دكتور/ محمد زين العابدين عبد الفتاح إن مفهوم التطوع والشراكة المجتمعية يكاد يكون مفقودا في البلدان العربية، مقارنة بدول العالم المتقدم، رغم أنه متجذر في تراثنا العربي والإسلامي، وقد يعود ذلك إلى غياب مفهوم التطوع وعدم توافر الوقت اللازم لتقديم أعمال تطوعية من الأفراد. فجموع الهيئات الخيرية التطوعية، ومجموع المتطوعين من الأفراد والأسرفي الوطن العربي لا يتجاوز عدد الهيئات وعدد المتطوعين في دولة أوروبية واحدة ، أو في أمريكا أوكندا أوأستراليا. فعلى سبيل المثال يشير (Smith:1995) إلى أن الجمعيات الخيرية المسجلة في بريطانيا وصل إلى (170,000) جمعية، و أن عدد الجمعيات التطوعية غير المسجلة بلغ (300,000)، جمعية، وأن أعداد المتطوعين في بريطانيا بلغ عددهم (23) مليونا، وأن الحكومة البريطانية دعمت المنظمات غير الحكومية خلال الأعوام من (1999 – 2003)، من خلال توفير مبالغ مالية لتشجيع المبادرات التطوعية، لتنفيذ (16) مشروعا هدفت إلى انخراط ومشاركة المسنيين في الأعمال التطوعية (Home office : 2004). وفي كندا يصل عدد المنظمات غير الربحية إلى (161.000)، منظمة، ويصل عدد المتطوعين إلى (12.000000) مليون متطوع (Volunteer Canada : 2006)، وفي أستراليا تشير الدراسات إلى أن 23% من كبار السن يشاركون في الأعمال التطوعية (World Volunteer Web. 2003). وبلغ عدد المتطوعين في أمريكا حتى عام (2005) (65.000000) مليون متطوع (Preston : 2006) أما في الوطن العربي فمن الصعب تقدير حجم الموارد البشرية المشاركة في العمل التطوعي، نظرا لضآلة المعلومات المتوافرة عنها وعدم تحديثها، الأمر الذي يتعذر معه الاعتماد عليها إلى حد كبير، إلا أننا نجد عدد المتطوعين في مصر وصل حتى عام 1992 نحو ( 3 ) ملايين عضو، وأوضح المسح أن 65 % من الجمعيات تستخدم عاملين بأجر كل الوقت أو بعض الوقت. وهذا ناتج عن عدم مساهمة الأفراد والأسر في العمل التطوعي، عن طريق التبرع العيني، أو المساهمة بالساعات الوظيفية.