رغم ان الفيضانات تغمر العالم وتبيد كل ما هو امامها من منشآت وكائنات الا ان ازمة المياه وترشيد استخدامها من قضايا الساعة حيث تلعب المياه دورا اساسيا وحيويا فى عمليات التنمية وفى العلاقات بين الدول. الاصل تشكل المياه جزءا هاما من عناصر الصراع العربى الاسرائيلى المتمثل فى انشودة بنى اسرائيل وتحقيق الحلم الصهيونى من النيل الى الفرات والتحكم والهيمنة على المصادر المائية لدول الجوار من اجل رفاهيتهم، رفاهية شعب الله المختار وذلك بتحقيق المعادلة الصهيونية " مياه+ارض= مزيد من المستوطنات والمستعمرات وتحقيق مجد بنى اسرائيل" يؤيد ذلك رسالة بن جوريون باسم اتحاد العمال الصهيونى الى حزب العمال البريطانى طالبا فيها ضرورة بقاء المياه ضمن حدود اسرائيل المزمع انشاؤها :" ان انهار ارض اسرائيل هى الاردن والليطانى واليرموك والبلاد بحاجة الى هذه المياه" كما اعتبر هرتزل " ان المؤسسين الحقيقيين للارض الجديدة القديمة هم مهندسوا الماء فعليهم يعتمد كل شىء" بعد حزيران 1967 واحتلال اسرائيل لاغلب منابع المياه المحيطة بها او بمجاريها فى سوريا ولبنان والضفة الغربية تحولت قضية المياه الى احد العناصر المهمة فى اطاريح اسرائيل حول مفهومها للامن فى عمليات التسوية السياسية الجارية. اسرائيل تسرق سنويا 1300 مليون متر مكعب من المياه من خارج الارض المحتلة عام 1948 وهى تغتصب ما مجموعه 660 مليون متر مكعب من اعالى نهر الاردن وتسحب من مياه الليطانى حوالى 400 مليون متر مكعب لاستخدامها فى صحراء النقب.تتحكم اسرائيل بمياه الضفة وغزة منذ عام 1967 وبروافد نهر الاردن منذ عام 1965 عبر تحويلها بقرار عربى اتخذته القمة العربية عام 1964 ثم تحكمها المباشر بهذه الروافد بعد اجتياحها للبنان عامى 1978 و 1982 . في اعقاب حرب اكتوبر 1973 تقدمت الحكومة الاسرائيلية بكل برودة وسفالة وعار الهزيمة يكسو وجهها البغيض بطلب رسمى الى الحكومة المصرية للاستفادة من مياه نهر النيل معتقدة ان المصريين سيرحبون بمطالبهم وانطبق عليهم قول المؤرخ الاسلامى ابو شامة " ذهبت النعامة تبغى قرنين فرجعت بلا اذنين" اتجهت شياطينهم صوب القارة السمراء " افريقيا" تبخ سمومها بتقديم المنح والمعونات والحملات التبشيرية اليهودية واستقطبت الكثير منهم " يهود الفلاشا" وعرضت خدما تها على الحكومة الاثيوبية فى صورة مشاريع "سدود" تؤثر سلبا على دول حوض النيل بصفة عامة وعلى مصر بصفة خاصة كورقة ضغط سياسية تستخدمها فيما بعد عند اللزوم فى اتفاقياتها السياسية حيث ان اثيوبيا تتحكم فى اهم منابع النيل. من ثم تتوقف مسيرة التنمية العمرانية التى تعتمد بصفة اساسية على المياه او تحد منها على الاقل وما زال الشيطان الصهيونى ينفث سمومه ويلتهم الارض والماء. ما اشبه اليهود بالكابوس وان كان الكابوس ينتهى فى برهة من الوقت ولكن الجسد الحى اذا ما استسلم له سيصبح معرضا له مدى الدهر. حسين الشندويلى رئيس مكتبة الابحاث هيئة قناة السويس