إنه يوما لطاما خشيناه يوم ستغرب شمس سوداننا التى لطاما حببناها لطيبة أهلها وكرمهم تحاكينا بها ,ذلك السودان الذى نشأنا وترعرناعلى خيره وحمايته لنا من الجنوب كإمتداد عربى مسلم بات فى مهب الريح وصارقاب قوسين أو أدنى من الإنشطار؟!وما يبدوا لى أن الأمر قد حسم وغدا لن تصبح هناك تلك الدولة التى تحاكينا بأنها ستكون أمن أمتنا الغذائى والمائى والجغرافى فلقد وقع الجنوب فى براثن القوى الخارجية التى تلاعبت به ولم تنكر تلك القوى دورهاولا الجنوبيين كذلك ينكرون فالجنوب اليوم سيبدأعملية الإستفتاء على الإنفصال أو البقاء مع الشمال وسيتم الإستفتاء خلال سبعةسيتم خلالها تحديد مصير الجنوب ورغم تمتع الجنوب خلال الخمسة سنوات الماضية ب79%من الثروات التى به ومشاركته ب20%من حكم الشمال وحكم ذاتى للجنوب والإستثمارات التى سخرها الشمال للجنوب لتدعيم الوحدة إلا أن الجهود والمساعى يبدوا أنها بائت جميعها بالفشل ؟! وبالرغم من أن غالبية الجنوبيون لا دينيون ويليهم المسلمون أكثر من 20%ثم المسيحين إلا أن المسلمون صوتهم بالجنوب ضعيف والصوت الأعلى للمسيحين قيادات حركة التحرير واتعجب من تبرير رغبة الجنوب بالإنفصال على أساس الدين فكل دول العالم هجين دينى وعرقى ورغم التشرذم اللغوى الذى يبلغ 270لغه لأهالى الجنوب وديانات غريبة المحتوى والمضمون إلا أن هذا التنوع يمنحهاالقوة وإن كانت الثروة وتوزيعها سبب الإنقسام فأنتم بالجنوب تتمتعون بمعظمهاوهذه ميزه لا توجد فى أى دول العالم وكل دول العالم حكوماتها تتحكم فى ثرواتها فمصر وغيرها لم نرى بورسعيد أو دمياط أو سيناء تطالب بالإستقلال ولوطالبوا لقاتلناهم فى سبيل الله والوطن وحاشى لله من مثل ذلك فنحن كلنا مصر ووحدتنا أهم من كل كنوز الدنيا الوحدة التى يسيعى المتقدمون والمتحضرون لها ويهرب منها الأفارقة ؟!! فلعقود مضت ونار الحرب بين الجنوب والشمال لا تهدأفمنذ 1955وحتى إتفاق نيفاشا 2005ولم تنجح مساعى الإصلاح والوحده وأتسأل هل السبب الأصابع الخفية أو الفشل الداخلى للحكومات والقيادات السودانية وعلى رئسها حكومة الإنقاذ فى معالجة أسباب الصراع وجائت الخمس سنوات الأخيرة كفرصة للجنوب والحركة الشعبية لتحرير السودان للتزود بالسلاح وتقوية جيشها بعناصر من الجنوبيين كانوا بالمارينزالأمريكى وبات للجنوب جيشا ربما أقوى من جيش الشمال ودعم دولى لا محدود مقابل حصار إقتصادى ورئيس مطارد دوليا للشمال ؟! ولا أرى أإن حكومة الخرطوم بقيادة البشير 1989وحتى 2011إستطاعت تخطى النقاط المتنازع عليها رغم الجهود التى بذلتها الخرطوم وسينتهى الإستفتاء ومؤكد بالإنفصال تاركا لنا دارفوروأبيي (" التى تقطنها قبائل جنوبية منذ أكثر من 100سنة وقبائل المسيرية التى تقطن المنطقة لفترة الرعى كل عام منذ قرون ")كنقطة صراع لإستمرار الصراع والحرب لتستمر القوى الخفية فى إمتصاص وإبتزاز السودان شمالا وجنوبا والتلاعب بأعصاب مصر من الجنوب ؟!وأتسأل هنا لما إسرائيل ولبنان هما المستثمران الأكبر والأبرز فى الجنوب وما العلاقة؟!وأين أمتنا العربية بثرواتها التى لا تعد ولا تحصى لإغراء الجنوبيون بالوحدة مع الشطر الشمالى المدعوم من العرب ملوك النفط ؟! فالوحدة هى أمل الشعوب وليس الإنفصال هل غبنا بفعل فاعل أم تناسينا أم لا يهم أكان السودان موحدا أم منقسم ؟! وفى النهاية أرجوا إأن يسير الإستفتاء بسلام وأن يعكس رغبة حقيقية لشعب الجنوب لا للخارج أو الشمال وتمنياتى بأن يكون القادم أفضل فالله على كل شئ قدير وسبحان القائل فى محكم التنزيل "" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " صدق الله العظيم