وافق د . شاكر عبد الحميد وزير الثقافة ،علي طلب أحمد طوغان رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير وبعض رسامي فن الكاريكاتير ، علي إقامة مهرجان دولي في فن الكاريكاتير يستضيف مبدعي وفناني الكاريكاتير في الوطن العربي والعالم الخارجي ، لأنه يعتبر لغة عالمية مشتركة ، فكما نحتفي بالأدب والرواية والشعر والسينما سواء للأطفال أو للكبار فلابد أيضا أن يأخذ فن الكاريكاتير مكانة لائقة بين المهرجانات التي تنظمها وزارة الثقافة ، علي أن تشكل لجنة تحضيرية منظمة للمهرجان لتقديم فكرة المهرجان بما يليق بمكانة مصر وذلك بمشاركة فرد أو اثنين من وزارة الثقافة ، تطرح من خلالها ماهية الأفكار المقترحة بالتنظيم والضيوف المشاركين والموضوعات وتحديد الميزانية المطلوبة لاقامة هذا المهرجان ، كما وافق علي إصدار سلسلة عن رواد الكاريكاتير تصدرها قصور الثقافة ، وإصدار كتب كاريكاتيرية لرسامي الكاريكاتير ، وكتب عن الكاريكاتير اللفظي ، وإقامة معارض سنوية للكاريكاتير في البلاد الأوروبية ، جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته الجمعية المصرية للكاريكاتير بعنوان " صالون الأجيال " وذلك بمقر الجمعية ، كما وافق علي إقامة محاضرة عن الكاريكاتير من المنظور السيكولوجي وأخري لمناقشة كتاب الفن والغرابة خلال الشهرين القادمين ، حضر اللقاء أحمد طوغان ، جورج بهجوري ، جمعة فرحات ، طه حسين ، محمد عفت ، عبد الحليم البرجيني ، عمرو فهمي ، سمير عبد الغني ، محمد عمر ، إلي جانب مشاركة عدد كبير من فناني الكاريكاتير في مصر، بالإضافة للعديد من الصحفيين والإعلاميين ، وأضاف شاكر أن الصالون يؤكد علي أن الكاريكاتير عُرس ثقافي وفن و أننا قد قصرنا كثيرا فى الإهتمام بتكريم المبدعين فى مجال الكاريكاتير فقد كان من المفترض أن نخصص جائزة من جوائز الدولة في فن الكاريكاتير مضيفا بأننا بصدد بحث آليه تخصيص مكان لعمل متحف للفن الكاريكاتيرى لجمع التراث الفنى الوافر لكبار الفنانين وإظهاره للمجتمع ككل . وأشار د. شاكر عبد الحميد أن الكاريكاتير نوع من أنواع الفن التشكيلى البصرى يعتمد على الصورة ، فعندما نقول الفن البصرى فإنه يعتمد على نوع من الكاريكاتير البصرى فهو محاولة لفهم العالم من خلال التعبير بالصورة ، كما يتميز بالمبالغة من خلال تغييره للملامح أو للعديد من المدخلات ، وهونوع من النقد الفنى الذى يبين المفارقات الموجودة بالواقع والتى من الممكن ان تحمل نوع من التناقض حسب طبيعة الأحداث التى يتناولها فن الكاريكاتير ،فهو يعد نوعا من النقد الإجتماعى أو السياسى . وأضاف شاكر بأن الكاريكاتير كفن كان موجوداً على رسومات جدران المعابد الفرعونية ، لكن البداية الحقيقية لهذا الفن كانت فى ايطاليا على يد أسرة تدعى " كاراتسى " ، وهناك رأى آخر يرجع بدايته إلى كلمة " character " بمعنى شخصية أو نتاج أو طابع يجسد الشخصية فى مواطن بغير شكلها الطبيعى ويبينها فى مواقف ليس فى شكلها الطبيعى كنوع من الفن البصرى التشكيلى الذى يعتمد على نقل معالم الشخصية الإنسانية من خلال صراحة ورؤية الناقد للأقوال والأفعال أو بالتأثير على بعض الملامح الشخصية ، فهو فن يعتمد على الرؤية والشكل وعدد أقل من الكلمات و على أساس أن الصورة البصرية تعتبر لغة عالمية . وأشار بأن مصر تحمل تاريخا كبيرا من الإبداع فى مجال الكاريكاتير عن طريق المجلات والصحف وبعض فنانى الكاريكاتير أمثال صلاح جاهين وهو من الفنانين المتميزين جدا الذين يجمعوا بين الصورة والكلمة فهو يكتب الشعر أو الأغنية ويرسم الكاريكاتير ، مشيرا الى أن مصر عامره بالفنانين التشكيليين من خلال الجمعية المصرية لرسوم الكاريكاتير التى تجمع بين جدرانها تاريخ طويل يؤرخ لهذا الفن . وعن إمكانية تدريس هذا الفن داخل الجامعات المصرية قال د. شاكر يوجد داخل كليات الفنون اهتمام بهذا الفن ، ومن الممكن أن يكون فى المدارس ، فعندما نبدأ التفكير فى ذلك نجد ان هذه الرسوم بها نوع من المبالغة وليس بها نوع من الشكل المنظور الخلقى المعروف ، فالكاريكاتير به نوع من النزعة الطفولية لكنها نزعة بها وعى بالنسبة للأطفال لكن بالنسبة للكبار فتحمل رؤية للنقد الذى من الممكن احيانا أن يكون جارحا ، فمن الممكن ان نركز على هذا الفن من خلال المدارس إن لم يكن بالمناهج يمكن أن يكون من خلال المسابقات ، فالأطفال عندما نعلمهم الفن بشكل عام والكاريكاتير بشكل خاص فنحن ننمى لديهم شئ من النقد ، وبالتالى ينمو لديهم التفكير البصرى والخيال والإبداع ، وهذا يعنى أننا نتقدم بهم خطوة نحو المستقبل الذى ينبغى أن يكون من خلال الفن ، فالكاريكاتير مهم جدا فى التربية لدعم الحس الذاتى و النقدى والأخلاقى لدى الأطفال . وإختتم كلمته بأن الكاريكاتير مرتبط بالإبداع والفن وأنه مهم في التربية وبتنمية الحس السياسي والنقدي والاجتماعي