شموس نيوز – خاص (هيوان اوشينتتي) أي (لطشة البرد) التي نعاني ويعاني منها الكثيرين عند دخول الشتاء .. لا اتذكر اطلاقا احدا كان يلازم الفراش في النوبة الغريقة من جراء تلك (اللطشة) وكان الذين يعانون من المرض ويلزمون الفراش دائما كانوا كبار السن .. لذا اذا سمعنا ان فلانا مريضا وملازم الفراش كنا نتيقن انه كبير السن وغالبا ما يكون المرض مرض الموت !!..اما صغار السن فكانوا ( اما يا اما ) اما فلتوا من يد ملك الموت واما اقتادهم الي حيث مأوي الجميع !!.. وذلك لانعدام الرعاية الصحية في النوبة الغريقة حيث المستشفي الوحيد كان يبعد عن قريتنا بحوالي عشرين كيلو متر في ظل عدم توفر وسائل النقل السريعة وعدم وجود طرق مسفلته او ممهدة .. حيث كانت وسيلة النقل اما المراكب الشراعية او الدواب !!.. واتذكر اكثر من عشرين طفلا بأسمائهم ماتوا اما قبل ان يكملوا العام او بعده بقليل !!.. واتذكر بيوتا حرمت من الذرية من جراء موت الاطفال وهم لايزالوا في المهد !!.. ولم تعرف النوبة الغريقة الامراض المستعصية التي نسمع عنها الان .. وقد تكون تلك الامراض كانت موجودة ولكن لم تكن معروفة وتتم علاجها بالعلاجات المتاحة من اعشاب طبية وتشريط ساق (ورتاب) او حجامة (اورتيتي) او كي !!.. وتشريط جانب الاذن كان لعلاج الرمد !! ..وتشريط الساق (ورتاب) كان لحالات التسمم اما الحجامة (اورتيتي) كان العلاج الناجع لحالات ضغط الدم .!!..وكي العنق من الخلف كان لعلاج بعض حالات الانزلاق .. ولا تستغرب حينما تسمع من احدهم من يقول (انا مش مختوم علي قفايا) كناية عن الجهل .. واقسم بالله لم يكن جهلا ولكن شفي منه الكثيرين ولم يتدخل مشرط الجراح (قفاهم).. والحصبة (هاسباد) كان من اكثر الامراض شيوعا في الاطفال .. وكان العلاج بالاعشاب وعدم (طبخ) المأكولات التي تهيج المرض وتأخر البرء منه !! وكان الجيران يتكاتفون في هذا العمل فلم تكن تشم رائحة (التقلية) في أي بيت مجاور!!.. اما البلهارسيا فقد كانت هناك عوامة طبية تطوف قري النوبة لعلاج الصبية منه بواسطة حقن مؤلمة في الوريد .!!.. وحالات ارتفاع الحرارة بترطيب المكان بوضع ما يتسرب في قعر الازيار من الغرين او الطمي !!.. هكذا كنا نعيش فلم نكن نعرف المضادات الحيوية ولا المسكنات الا اذا استثنينا اقراص (الريفو) التي كانت تباع لدي محلات البقالة !! واتذكر ان جدي كان يبيع ثلاثة اقراص بقرش صاغ !!.. والشئ الذي اتوقف عنده كثيرا انه لم يكن هناك حالات تلوث للجروح وحتي تلك العمليات البسيطة مثل الختان وازالة اللوز لم يشتكي احدا بتلوث مكان الجرح واتذكر ان سيدة من قريتنا كانت عند المزرعة حينما جاءها المخاض فأدخلوها تحت كوبري الترعة الجافة ووضعت مولودتها التي تعيش بيننا حتي الان !!…#يحيي_صابر