عندما منع كفار قريش المسلمين من دخول مكه للحج ارسل رسول الله عليه الصلاه والسلام لهم سيدنا عثمان للتفاوض معهم وكان له منزله عند كفار قريش لجمال خلقه وحياؤه وفضله فقالوا له استحياء منه ومجامله له يمكنك ان تدخل الي مكه وتطوف وتحج لوحدك..فرفض سيدنا عثمان وقال والله لاادخلها قبل رسول الله .يعتبر هذا من الحياء الرقيق والعالي جدا من سيدنا عثمان تجاه الرسول وفي مره اخري كان الرسول عليه الصلاه والسلام جالسا وركبته مكشوفه فدخل ابو بكر والقي السلام فرد الرسول عليه ولم يتحرك ودخل عمر بن الخطاب والقي السلام فرد الرسول عليه السلام ولم يتحرك،ودخل سيدنا عثمان والقي السلام فغطي رسول الله ركبته ورد عليه السلام فسال احد الجالسين يارسول الله دخل ابو بكر وبعده دخل عمر ولكن عندما دخل عثمان غطيت ركبتك فقال ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكه فهذا نوع من الحياء لا نصل اليه نحن وقيل لكل دين خلق وخلق الاسلام الحياء ولاول مره اعرف ان الحياء (الحيي) اسم من اسماء الله الحسني وان الله يستحي وقيل اذا بلغ العبد المشيب وابيض شعره وانحني ظهره يقول له الله عز وجل عبدي استحي مني فاني استحي منك ان اعذبك..ويجب شكر الله والاستحياء منه فان اذنبت وابتليت بذنب سترك الله واستحي ان يفضحك .وقيل ايضا ان الله يستحي من العبد ان يرفع يديه الي السماء ويدعوه ويردهما الله خائبتين.، والحياء الحق الذي يجب ان نتصف به هو كما وصفه الرسول وقال عنه انه حفظ الراس .وماوعي .وحفظ البطن وما حوي. وتذكر الموت والبلي....وهو ان يستحي الانسان في ان يكتب او يقول افتراء وبهتان وغيبه ونميمه عن غيره حتي قيل انك يجب ان تصمت حياء عندما تسال ..هل تخاف الله؟فاذا اجبت بلا...فقد كفرت..واذا اجبت بنعم...فقد كذبت..لانه ليس فينا من يخاف الله في علانيته وسره ويخافه في محارمه ويخافه في خلوته ويخافه فيما يملك ولا يملك و،،و،،و،،فالصمت نوع من الحياء وان يستحي من الله فيما ياكل ويتحري الحلال في مأكله ومشربه وملبسه .والحياء نعمه من الله فاذا تعودت علي الحياء من الله في خلوتك استحييت منه في علانيتك واذا همت نفسك بفعل ذنب تذكرت واستحييت من الله فهذا يعتبر نعمه يجب ان تشكر الله عليها...واذا سولت لك قوتك وسلطتك علي ظلم من لا يجد ناصر ا له الا الله ورفضت ذلك استحياءا من الله فهذا يعتبر نعمه وتشكر الله عليها ..واذا مسكت نفسك ولسانك عند الغضب ورفضت اهانه زوجتك امام اولادك حياءا فهذه نعمه يجب ان تشكر الله عليها.واذا اخلصت وان تدعو الله لحاجتك والاتشرك معه احدا والا تكون مشغولا بشيء آخر حياءا لله فهذه نعمه يجب ان تشكر الله عليها،،قيل ان نبي الله موسي مر علي راعي غنم يرفع يديه للسماء ويدعو بحرقه ويصيح ويبكي ويتضرع ويتململ.فقال موسي يارب لو كان الامر بيدي لأجبته.فقال الله لموسي ياموسي لو تعلم الامر انه يدعوني بلسانه وقلبه مع الغنم..فالحياء واجب في كل عمل فاستحي وقدم لربك مايليق به..وقال حامد الغزالي(ان الصلاه جاريه..انت تهديها للملك..هل تهدي للملك جاريه عمياء او صماء او بكماء) واذا اعطاك الله وانعم عليك بالصحه والستر والامن واعطاك مما لم يعطي به غيرك وفضلك علي كثيرا من الناس وسترك ولم يفضحك كثيرا الا تستحي منه..قال الاسود بن يزيد(لو اتتني المغفره من الله..اي غفر لي ذنوبي..لأهمني اي حملت هم الحياء منه مما صنعت..اغرب ماادهشني اني اعتقدت ان الذي يستحي هو الضعيف او من يخاف ولكن الله القوي الجبار العزيز يستحي ان يفضحنا،،يستحي ان يردنا اذا دعوناه وانه الحييي وقال يحيى بن معاذ: من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب. وقال يحي بن معاذ : سبحان من يذنب عبده ويستحي هو.. واخيرا..إذا لم تخشى عاقبة الليالي *** ولم تستحي فاصنع ما تشاء فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحاء احمد خيري باشا