فى أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير أخرج مبارك مؤيديه للشوارع بدلا من الإستماع لمطالب معارضيه الذين نادوا بمطالب مبدائية كانت إقالة الحكومة ورفض التوريث ولكن سياسة أريهم قوتنا والخوف من مقولة أن من يرضخ مرة ستاليها الثانية حتى تنكسر تحت ضروس المعارضة أرغمت مبارك على الزج بمؤيديه فى الشوارع وخاصة ميدان مصطفى محمود "معقل الفلول" حتى إرتفعت صقف المطالب الى المطالبة برحيل النظام ككل وهذه السياسة إتبعها كل من القذافى والأسد بإخراج عشرات الألآف فى بنغازى ودمشق لم يكن ذلك بغريب فعقلية أنظمتهم كانت لديها نفس الأخطاء ونفس العقول المريضة. سرعان ما قلد الإخوان نفس السياسة فى التعامل مع معارضيهم بطريقة هيا نريهم قوتنا وحشودنا ولكن غرور الإخوان تم بناءه على أن الانظمة الأخرى إفتقدت الشعبية الحقيقية والقوى المنظمة واأخرجت بعض المرتزقة والهتيفه للشوارع والميادين، أما هم كاجماعة الإخوان المسلمين فهم أكبر قوة منظمة مصر ولن تستطيع أى قوة شعبية ازاحتهم عن الحكم. بدى الإخوان واثقين من قوة تنظيمهم السياسى وقدرتهم على التأثير فى أى إستحقاق إنتخابى، وقد كان لهم ذلك فى عدة إستحقاقات إنتخابية جعلتهم قوة لاتهزم، ولكن مهما كانت قوة من يؤيدك لا مفر من الإستماع للمعارضيك، تفانى الإخوان فى إضاعت فرص كسب المعارضة التى خرجت من رحم ثورة الخامس والعشرين من يناير فى صفهم، ففى كل مرة يخرج من يعترض تليها مليونية إخوانية لنصرة الشرعية والشريعة وتأييد الرئيس، أستمر الوضع حتى خرجت المعارضة بأعداد ضخمة فى 30 يونيو وامام قلت الإطروحات والحلول التى رددها الإخوان ومع الرفض حتى لتغيير الحكومة وإقالة هشام قنديل رئيس الوزراء، عاد الجيش للعب دوره السياسى الذى لم يمل منه لمدة ستين عاماً. لم يختلف نهج حكومة ما بعد يونيو عن سابقيها فبدأت بتفويض لفض إعتصام رابعة العدوية وإنتهت بتجمع الملايين لتأيد قرار السيسى بالترشح وسط تجاهل تام للأصوات الأخرى المنادية بالحرية وأطلاق صراح المعتقلين. 2 فى عام واحد فقد النظام الحالى كثير من مؤيديه، هم ما زالوا يقنعونك انهم أقوياء "الديكتاتور هو الحاكم الذي يبدو أنه حائز لثقة الأمة و تأييد الرأي العام حتى قبل سقوطه بدقائق"نابليون "ويل لأمة تقابل كل فاتح بالتطبيل و التزمير ثم تشيعه بالفحيح و الصفير لتقابل فاتحا آخر بالتزمير والتطبيل" ولأن قليلون هم من يتعلموا من أخطاء الآخرين، سيظلوا يقنعونك أنهم أقوياء وأن الالآف التى تخرج ضدهم هم بعض المخربين والعملاء والخونة، إلى أن تفاجئهم ثورة تقطلع جذور نظامم، عندها سيعرفون أنهم لايعيشون فى هذا الوطن وحدهم.