مصر أصبحت " كعكة " الكل يريد أن يحتفظ بنصيبه منها. السؤال الذي أطرحه على نفسي , يا ترى " إيه هو حجم الكعكة دي ؟! ". ومن الواضح جداً أن الكعكة كبيرة جداً حتى يستطيع كل واحد من أفراد الشعب والأحزاب والجماعات والحكومة أن يقضم قضمة منها. فأفترضت أن حجم الكعكة كان كبيراً منذ 30 سنة وحاولت أن أتخيل حجمها الآن مقارنة بحجمها السابق ! تناولت العديد من وكالات الأنباء العربية والعالمية ثروة عائلة مبارك , وبعيداً عن الدخول في تفاصيل كانت الأخبار المتناقلة أن الثروة تقل عن ثروة أغنى أغنياء العالم ب 13 مليار دولار " فقط ". طبعاً هذا بالإضافة إلى ثروة رجال الحكومة والأعمال وخصوصاً ثروة " أحمد عز " الذي كان " طبالاً " في شارع الهرم. صراحة لا أدري من أين جلب أحمد عز هذه الثروة الهائلة وكيف إشترى مصنع الحديد من الحكومة. ورجوعاً لموضوعنا الأساسي , افترضت أن نصف الكعكة " خلص عليها " أفراد من الحكومة السابقة ورجال الأعمال فتبقى لمصر نصف كعكة " زي الفل ". ونتكلم عن نصيب أبناء شعب مصر من نصيب هذه الكعكة خلال ال 30 سنة السابقة, كانت السنوات الأخيرة منذ التسعينات أيام عصيبة على كل شعب مصر " اللي عاش بالحلال ". فكانت مشاكل رغيف الخبر تحتل المراتب الأولى والبطالة والرشوة والفساد مستمرة لمدى طويل وإلى يومنا هذا. فلنفترض أن الشعب " الغلبان " أخذ ربع هذه الكعكة " العملاقة " , هكذا يتبقى لنا "ربع أخير" من الكعكة ويتوجب علينا أن لا ننسى ال " بلطجية ", فلابد أن نكون عادلين في توزيع الكعكة , فلا يمكن أن ننسى " البلطجية " لأنه كان لهم تواجد " رائع " على الساحة المصرية خلال السنوات السابقة وخصوصاً هذه الأيام التي تعتبر بالنسبة لهم " عيد الكعك ". الآن لا أجد أمامي سوى " طبق فارغ " ويتوضح لنا أننا نحتاج ل " طباخ " ماهر لصنع كعكة جديدة للمصريين والحكومة الجديدة ورجال الأعمال والبلطجية , لكي نعيش سنوات جديدة ونقسم ال " كعكة " مرة أخرى فيما بيننا. ولنا لقاء بعد إنتهاء " الكعكة الجديدة " ... كتب : د. محمد عرنوس [email protected]