من إنجازات الثورة المصرية إسقاط دولة مبارك الفاسدة والتي سقطت سقوطاً مريعاً لأن الفساد أسقط أركانها فقد بلغ سيل الفساد فيها الربّي وللمرة الأولي في التاريخ .. رئيس وأبناءه وحكومته ونظامه في السجن بالكامل حيث جمعهم سجن طرة ليصبح مقراً لإجتماع حكومة مبارك وعائلته الفاسدة ويكون هذاالحدث الفريد والتاريخي عبرة ودرساً قوياً لكل حاكم ولكل مسئول تسول له نفسه قتل الأبرياء وإستحلال أموال الشعب وممتلكاته والأن جاء دور الحساب وما أشده من حساب الذي أنتظره الشعب المصري طويلاً فالقضاء العادل موجود ومحاكمة دولة الفساد هو أقل ما يقدم ليشفي غليل الشعب المصري وأسر الشهداء و أن يروا مبارك ووزرائه وأولاده خلف القضبان الذين شاركوا في قتل أكثر من ثمان مائة شهيد أثناء ثورة 25 ينايربرصاص الغدر والمؤامرة وتعددت أوجه الفساد والظلم في ظل حكم مبارك مثل غرق عبارة السلام98 التي قضي فيها أكثر من ألف شهيد ولم يحاسب مالك العبارة ممدوح إسماعيل علي ما أقترفه من إهمال في حق الأبرياء بل ساعده الفاسد زكريا عزمي في الهروب حينها إلي لندن ولقد إستشري الفساد في عهد مبارك وكان خطراُ يهدد كيان مصرومكانتها فأتسم نظامه بأحادية القرار مثل تعيين الحكومات وإعفائها دون توضيح أي أسباب للشعب وأنتشر الفقر والجوع في عهده وإتسعت الفجوة بين الحكومة والشعب و سري فساد الحاكم إلي بقية رجال الدولة لتدارمصر بدولة داخل دولة فأستغل الوزراء نفوذهم في إدارة مصالحهم الشخصية وليس مصلحة البلاد ومجاملة رجال الأعمال علي حساب بقية أبناء الشعب وتقاسم قلة من رجال الأعمال ثروات مصر فإحتكروا الصناعات الحيوية وتورط علاء مبارك وجمال مبارك في صفقات مشبوهة مع كبار رجال الأعمال وسقط السوق المصري تحت رحمتهم وخاصة بعد قيام حكومة عاطف عبيد بخصخصة الشركات المصرية العملاقة وبيعها بأقل من قيمتها الحقيقية لبعض الأجانب ولأنفسهم أحياناً مثل مصنع حديد الدخيلة الذي إشتراه أحمد عز بأقل من ثمنه الحقيقي بعشرة أضعاف فتأثر الأقتصاد المصري وأهدر الملايين من الجنيهات وإنتشرت البطالة وأهملت الزراعة وإنخفض إنتاج مصرمن المحاصيل الرئيسية مثل القمح والقطن وإستيراد المبيدات المسرطنة التي ادت إلي إنتشار الأمراض المزمنة في مصر كأمراض الكبد والفشل الكلوي . وإعتمد النظام البائد علي المعونات الخارجية في تغطية العجز المحلي وأهمل التعليم والصحة وبناء المدارس وأهمل العلم والعلماء فهاجرالعلماء إلي الخارج ليستفيد من خبراتهم الغرب أمثال الدكتور أحمد زويل والدكتور فاروق الباز وغيرهم وحرمت مصر من الأستفادة من أبنائها لعدم توافر التربة الخصبة لهم ولحصانة هؤلاء الفاسدين الكبار والمفسدين الصغارمن المحاسبة كان له أثر كبير في إفساد الحياة السياسية في مصر وجعل السلطة والنفوذ في قبضة الحزب الوطني الحاكم وسيطرة جمال مبارك أمين السياسات في الحزب علي كافة الأمور رغم إنعدام خبرته السياسية لكونه فقط أبن مبارك فأستخدم نفوذه ورجاله أمثال أحمد عز وبعض أعضاء الحزب الوطني في تزوير الأنتخابات وتهميش دورالأحزاب الأخري وإعتقال وقتل كل من يقف في وجه ذلك النظام الطاغي علي أيدي مباحث أمن الدولة دون مراعاة لأي حق من حقوق الأنسان مستنداًً في ذلك علي قانون الطواريء الذي سلب المصريين حريتهم في الرأي والتعبيركما أفسد مبارك في عهده الحياة التشريعية بأصدار أوامره بتعديل القوانين و مواد الدستور المصري بما يضمن له حكم مصر طيلة حياته ولأبنه جمال من بعده ولكن إرادة الشعب المصري وشجاعته كانت اقوي من ذلك الطاغية وحاشيته فقد أفسدت لعبتهم وخلصت دولة مصر العظيمة من قبضة دولتهم المستبدة ولم يهدأ الشعب وظل يطالب بمحاربة الفساد وتقديم كل الفاسدين والقتلة إلي المحاكمة العاجلة حتي تتحقق العدالة الإجتماعية ونبني مصر من جديد بعد أن سقطت دولة الفاسدين [email protected]