شموس نيوز – خاص اهدت الأحياء الشعبية إلى مصر عددا كبيرا من قمم الأدب والثقافة الذين شكلوا وجدانها وعقلها ومشوارها الوطني ، ولم تكن هذه الأحياء مجرد دائرة حياة ، كما لم تكن منازل ودروب وجيران فحسب ، ولكنها تركت لدفء تكوينها وخصوصية عالمها تأثيرا لا يمكن تجاهله على هذه الشخصيات ، وأدت دورا بارزا في تشكيل مسارات حياتهم بدرجة لا تخطئها عين، فقد امتلك طابعها المتفردة حواسهم ووجدانهم . وكان من أبرز هذه الشخصيات الزعيم جمال عبد الناصر الذي عاش سنوات من صباه في بيت عمه بالجمالية ، والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل الذي ولد بحي الحسين واسهمت نشأته في بيت جده لوالدته في تشكيل ملامح شخصيته الأولى ، كما شهد حي الخليفة نشأة الزعيم مصطفى كامل الذي أسهم في إعادة توهج الحركة الوطنية حين توهم البعض أنها خبت ، والمؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي الدي اهتم بدراسة الحركة القومية في تاريخ مصر الحديث ، ونشأ الموسيقار محمد عبد الوهاب في حي باب الشعرية ، والتحق بكتاب مسجد الشعراني حيث كان والده يعمل قارئا ومؤذنا ، كما ولد الأديب يوسف السباعي بحارة الروم بالدرب الأحمر في ذلك الحي الشعبي الذي يضم كل بيت فيه حكاية مصرية خالصه ، كما ولد ونشأ الاقتصادي الكبير طلعت حرب في قصر الشوق بالجمالية . ومن بين رموز مصر العديدة التي خرجت من قلب احياء القاهرة الشعبية ، يبرز في في صدارة الصفوف الأديب الكبير نجيب محفوظ الذي ولد بالجمالية وعاش بها طفولته ، وخلد نجيب محفوظ نفسه بنفسه ، واضفي على الرواية العربية خصوصية أطلقتها إلى الساحة العالمية ، من خلال ترجمة أعماله إلى غالبية لغات العالم فمن خلال روايات نجيب محفوظ عرف العالم جامع الحسين وكلمات المشربية والزقاق والدرب والعطفة وغيرها من المواقع التي دارت في أحداث رواياته بل ومنح خمسا من رواياته وأهمها اسماء شوارع وحواري في القاهرة وهي خان الخليلي وزقاق المدق وبين القصرين وقصر الشوق والعسكرية