من اجندتي الخاصة : ( ربنا بيعطي البرد علي قد الغطا) هكذا يقول العامة ..وفعلا حتي الامراض حسب المتاح من التطبيب والمستشفيات .. وعانينا في النوبة الغريقة بوجود مستشفي واحد فقط يخدم 44 قرية نوبية متناثرة علي شريط ساحلي يمتد حوالي 350 كيلو متر ..في منطقة لم تكن تتوفر فيها وسائل النقل السريع من سيارات وقطارات .. فقد كان الانتقال بين القري اما بالمراكب الشراعية او الباخرة السودانية عطارد التي كانت رحلة واحدة اسبوعيا تبدأ من حلفا الي الشلال بأسوان ودائما كان التنقل يكون بالحمير!! .. لذا راح ضحية امراض بسيطة الكثيرين ومنهم جدي عثمان شريف رحمه الله حيث عاني من عدم التمكن من التبول !! ومع هذا كان هناك من عاشوا حتي بلغوا المئة عام !!.. ورأيت بعيني كيف كان اهلنا هناك يتطببون بالمتاح من الاعشاب الطبية المتمثلة في الحلف بر والحرجل والدمسيسة .. وارتفاع الحرارة بوضع طبقة الغرين (الطين) علي الرأس والوجه !!.. وايضا بما يعرف بالتصفيد (الورتاب ) او الحجامة (اورتيتي) وكنا نشرب الجنزبيل بعد اجراء الحجامة او التصفيد !!..وكان هناك بعض العمليات الصغيرة (سبحان الله) مثل (عملية اللوز) وكان يطلق علي تلك العملية (غالنغا سوكghalngha suk ) وقد رأيت بعيني كيف تتم تلك العملية من سيدات او رجال حيث اثنان كانا يمسكان الطفل ويقوم المسئول بعمل العملية بلف اصبعه ب(كوشماغ) أي القطن ويدخل اصبعه الي حلق الطفل ويستخرج اللوزتين والطفل يبكي وينزف ثم ينتهي كل شئ في دقيقة او دقيقتين .. لا تخدير ولا تعقيم ولا خلافة .. واليوم الثاني يخرج الطفل كي يلعب مع اقرانه !!..والحصبة كان الجيران يتكاتفون في علاج المريض بعدم طبخ كل ما هو مهيج للمرض من رائحته !! وكان علاج لدغات العقرب التشريط مكان اللدغة حتي يخرج السم مع الدم وربط الساق من الاعلي حتي لايصل الدم الي القلب .. وخلع الضرس كان يتم بدون تخدير حيث اثنان قويان يمسكان المريض ثم يقوم المختص الذي كان يملك ما يعرف بال (كلبتين) ويقوم بالخلع مع الصرخات القوية المؤلمة حتي للسامعين !!..واذكر ان العم بدوون رحمه الله الذي تولي هذا الامر بعد المرحوم عبدالباري في قريتنا ذهب اليه احدهم كي يخلع ضرسه فأمسك بضرس والمريض يقول له ليس هذا وهو يقول هو انت عارف اكتر مني !!.. وبالنوبية(تاللومو) أي ليس هو والعم بدوون يقول (تاللي أي ليكيني اربي) ههههههههههه ..