن نلوم الشبان الذين حرموا حقهم فى الزواج . - ما رأيكم فى الزواج العرفى الذى ينتشر بين الشباب فى الجامعات ؟ - - هو صورة من صور الانحراف نتيجة لعدم إعمال الحديث النبوى ، وفى الخارج لما يتزوجوا يأخذوا حجرة يقال عليها استوديو ناس عمليين . - ما رأيكم فى قضية زراعة الأعضاء ؟ - صح ، لدرجة أن أنا نفسى مستعد كل جسمى لدرجة إنى كتبت مقالة قلت ننقل العملية من الحانوتية إلى الأطباء ، ومن القبور إلى المستشفيات ومن الدود الذى يستفيد بها إلى ناس يستفيدوا بها . لأغراض طبعاً إنسانية ليس لأغراض متاجرة ، ومع هذا حتى المتاجرة يمكن مقبولة يعنى عندنا أم باعت ابنها ب 40 ألف جنيه لأسرة أنا فى نظرى هذه الأم عملها ليس سيئ لأنها باعته لناس يربوه هذا إجراء طبيعى .