لا جديد يكتب في وصف همجية الصهيونية، ولا جديد يكتب في وصف مواقف الامتين العربية والإسلامية، من اجتماع صامت للجامعة العربية التي سارع امينها العام الى ارشيفها للبحث عن بيان يكون شديد اللهجة في ادانة إسرائيل. الى الترحيب بمبادرة تدعوا الى وقف العنف والعنف المضاد ولكنهم لم يقولوا وقف الاعتداء الصهيوني على المدنيين ورفع الحصار الاقتصادي والإنساني عن شعب يعيش على ارضة لاجئ – مبادرة تساوي بين الضحية والجلاد ترضي بلاد العم سام وتقنع الرأي العام الإسرائيل بمدى سيطرت حكومته على عواصم القرار العربي والإسلامي – مبادرة تنافسها أخرى تصنع بين الدوحة وانقره فإسرائيل تقتل الأطفال وعواصم عربية وإسلامية تستثمر صور الاشلاء في حصد المكاسب السياسية. ونتنياهو يرفع السقف مطالبا ان تكون فلسطين خالية من أي سلاح الا سلاح العصابات الصهيونية. ومسح كلمة مقاومة من معجم اللغة. فلسطين المذبوحة على منابر الاعلام بأصوات اشباه الإعلاميين والمثقفين الغارقين بحقدهم الشخصي او بعقدة البحث عن الشهرة. فلسطين المذبوحة والغارقة بدماء اطفالها الرضع وشعبها الأعزل، اختصرها السياسيون والاعلاميون بأسماء اشخاص. ولم يكتفي الاعلام اليوم بتشخيص القضية الفلسطينية ومعاقبة شعب بأكمله بناء على مواقف قيادة سياسية متخبطة بقرارتها ورهنت نفسها لعواصم إقليمية وعربية هي بالأصل حليف وشريك للكيان الصهيوني. بل استطاع ان ينافس الاعلام الصهيوني نفسه وتفوق عليه بتشوية الحقائق وتزوير التاريخ. لا تستغربوا إذا خرج ابن اوى بربطة عنق متصدرا لشاشة قناة فضائية يطلب من الجيش العربي السوري ان يتعلم من جيش الاحتلال الصهيوني كيف يتجنب المدنيين. في حين تؤكد قناة إسرائيلية ان صاروخ طائرة إسرائيلية تسبب بقتل عشرة أطفال فلسطينيين على الأقل لم يعترف هذا الاحتلال بجريمته من باب انساني ولكنه وجد نفسه مجبر على الاعتراف بسبب وجود عدسات الكاميرات التي وثقت الجريمة ولأنه يريد استثمار هذه الجريمة في ارسال رسائل الترهيب والوعيد للشعب الفلسطيني. لا تستغربوا ان يدافع ابن آواى عن جيش إسرائيل بل وغرق أكثر ليدافع عن جيش الاحتلال الفرنسي ابان احتلاله لسورية، وكأنه يريد القول ان شعوب هذه المنطقة لا تستحق العيش وان المحتل أرقي وأطهر من هذه الشعوب. وهذا الاعلام هو الجزء المكمل للمواقف العربية والاسلامية التي تخدم مصالح إسرائيل وتتسابق على تقديم فروض الطاعة والولاء لهذا الكيان الذي لم يتوقف في يوم من الأيام منذ زرعه على هذه الأرض وحتى يومنا هذا عن القتل وبأبشع الصور، أعلام تُصرف علية ملايين الدولارات من اجل بث الفرقة وزرع الفتنة الطائفية. وليست بالمعضلة الكبيرة أن نفهم اليوم لماذا قامت هذه الدول الراعية لما سمي بالربيع العربي الخادمة لأميركا وإسرائيل بنقل الاف المجاهدين بمال عربي ورعاية دولية عبر مطارات عربية لتصل بهم الى تركيا ومنها الى سورية والعراق، فما داعش الا وجه من وجوه تلك الدول التي تعمل ليل نهار على تدمير المنطقة وتنفيذ التعليمات لخلق جيل ليس في قاموسه كلمة فلسطين او مقاومه احتلال. فما أشبه اليوم بالأمس – اليوم نعيش ذكرى حرب تموز التي تورطت إسرائيل فيها عام 2006 وبدعم ومباركة من نفس الدول التي تتاجر اليوم بالشعب العربي والفلسطيني على حد سواء – ذلك العدوان الذي استطاعت المقاومة في لبنان ان تكسره وتحول جنوبلبنان لمقبرة لدبابات طالما تباهت الصناعة الصهيونية فيها – وبارجة عسكرية كانت تسيطر على شواطئ البحر أصبحت من الماضي، حرب ثبت فيها ان إسرائيل اوهن من بيت عنكبوت وما مصدر قوتها اليوم التي تدعيها الا من دعم عربي واقليمي يستمد حكامه وجودهم من وجود هذا الكيان الغاصب. ويبقى الرهان الأكبر على شعب متمسك بالمقاومة ومتمسك بالأرض ومتمسك بالحياة لأنه يستحق الحياة.