يبدوا أن الإخوان لم يتعلموا من دروس ثورة 25 يناير شيئاً ؛؛ ولم يأخذوا العظة الكافية مما حدث مع مبارك ونظامه نتيجة الديكتاتورية المطلقة وعدم تقبلهم للرأى الآخر 0 فالإخوان أو الجماعة كما يحبون أن يطلقوا على أنفسهم ؛؛ إعتبروا أنفسهم قاطرة مصر التى تسير ويسير من وراءها كافة أطياف الشعب المصرى وفقاً لرؤيتهم الخاصة المنبثقة من مصلحة الجماعة وقادتها بعد أن تمكنوا من إنشاء حزب سياسى كان من رابع المستحيلات أن يتم إنشاءه لولا ثورة 25 يناير التى تنكّروا لها فى البداية وحجبوا أعضاءهم عن المشاركة فيها ؛؛ ثم تراجعوا بعد جمعة الغضب وبعد أن وجدوا أن الإمور تسير فى كفة الشباب الطاهر النقى الذى خرج يريد مصلحة بلاده دون أن يطلب لنفسهِ شيئاً 0 وبعد أن أنتهت الثورة تسارع قيادات الإخوان إلى الظهور المكثف فى كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموع والمطبوعة يتحدثون عن الثورة وكأنهم أصحاب الإنجاز وهم أصحاب الفضل الأول عما حدث من إنجازات بسبب هذه الثورة 0 ثم جاء الإستفتاء حول الدستور ليظهر مدى تلاعب الإخوان المسلمين بالشعارات الدينية لإجبار كافة المصريين على الإتجاه نحو التصويت بما يخدم مصالح الجماعة ؛؛ ونجحوا فى خداع السلفيين رغم مابينهم من خلافات فى اللعب على وتر المادة الثانية من الدستور وأشاعوا أن النية تتجه لإلغاءها إرضاءاً للأقباط ؛؛ وأن من سيصوّت ( بنعم ) فهو مؤمن – ومن سيصوّت ( بلا ) فهو كافر ؛؛ وأعتلى خطباء الإخوان المنابر فى جمّع ماقبل الإستفتاء ؛؛ ليصفوا من يصوّت ( بلا ) أنهم عملاء النظام السابق ويأخذون مبالغ مالية لتدمير الثورة ومكاسبها ؛؛ إقسم بالله أن هذا حدث وسمعته بنفسى من أحد خطباءهم 0 ثم جاءت جمعة الغضب الثانية ؛؛ والتى كانت بمثابة الصدمة المرعبة للإخوان ؛؛ وجرس إنذار لطموحاتهم وغرورهم والتعالى الذى هم عليه ؛؛ بعد أن وصفوا الشباب الذى طالب بالخروج لجمعة الغضب الثانية بأنهم عملاء وخونة ؛؛ وطالبوا الشعب بعدم الخروج ظناً منهم أن أمرهم مطاع ؛؛ وأنهم ماداموا لم يخرجوا فلن يخرج أحداً من الشعب ؛؛ لأنهم أعتبروا الشعب كالجماعة التى لا تخرج عن أمرٍ لمكتب الإرشاد 0 ولذلك كانت الصفعة قوية عندما خرج الآلآف المؤلفة إلى ميدان التحرير بالقاهرة ومسجد القائد إبراهيم بالأسكندرية وبالسويس ؛؛ وكانت تظاهرة حضارية ومنظمة لا يشوبها شائبة ؛؛ وكان الشباب على مستوى المسئولية التى ألقاها عليهم الجيش فى تنظيم أنفسهم والحظر من زرع الدسائس 0 وما أسعدنى وجود بعض من شباب الإخوان المتفتح والواعى الذى رفض تنفيذ الأوامر ؛؛ ورفض مبدأ الطاعة العمياء دون نقاش ؛؛ ويبدوا أن السنوات القليلة القادمة ستشهد بعض الجدال بين شباب الإخوان وقادتهم 0 فالإخوان بعد الحرية المطلقة التى نالوها بعد ثورة قام بها شباب مصر ؛؛ تصوّرا أنهم أصبحوا القوى السياسية الرئيسية فى مصر ؛؛ وأنهم القاطرة التى تجر خلفها كافة القوى السياسية الإخرى إلى حيثُ يريدون ؛؛ ولكن خاب ظنهم وظهرت قوى أخرى كثيرة فى ميدان التحرير لتكدّب زعمهم أن هذه التظاهرات لصالح فلول الوطنى وضد مصلحة الشعب المصرى كما أشاعوا هم 0 ويبدوا أنهم فى مأزق حقيقى ومحك رئيسى الآن ؛؛ وبدأ يظهر لهم فى الأفق حقيقة أمرهم بأن عددهم الذى لايتجاوزالنصف مليون لا يمكن أن يتحكم فى إرادة 85 مليون مصرى ؛؛ وأن رميهم الإتهامات على الآخرين بالكفر والعلمانية والليبرالية وعدم الوطنية التى ربما إُصاب أنا بإحدها بعد هذا المقال ؛؛ وربما يطعنون فى دينى أو توجهى أو مقصدى من وراء كتابة هذا المقال 0 ولكنى أذكر حقائق رأيتها بعينى وسمعتها بأذنى ؛؛ وحاولت أن أغيّر وجهة نظرى فى جماعة الإخوان أكثر من مرة ؛؛ خصوصاً بعد زيارتهم للأزهر وإنشاءهم حزب سياسى ؛؛ وكتبت عنهم بالإيجاب ؛؛ وتوسمت فيهم الخير فى الأيام والسنوات القادمة ؛؛ ولكنى رأيتُ مجموعة تحكم أنفسها بديكتاتورية شديدة ؛؛ وتحكم على من يخالفها خارج حدود الجماعة بالخيانة والعمالة والكفر ؛؛ فكيف أأمن لهم ولنواياهم 0