ثلاثون عاما ونحن نسبح فى القفار نلعن الأقدار عيوننا بغير إبصار ثلاثون عاما ونحن نشعل الشمع فى وسط النهار نشترى الوهم نكافح الوهم نأكل الوهم وإنا ميتون ثلاثون عاما تحركنا الخيوط كدمى بأيد من يحركون ثلاثون عاما ونحن نائمون علي سرير من أرق صامتون خائفون هل من ميت يخشى الغرق؟ جعلونا نرمى كل شئ ونبحث عن رغيف فى وسط الزحام يأكل بعضنا بعضا وهم فوق سرير من ريش النعام ذبحوك يا مصر وتقاسموك وأكلوا حتى العظام يا مصر خدعوك مثلما خدعونا وأضاعوك مثلما أضاعونا في زحمة الأوهام ثلاثون عاما يا مصر ونحن نعبد الأصنام.. دم الشهيد فى سيناء هل تذكريه؟ أصبح يلعن بائعيه من تاجروا فيه. ممن زيفوا الأحلام وكأن المجد فى بلادى تدمير فعل ومعسول كلام ثلاثون عاما مرت على رقابنا لم تزرع سوى الموت فى القلوب والدمعة فى العيون والرعشة فى الحواس والدهشة فى الأفهام.. ثلاثون عاما.. كان الكريم فيها واقفا على باب اللئام ونصفق للشريف إن يسرق ألف مليار ونبصق للضعيف إن يسرق رغيف ويكون جزاؤه الحكم بالإعدام نعيش كل صنوف الجاهلية لكنا ندّعى الإسلام.! ما يفعل الله بصلاتنا وصيامنا وحجاتنا إذا كنا ندعى الإسلام ونمارس ما نمارس فى الظلام؛ الإسلام هو الذي يقود إلى الأمام ليس فى أرض العرب إلا ما يثير شجونى ليس تاريخ العرب إلا ما يثير جنونى أريد الرحيل إلى زمن بعيد أزرع فيه عمرى من حاضر وتليد أريد أن أستعيد عيونى فغبار الجاهلية غطى عيوننا وكل ما بالأفق ليس سوى ضوء محاصر يبغي الخلاص من الظنون... أنا ببابك يا مصر أنشد الأشعار لكني كالبلبل المطعون تبكى الأزهار والأشجار التى من دمعتى نبتت ويفيض النهر بأحزان قرون ثلاثون عاما مرت يكبر الظل لكنا كما كنا نكون! سنقول أنا ما سرقنا ما قتلنا وسنكتب أنا رائعون وتدور الأرض ألف دورة ونبقى هاهنا واقفون يكبر المجد فى أوهامنا وأمثالنا لا ينظرون!... 4/3/2011 0000