أن الله عز وجل كان أنعم على مريم ابنة عمران بكثير من النعم حتى كان الناس فى زمانها يتعجبون من كثرة الخيرات التى وجدت عندها , ورغم انها كانت امراءة وحيدة ولا تملك قوة ولا سندا الا ان الخير كان يملؤ ربوع البيت حتى ان نبى الله زكريا سألها عن السر لتعجبه من الامر فقالت مريم ان سبب ذلك ايمانها بالله وحسن توكلها على الله لكن لما بشر الله مريم بانها ستنجب بلا حمل استنكرت ذلك على الله وقالت كيف يكون لها حمل وهى لم تمس من قبل رجل فكان قدر الله واقع وحملت مريم فى عيسى ولكن كان عليها بعد استنكارها على الله ولو بشك بسيط قد يتفق معه العقل البشرى القاصر الا ان الله طلب منها ان تعمل على رزقها فلما وهنت وكانت بجوار النخلة وطلبت من ربها الخير لما ينزل الملك من السماء لاطعامها بل كانالامر بالعمل متمثلا فى قول الله تعالى { هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا } فكان عليها العمل حتى تتحقق غايتها كذلك كان الامر مع مصر أنعم الله عليها بخير شديد فلا بقعة على وجه الارض افضل فى الخيرات من مصر ولا اقصد هنا القداسة ابدا , فمصر بلد تحتوى على اكثر من ثلثى اثار العالم وتحتوى على قناة ملاحية تدر للمصريين مالا رهيبا وجو مناخى وطبيعة ادمية وغيرها من النعم التى رزقت بها مصر من خالقها لكن حينما شاع الفساد فيها وقل ورع الناس وتقواهم كان على الله ان يسلط عليهم شرارهم , فأخذ الناس الى ربهم يتضرعون ان يرفع عنهم الغم والبلاء لكن كيف يستجيب الله لهم وهو القائل { أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا بأنفسهم } وظن الناس فى تضرعهم وطلبهم لعمر ابن الخطاب ان يعود وتشبثهم بحلم صلاح الدين واخذوا نتظرونه كثيرا لكنهم نسوا شئ هاما الشئ الهام انه هم هم عليهم العمل من أجل رفع هذا الظلم حتى ولو كان عملا قد يصغر فى نظرهم لكن الله سيعينهم بعملهم وصفاء نيتهم وحقهم فخرج الشباب للتظاهر فى ثورة سلمية فى صورة لم تكن ساعتها اشد تعبا من هز جذع النخلة بالنسبة لحامل لكن كان عليهم هز الجزع جيدا والصبر حتى تتساقط التمرات فسقطت الحبة الكبرى بسقوط نظام مبارك !