بقلم منصف الإدريسي الخمليشي – المغرب شموس نيوز – خاص في صباح مشرق و ذات يوم في فصل الربيع , كانت جمعة بيضاء , كلهم يرتدون ثيابا جميلة و طيبة , متجهين نحو أماكن عبادتهم , مسجد , أو الجامع , كما يلقبه المغاربة , ها هي خطبة الجمعة بدأت , و مشاعر الحزن و اليأس عند البعض , يسألون و يتساءلون , ماذا سنجيب ربنا الخالق , أ نحن سنظل خالدون بهذه البقعة الأرضية , أم سنرفع للأعلى و نعود للأصل التراب الأحمر , كان العم ابن شقرون رجل ينحدر لإحدى أكبر العائلات الفاسية , يتجول في كل أنحاء المعمور , مكتشفا الثقافات و الديانات و هو مسلم , يقصد الحانة ليلا , يستحم فجرا ثم يصلي و هو يعربد بكلمات شاعرية صوفية , ابن شقرون مصاب بسكيزوفرينيا الدين , لا يدري من هو و ما هو دينه , هل هو مسلم محمدي , أم مسيحي , لكن متأكد أنه متصوف متحرر , هنا انقلب مفهوم التحرر البشري , الذي أصبح يتجاوز الحدود , يسكن ابن شقرون بمدينة صغيرة , بيت متواضع , ينام فوق المائدة , يأكل بالفراش , يلبي رغباته الجنسية بالمرحاض , له زوجة مثقفة ترتاد فستان أحمر , تقرأ رواية ” أمنيتي أن أقتل رجلا ” و هو متشبع بكتاب ” قواعد العشق الأربعون ” يلقبها , بالورد المنفتح و هي ذات الشخصية المنغلقة , يحاول أن يسرد حياته على شاكلة مقالات يومية ينشرها بجريدة , الحانة نيوز التي هو مدير تحريرها , عيد الأضحى على مشارف الأبواب , السيدة ابن شقرون حامل في شهرها التاسع , ها هي تطرح مولودها و تتركه رفقة أمها السيدة ” حونا ” تلك اليهودية المتمردة التي تحب الإسلام , حلمها اعتناق الإسلام لما فيه تقدير للمرأة و وصية الرسول عنها , فالسيدة ”حونا ” تشتغل كامرأة نظافة بمسجد الباشا فاتح . تلتقي ”حونا ” برجل مسيحي فتتزوج منه و تنجب ابن ذكر تربيه , تربية مسيحية يهودية مسلمة , فكان ” جورج قوريش ” الحامل المشعل لثلاث ديانات فاختار أن يكون من حفظة القرآن الكريم و الأربعين النووية بالإضافة للكتب السماوية لأهل الكتاب , فاختار الإسلام عن طواعية لكن ظل باحثا في كل الديانات المعتقدات و أصبح يلقب ب” مفتي القرن ” شيخ حكيم بحث في حقيقة الوجود و حقيقة صلب عيسى عليه السلام و حقيقة موسى و ابراهيم عليهما السلام , فجعل من تكوين أمه العجوز ” حونا ” منهجا ليتخذها قدوة في التسامح الديني , و ظل تفكيره رهين بمشروع زواج مسيحيات و يهوديات ليعتنقن الإسلام انطلاقا من قصة الأم ” حونا ” هذا من دون المس بسماحة اليهودية و المسيحية باعتبارهما الإسلام الأول , ” جورج قوريش ” أصبح حديث الكل و على لسان الكل فقد تزوج أزيد من ستة آلاف امرأة مسيحية و يهودية فاعتنقن الإسلام , إلا أنه نسي الزواج بامرأة مسلمة قلبا لتعتنق الإسلام قالبا , و نسي ابن شقرون أبناء قبيلته و مدينته , الذين لا يعرفون على الدين إلا الصلاة , فهو ظل في محاضراته بالبقاع و رزقه الله بآلاف الأطفال من أمهات أسلمن على يده فهذا هو ” جورج قوريش ” الذي تربى على التسامح الديني , فهذا هو الإسلام سيد الأديان يعشق كل الأديان و هذه وصية صاحب الرسالة .