بعد اعلان اغتيال الوزير اللبناني السابق محمد شطح وبنفس الطريقه التي غالبا تتبع في لبنان من حيث الطريقه ، سيارة مفخخه او تفخيخ نفس السيارة التي يستقلها الهدف وتتم العمليه – تجد فورا كاميرة تلفزيونيه تتبع لتيار المستقبل او من يدور في فلكه من اول الواصلين – ويريد من دبر العمليه او نفذها ان تأتي في اطار مذهبي – فلا يمضي ساعه على اعلان الحدث – تجد المحللين وقد ارتدوا ربطات العنق وجلسوا مقابل الكاميرات – ويحملون نفس قصاصة الورق – ويبدأ التحليل والتفسير جل خطابهم يدعوا الى الهدوء – وتسونامي قادم وضبط النفس – وبين كلماتهم تمر السموم – لتلوث العقول – تتقدم الساعات يستبدل المحللون بسياسين من نفس الطيف ومع هؤلاء ترتفع النبرة وتتكشف خيوط اكثر وضوح – تحديد المتهم وتسميته بل يصل بعضهم الى رسم الخطه التي تمت فيها العمليه – كل هذا يحدث والنار في موقع الحادث مازالت مشتعله والادله الجنائيه والاجهزة المختصة لم تكمل جمع الادله . فينشر اسم السيارة ومن صاحبها ورقمها وكمية المتفجرات ونوعها واشياء اكثر دقه – يغريك بالقصه ان اخر تغريدة للمغدور كانت تخص فريق سياسي اخر . وما هي الا ساعات – ينتهي اجتماع بيت الوسط (( اللبناني )) يحضرة على عجل سفيري فرنسا واميركا . ويخرج البيان الصارخ الواضح – يحدد المتهم والخصم ويناشد المجتمع الدولي بضم القضيه فورا الى قضية الحريري الاب . في الصورة تجدهم مجتمعين – كل خصوم الامس – منهم من كان على علاقة واضحه وصريحه مع اسرائيل – ومنهم من كان يعمل لصالح اسرائيل ومازال ولكنه يتلحف بالمذهبيه . لا يجب ان تكون شيعيا حتى تدافع عن حزب الله – ولا يجب ان تكون بعثيا او علويا او شبيحا لتدافع عن سورية . فقط تحتاج ان تكون مقاوم ومؤمن بوطنك وبشعبك – فقط تحتاج ان تكون متعقلا لا تقبل ان تقاد بكلمة طائفيه او مذهبيه – فقط تحتاج ان تكون هادئ لا تقبل المواقف الانفعاليه – فقط تحتاج ان تقرأ ما بين السطور لتفهم تلك الرسائل . من يتذكر اغتيال الحريري وتلك الهجمه وتلك المنابر التي بقيت لسنوات تلقي نفس الخطاب وتتمادى – تلمح لسلاح المقاومه مرة ومرات كثيره تتحدث عنه صراحه – تخًون من يحالف سورية وتصفق لمن حالف ويحالف اسرائيل – نفس المنابر تلقي نفس الخطاب المذهبي وبنفس الوتيره – حتى وصلنا اليوم لسماع نفس الاشخاص ومن على منبر تأبين الوزير شطح – فكان خطابهم يشبه خطاب – داعش والقاعدة والاخوان المسلمين – انتقل كل سياسي في لبنان من نزاعه السياسي الى نزاع طائفي – وتصوير القضيه على انها شيعيه سنيه – وحقيقة الامر ليست بهذه الصورة . انها معركة قطبين قطب المقاومه ومن يدعمه – وقطب التنازل والتسليم ومن يدعمه – لم يجرأ احد على ذكر اسرائيل ومن مر على اسم اسرائيل المستفيد الوحيد من هذه الحرب فكان مرور ما يسميه الشارع (( رفع العتب )) . ان حروب المنابر هذه والتي اصبح يجيدها فريق فرنسا واميركا والسعوديع واسرائيل اصبحت اليوم عبئ جديد على كاهل هذه الامه – فالبرغم من اجماع كل المراقبين على ان الوزير محمد شطح هو شخص معتدل – كما اجمعوا سابقا على ان رفيق الحريري كان داعما للمقاومه وموافق على وجود سلاحها . فلماذا اغتيل ؟؟؟ وكيف لسورية او حزب الله ان تغتال معتدل على الاقل ليس ضدها ولا معها – وفي هذه الحاله هو رقم توازن لا خصم في اي حوار ؟؟؟ وكي لا نغوص كثيرا في هذا المجال – اعتقد ان نفس الفريق او (( مشغلي )) هذا الفريق السياسي اختاروا الحلقه الاضعف – هذه الحلقه التي تشعل النار الطائفيه بحكم الانتماء المذهبي وتكمل جوقة المنابر القصه – وبهذا تزيد من اشعال العقول الجاهله المقيده بالجهل والتبعيه . وهذا ما شاهدناه اليوم في مراسم التأبين – ولكي تكتمل القصه – يدفن الرجل الى جانب الحريري وبهذا تم ارضاء جزء من شارعه وبنفس الوقت تم صب الزيت على النار لجعل القضيه مستمرة ان حرب المنابر في لبنان – لن تكتفي او لن تتوقف هنا فالمطلوب اليوم كما يتصور هؤلاء حرب من نوع جديد – يعتقد المعدون لها ان حزب الله قد ارسل كل مقاتليه الى سورية ويمكن اليوم ضربه والانتهاء منه – واشعال مثل هذا النزاع هدفه ابعاد السوريين عن جنييف نهائيا – وخصوصا بعد سقوط الطوق وتكسره بدخول تركيا في نزاع داخلي – واستنهاض الجيش العراقي في حرب الارهاب – وتخلي الغرب جزئيا عن مشروع اسقاط النظام في سورية – وشعور الوهابيين ان معركتهم خاسره وان اموالهم لم تجلب الهدية المطلوبه – كل هذا على وقع اجتماعات 5+1 الخاصه بالنووي الايراني – وورقة اوكرانيا – كل هذا على وقع مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي كلما اعتقدنا انه ذهب الى غير رجعه يعيده اصحابة بثوب جديد ولكن اساس تشكيله وخيوطه – حرب السنه والشيعه .