رغم تزامن الأعياد والظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها المصريون بسبب ارتفاع الأسعار رغم انخفاضها عالميا وتدنى المرتبات، إلا أن محلات بيع الكعك شهدت زحاما غير عادى، ورغم مساوئ الأزمة المالية العالمية إلا أنه كان لها أثر إيجابى حيث شهدت أسعار الكعك هذا العام حالة من الثبات فى الأسعار نتيجة للانخفاض أسعار الخامات ومن بينها الزيوت والمسلى النباتى. ولكعك العيد مظاهر خاصة فى مصر، حيث يمثل جزءا من طبيعة الحياة المصرية وتطورها، وكعك العيد عادة شيعية ظهرت فى عهد الدولة الفاطمية كوسيلة لإسعاد الناس بالطعام والحلوى وإدخال الفرحة والسرور فى المجتمع، لذلك كان كعك عيد الفطر عادة التزم بها الشعب المصرى كوسيلة للتكافل الاجتماعى بين طبقات الشعب. ورصدت جولة لليوم السابع استعدادات المحال بعرض بضاعتها، والإعلان عن عروض خاصة، حيث يقدم عدد من المحلات الكبرى عروضا لجذب شريحة كبيرة من المستهلكين لها من خلال مثلا بيع علبتين زنة 1 كيلو ب 65 جنيها والحصول على علبة أخرى هدية فى المولات، والإحياء المكتظة بالسكان . وتشهد أسعار الكعك تقاربا ملحوظا بين محال الأسواق الشعبية والراقية، لم يتعد الفارق إلا بضعة جنيهات، حيث يباع كيلو الكعك السادة فى المحال الشعبية ب 22 جنيها، وفى محال وسط القاهرة ب 24 جنيها، والبسكويت ب 18 جنيها، فيما يصل سعر كيلو البيتى فور 24 جنيه فى المحلات الشعبية 35 جنيها فى المحلات الكبرى، والغريبة ب24 جنيها. وأكد محمد أحمد مدير أحد فروع محلات الصفا لتصنيع الحلوى والمعجنات بشارع فيصل إقبال المستهلكين على شراء كعك العيد، رغم شراء كميات أقل عن العام الماضى بسبب تزامن العيد مع العام الدراسى وشراء ملابس العيد. وتقول نبيلة عبد الفضيل ربة منزل، إنها تقوم بتصنيع الكعك فى المنزل لانخفاض التكلفة حيث يتكلف الكيلو 10 جنيهات، وبالنظر إلى التكلفة النهائية نجدها أضمن وأقل كثيرا سواء للكعك أو البسكويت الذى يتكلف فى المنزل حوالى 12 جنيها للكيلو أما البيتى فور فقد يصل إلى 25 جنيها للكيلو ثمن تصنيعه بالمنزل. منافسة الصينى ولم يسلم الكعك المصرى من منافسة الصينى، حيث لم يكتف الصينيون برصد كل شىء للعالم العربى والإسلامى وتصنيعه بدأ من سجادة الصلاة إلى فانوس رمضان، بل أصبح كعك العيد أيضا فى مصر صينى الصنع، على الرغم إنه عادة مصرية قديمة، تكلف الأسر مبالغ خيالية، بعدما وصلت معدلات استهلاك المصريين العالية للكعك إلى 56 ألف طن كعك بتكلفة 560 مليون جنيه مصرى، وفق الإحصاءات المتاحة من قبل إدارة البحوث بالغرفة التجارية. ورصدت الجولة أيضا ظهور بعض محلات الحلويات خاصة محلات السوبر ماركت تبيع الكعك والبيتى فور والبسكويت الصينى، بأسعار تنخفض عن مثيلتها فى مصر مثل كل السلع الصينية التى تباع بأقل الأسعار حيث يباع الكيلو 10 جنيهات. وبلغت تقديرات عن حجم استهلاك المصريين من الكعك فى الأعياد أنها وصلت إلى قرابة 56 ألف طن كعك، وكشفت التقديرات غير الرسمية عن تراجع إنتاج المصريين للكعك فى المنازل سنويا. وبعيدًا عن هذا الغزو الصينى فإن المصريين مازالوا يتمسكون بكعك العيد باعتباره أحد أهم مظاهر عيد الفطر المبارك لدى المصريين، حيث إن صناعته فى الأعياد تعد من أقدم العادات التى عرفها المصريون القدماء والتى نشأت مع الأعياد ولازمت الاحتفال بأفراحهم، وكان لا يخلو عيد من أعيادهم من صناعة أنواع عديدة من الكعك. وتختلف صناعة كعك العيد فى الماضى عن صناعته فى الوقت الحالى الأمر الذى يؤكد أن صناعته امتداد للتقاليد الموروثة، حيث كانوا يُشكلون الكعك على شكل أقراص وبمختلف الأشكال الهندسية والزخرفة، كما كان البعض يصنعه على شكل حيوانات أو أوراق الشجر والزهور ولا تختلف كثيرا عما هو مألوف حاليا. وفى عام 1124 ميلادية خصص الخليفة الفاطمى مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر؛ فكانت المصانع تتفرغ لصنعه منذ منتصف شهر رجب، وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه. وكانت مائدة الخليفة العزيز الفاطمى يبلغ طولها 1350 مترا وتحمل 60 صنفا من الكعك والغريبة، كما أنشأت فى عهده أول دار لصناعة الكعك سُميت "دار الفطرة"، وكان حجم الكعكة الواحدة فى حجم رغيف الخبز، كما تم تخصيص 16 ألف دينار لإعداد ملابس لأفراد الشعب بالمجان، ولذلك أُطلق على عيد الفطر "عيد الحلل".