الجالية المصرية في روما تشارك بانتخابات مجلس النواب    خبير تربوي يضع روشتة لوقف حالات التعدي على الأطفال بالمدارس    الجالية المصرية بإيطاليا تشارك فى المرحلة الثانية بانتخابات مجلس النواب    السفير المصري بنيوزيلندا: انتخابات النواب تسير بسهولة ويسر    تشغيل تجريبي لمجزري الهو والحبيل بمحافظتي الأقصر وقنا    انقطاع المياه عن قرية أشمنت وتوابعها ببنى سويف غدا    بنك كريدي أجريكول يتصدر قيم التداول بالبورصة خلال جلسة نهاية الأسبوع    الكرملين ينصح زيلينسكي بالتفاوض «الآن» لئلا يخسر المزيد من الأراضي    واشنطن تهدد أوكرانيا بقطع الأسلحة وتحدد موعدا نهائيا لتوقيع اتفاق إنهاء الحرب    الحكومة الفرنسية: أطفالنا لن يذهبوا للقتال والموت فى أوكرانيا    فليك يتحدث عن العودة ل "كامب نو"    "اصطدم بالباب" إصابة بالمر بكسر في إصبع قدمه.. والكشف عن مدة غيابه    فليك: ميسي أفضل لاعب في العقد الأخير.. وتدريبه ليس من اختصاصي    كاف يدرس تعديل آلية التصويت في جوائزه لهذا السبب    إصابة رجل من الحماية المدنية في حريق شقة سكنية ببرج بالمنصورة    بعد إحالته للجنايات.. تفاصيل 10 أيام تحقيقات مع المتهم بقتل صديقه مهندس الإسكندرية    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    طفلان يرتكبان جريمة بالأسكندرية.. الداخلية تكشف التفاصيل| فيديو    غلق كوبرى شمال طرة مساء لمدة 15 ليلة واستحداث تحويلات مرورية جديدة    قصور منسية، استراحة الأميرة فوزية بالفيوم تحفة معمارية سقطت من الخريطة السياحية    أكرم القصاص: المشاركة فى المرحلة الثانية من انتخابات النواب ستكون أفضل    تعرف على أذكار المساء ليوم الجمعة.. لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير    ردد الآن| ساعة الاستجابة يوم الجمعة وأفضل أوقات الدعاء    سانوفي تطلق دواء ساركليزا بمصر لتمنح مرضى سرطان المايلوما أملا فى العلاج    "الخدمات البيطرية" تحصن 1.5 مليون طائر بالمحافظات خلال أكتوبر    وزيرة التخطيط: ملتزمون بتمكين المرأة اقتصاديًا بما يتماشى مع رؤية مصر 2030    في عيد ميلادها| قصة أغنية "حبيتك بالصيف" التي تحولت إلى اعتذار رومانسي من عاصي لفيروز    «المقاولون العرب» تُتوّج ب 6 جوائز من «ميد» على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    «الدواء المصرية» تحذر من عبوات مجهولة من مستحضر «Entresto» لعضلة القلب    علاج 3652 مريضا فى 3 قوافل طبية لخدمة أهالي برج العرب    تعاون جديد بين هيئة الكتاب ومكتبات مصر العامة لتوسيع إتاحة الإصدارات في القاهرة    اليابان تعيد تشغيل أكبر محطة نووية بالعالم بعد أكثر من عقد على فوكوشيما    دوري أبطال إفريقيا.. محمد الشناوي: جاهزون لمواجهة شبيبة القبائل ونسعى للفوز باللقب    انتخابات مجلس النواب 2025.. مشاركة واسعة للجالية المصرية بالمغرب في المرحلة الثانية    زيلينسكي يرفض إقالة أقوى مستشاريه رغم تفاقم فضيحة فساد كبرى    ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال بنجلاديش إلى 5 قتلى ونحو 100 مصاب    يوسف شاهين الغائب الحاضر في مهرجان القاهرة السينمائي    جامعة بنها وحياة كريمة ينظمان قوافل طبية وتوعوية بقرية الجلاتمة بمنشأة ناصر    سفير مصر بالسعودية: إقبال ملحوظ وانضباط كامل في المرحلة الثانية للانتخابات    أفضل وقت لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها العظيم    الاتحاد السكندري يقترب من استعارة يوسف أوباما من بيراميدز في الميركاتو الشتوي    وصول حكام مباراة الزمالك وزيسكو إلى القاهرة    أسعار الفراخ والبيض اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بين عائلتين بقنا    قائمة بنوك تتلقى رسوم حج القرعة 2026.. اعرف التفاصيل    بورسعيد الأعلى، جدول تأخيرات السكة الحديد اليوم الجمعة    "المهن التمثيلية" تحذر من انتحال اسم صناع مسلسل "كلهم بيحبوا مودي"    فيديو| ضحايا ودمار هائل في باكستان إثر انفجار بمصنع كيميائي    وفاة القمص توماس كازاناكي كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالإسماعيلية    أهلي جدة يستضيف القادسية لمواصلة الانتصارات بالدوري السعودي    إنشاء محطة الصب الجاف النظيف بميناء الدخيلة.. صور    الرئيس الفنزويلي يأمر بنشر أسلحة ثقيلة وصواريخ على سواحل الكاريبي ردا على تحركات عسكرية أمريكية    تحذير جوي بشأن طقس اليوم الجمعة.. خد بالك من الطريق    محمد منصور: عملت جرسونا وكنت أنتظر البقشيش لسداد ديوني.. واليوم أوظف 60 ألفا حول العالم    خاص| عبد الله المغازي: تشدد تعليمات «الوطنية للانتخابات» يعزز الشفافية    المتحف المصري يفتح أبوابه لحوار بصري يجمع بين العراقة ورؤى التصميم المعاصر    هل التأمين على الحياة حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    هل عدم زيارة المدينة يؤثر على صحة العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح بقناة الناس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيشنا البطل..يسجل لك التاريخ صفحات المجد و الرفعة
نشر في شباب مصر يوم 07 - 01 - 2011

لم يكن حل الجيش العراقي ، انصياعا من بريمر لارادة بعض تابعية المحليين ، كما ذكرفي مذكراته .فهو ،والاف الجنود الاميركان ، مع اخر ما انتجته الاله الحربية الاميركية ، لم ياتوا للعراق لتحقيق رغبات تابعين ، يعرف بريمر انهم صنائع دوائر مخابراته ، لايمتلكون الا قول نعم ، وتنفيذ ما يريده هو لامايريدون منه . ان حل الجيش لابد ان يكون قرارا اتخذ بنفس اليوم الذي اتخذ به قرار غزو العراق . بل حتى قبل ذلك بكثير .
كشف محمد حسنين هيكل في احدى طلعاته على قناة الجزيرة في انه اطلع على مسودات مذكرات بريمر عند ناشرها البريطاني ، وفيها يؤكد بريمر بانه امر بحل الجيش استجابة لطلب اسرائيل منه . الا ان هذه الفقرة حذفة من المذكرات عند نشرها . بالعودة لمشروع شارون – ايتان الذي نشرته مجلة كيفونيم التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية تحت عنوان "استراتيجية اسرائيل في الثمانينات" . والتي تكشف توجهات اسرائيل والصهيونية العالمية لتفتيت وتقسيم الدول العربية الى دول صغيرة ومتناحرة ، كانت حصة العراق منها ، ثلاث دول . ويرى المشروع ان قوة الدولة العراقية تاتي من مصدرين هما الجيش والنفط ، لذلك فحل الجيش العراقي وتبديد اموال النفط سيضعف الدولة العراقية ويجعلها هشة امام مشروع التقسيم . ( ززززز ) . ذاك هو التاريخ الذي بدا به اعداء العراق بالتفكير بحل على الجيش العراقي والقضاء عليه .
ان حل الجيش العراقي ، لم ياتي فقط من الرغبة في التخلص من تهديده ومخاطره على الدولة العبرية ، بل لدوره في تحقيق الوحدة الوطنية ، كبوتقة لصهر ابناء العراق من المناطق المختلفة ، والانتماءات الدينية والطائفية والاثنية المختلفة ، ليتفاعل بعضعهم ببعض ، والغاء الغرابة التي يمكن ان يضفيها البعد والانعزال عن الاخر ، كما هو الغاء الصور النمطية المسبقة التي قد تكون تشكلت حيال الاخر بسبب عدم التفاعل معه او معرفته عن قرب . لذلك اصر قادته الاوائل ، ومؤسسي الدولة العراقية الحديثة على فرض قانون الخدمة الالزامية ، رغم معارضة دولة الانتداب بريطانيا العظمى على ذلك ، التي حركت تابعيها الصغار ليتصدوا للقانون ، ويثيروا مخاوف المواطنين منه .
كانت بريطانيا تريد جيشا صوريا ، على شاكلة قوات الشرطة ، لحفط الامن الداخلي ، مع عجز كامل عن الدفاع عن استقلال البلد ، وحمايته وحماية مواطنيه . لكن تشكيل الجيش وتوسيعه جاء ايضا كاستجابة للمطالبة الشعبية بذلك ، والزام دولة الانتداب ، والحكومة المشكلة من قبلها . مثل العراقيين حالة فريدة من امتزاج المشاعر والعواطف والارادات للمطالبة بتنمية قدرة العراق على الدفاع نفسه بنفسه . تجلى ذلك الموقف باحلى صوره بعد مهاجمة الاخوان الوهابين لعشائر مدينة الناصرية وقتل 694 شخصا من ابناء العشائر في ظاهر مدينة الناصرية . فتنادت الفعاليات والرموز الوطنية في النجف وكرلاء والموصل وبغداد والكاظمية لعقد مؤتمر في كربلاء للمطالبة بتولي العراقيين مهمة الدفاع عن اراضيهم ومواطنيهم . قاد الشيخ مهدي الخالصي في مظاهرة شعبية مجموعات من اهالي الكاظمية وبغداد للمسير في تظاهرة الى كربلاء، وقاد الشيخ عبد الوهاب النائب ومجموعة من مشايخ الطائفة السنية وفود بغداد والاعظمية . كما قاد مولود مخلص وسعيد ثابت وفود مدينة الموصل ، وقاد مولود مخلص وفود تكريت والشرقاط ، التي قدمت مضبطة للشيخ الخالصي من اهالي المدينتين يبدون فيه استعدادهم الكامل للدفاع عن اهل مدينة الناصرية بالمال والسلاح والرجال . كانت مظاهرة رائعة ارعبت قوات الاحتلال وسلطة الانتداب البريطانية ، فاوعزت لبعض من تابعيها من شيوخ العشائر لعقد مؤتمر مضاد في الحلة يطالب بعدم الاستجابة لنداء قادة العراق في مؤتمر كربلاء والمطالبة بتولي القوات البريطانية مهمة الدفاع عن العراق .
كان تاسيس الجيش ، كما قلنا ارادة شعبية ، واذا تكلمنا بلغة الطائفين اليوم ، كان ارادة شيعية ، بدا الدعوة لها مراجع الشيعة وعلمائهم ، وساندهم اخوتهم من مشايخ السنة . ولعل الاصرار على عقد المؤتمر في كربلاء، دلالة واضحة على ان تاسيس الجيش وتوسيعه كان ارادة وطنية تجاوز فيها الشعة والسنة خلافاتهم الطائفية لصالح قوة الوطن ورفعته ، وحمايته من اي خطر خارجي . وهذا ما يدحض الاكذوبة التي يروج لها انصار مشروع شارون – ايتان من ان تاسيس الجيش تم على اسس طائفية ، او كما يتطرقون للترويج لفكرة تقول ان الغاية من تشكيل الجيش هي قمع الشيعة ، وتطرف حامد البياتي في كتابه " شيعة العراق بين الطائفية والشبهات " الى تاكيد هذه المقولة من خلال حديثه عن تواجد قوات من الجيش في كربلاء في مواسم الزيارات ، بقصد فرض الامن والحفاظ على امن المواكب والزائرين ، اعتبرها دلالة على طائفية عبد السلام ، وسيطرة الطائفية على توجهات الجيش العراقي وقادته . ولايدري الانسان ماذا نسمي تواجد القوات العسكرية في المدن الشيعية المقدسة اوقات المناسبات الدينية في ظل الاحتلال الان ..!؟
ان الادعاء بان غالبية ضباط الجيش العراقي كانوا من ابناء السنة ، لايدعم ابدا الدعاوى الطائفية في توصيف الجيش العراقي بالطائفية ، لان هذه الظاهرة يمكن ان تحسب على تاخر ابناء الجنوب من الالتحاق بالمدارس الحكومية ، ووظائف الدولة بسبب تحرم مجتهديهم لذلك . كما لايمكن اغفال ظاهرة المحسوبية والواسطة في ذلك ، وعكوف الشيعة عن الانتماء للجيش يرجح كفة القبول لصالح ابناء المناطق السنية لوجود من يتوسط لهم ، لا على اساس شعور او احساس او انحياز طائفي ، لكن في العراق كغيره من دول العالم الثالث ، لم يصل التطور الاداري ، والوعي الوطني والمهني الى حد تجاوز المحسوبية والوساطة ، خاصة وان ضباط الجيش ينعمون بامتيازات يحسدهم عليها بقية موظفي الدولة .
وبهذه المناسبة اورد قصة كانت شائعة بين ضباط الجيش عن بعض الوزراء في احدى وزارات طاهر يحيى ، اعترض في اجتماع لمجلس الوزراء عن الامتيازات التي يتمتع بها الضباط . ترك طاهر يحيى الموضوع الى ما بعد فترة فقام بزيارة للقطعات العسكرية المرابطة في شمال العراق ، وتعمد مرافقة هؤلاء الوزراء الذين اعترضوا على امتيازات الضباط ، وفي احد المواقع العسكرية اصر على زيارة وحدة عسكرية متموضعة على قمة جبل ، وبعد بضعة امتار اشتكى هؤلاء الوزراء من عدم قدرتهم لمتابعة الصعود بسبب التعب الذي اصابهم . فذكرهم طاهر يحيى باعتراضهم على الامتيازات الممنوحة للضباط ، بان هذا الضابط يمكن ان يضطر للصعود والنزول عدة مرات في اليوم الواحد ، وانتم غير قادرين على التسلق للقمة ، وتطالبون بتخفيض رواتبهم. وبمناسبة الامتيازات يقال ان هناك اهزوجة انتشرت بين بنات بغداد اللواتي بسن الزواج " لو ملازم لو ما لازم " . فمتى يستعيد المتخاذلين من ضباطنا فرحة صبايانا.
ان اكثر انظمة الحكم تهمة بالطائفية كانت فترة الاخوين عارف ، وحكم البعث . الا انه دخل الكلية العسكرية كل طلاب الفرعي العلمي والادبي من الراغبين لدخول الكلية العسكرية من خريجي ثانوية الناصرية للاعوام 1965-1967 ، علي عبد الحسن ، وعبد الحسن شكاحي ، ويعقوب السيد كريم ، ورياض حميد حميدي ، ورياض علي زمام ، ومزهر موسى الحصونة ، وموسى عبد الزهرة الحسيني واثنان اخران لااتذكر اسمائهم الكاملة ، وكانوا جميعا من الشيعة باستثناء واحد منهم ، عرفت انه من سنة المدينة فقط في 2005 ، اي بعد معرفة شخصية من ايام الثانوية ثم الكلية تمتد لاكثر من اربعين عام . كما تم قبول ضباط من محافظات جنوبية اخرى لايمكن اخفاء انتمائهم الطائفي من اسمائهم ، مثل عبد الرضا الساعدي ، وعبد الاميرالربيعي ، وعبد الامير عبيس .في زمن حكم البعث تكاثر قبول من يرغب من الطلاب الشيعة في الكلية العسكرية بشكل ملحوظ جدا ، على الاقل في الدورتين 49، 50 ، وهي الدورات الاولى للبعث التي عايشتهما في خلال وجودي في الكلية ( كنت طالبا في الدورة 48 ) . في زمن البعث المتهم بالطائفية ، ايضا ، وصل الضباط الشيعة لاعلى المراتب في الجيش ، فكان الفريق اول سعدي طعمة الجبوري وزيرا للدفاع ، والفريق الركن عبد الواحد شنان ال رباط ، رئيسا لاركان الجيش .
قبل ذلك ، في العهد الملكي ، كان ناجي طالب ، الشيعي من اهالي الناصرية هو رئيس لجنة الضباط الاحرار في المراحل الاولى من تشكيلها ، قبل انتماء عبد الكريم قاسم لها ، الذي اصبح رئيس اللجنة بحكم القدم . فهو بنفس رتبة ناجي طالب لكنه يسبقه بسنة او اكثر بالحصول على الرتبة . اي ان الاصول العسكرية ما جعلته يتنازل عن قيادة مجموعات الضباط الاحرار .، وليس انتماءه الطائفي .
في حادثة حصلت معي في الكلية ، وانا مازلت بالصف المستجد ( الاول ) ، قام احد طلاب الدورة واعتقد ان اسمه محمد عبد الله ، بجمع الترب الموجودة في مسجد الكلية ، ورماها بالتواليت ، ورغم اني اعرف ان لاقيمة دينية ولاقدسية للتربة ، الا اني رفضت هذا العمل ورحت معاتبا الطالب على فعلته ، التي يمكن ان تنعكس على معنويات الطلاب الشيعة ، وحدثت ملاسنة بيني وبينه مما اضطرني لضربه ، فهرب الى غرفة عريف الفصيل الطالب عطا الله ايوب الذي جاء يريد معاقبتي مع نائب العريف الطالب امر حضيرتي عبد القادر العبيدي ( وزير الدفاع في حكومة الاحتلال الاخيرة ) ، رفضت ان تكون العقوبة فردية بل يجب ان تكون للاثنين انا واياه ، وبعد جدال اضطررت لدفع العريف عطا الذي اراد اجباري على الجلوس على كرسي الحلاقة ، فدفعته بقوة سقط على اثرها على الارض ، ادرك العريف اني سوف لن اتردد في ضربه ، وتلك مخالفة لاتغتفر . فاخذني لضابط الخفر طالب السامرائي ، وعندما استدعاني الضابط قلت له صراحة لماذا ضربت محمد ولماذا رفضت عقوبة العريف ، ورغم ان النقيب طالب كان معروفا بطيبة قلبه ووساخة لسانه ، اجاب بهدوء واحترام غير معهود " روح للقاعة ، وانضبط ، وبعد لاتسوي مشاكل " موقف لم اصدقه لاني كنت احسب حسابات السجن او الحرمان اذن لفترة لاتقل عن اربع اسابيع ، فما فعلته وانا الطالب المستجد كان مخالفة كبيرة . لم يقتنع لاعريف الفصيل ولا امر الحضيرة بموقف ضابط الخفر فشكاني العريف في اليوم التالي لامر الفصيل الملازم الاول نبيل خليل سعيد ، وهو معروف بشدته في العقوبات ، والتزامه بالضبط . وفي ايعاز الانصراف من التدريب اشر الملازم اول نبيل لاسمي بالبقاء ثابتا. وادركت ان العقوبة هذه المرة ستكون اشد ، والاربع اسابيع حرمان الاذن اصبحت محتومة .
سالني ما المشكلة ، فسردتها بالتفصيل ، واستغربت انه لم يجب بغير " زين ، بعد لاتسوي مشاكل ، انصرف " . ان الحادث لم يؤثر على علاقاتي بزملائي واصدقائي من الطلاب السنة ، حسن ندا ، خليل ابراهيم حسين ، اثمار عبد الوهاب ، هيثم احمد حسن ، مصلح ( من الموصل ) ، وعلي فكري ( دورة 47) وغيرهم ، بقيت علاقتي طيبة بالكل طيلة فترة الكلية وما بعد التخرج حتى ما بعد احالتي على التقاعد مبكرا ،وحتى امر الحضيرة عبد القادر او عريف الفصيل ، لم اشعر ان الحادثة اثرت على علاقتي بهم ، مرت وانتهت بوقتها كحالة اخلال بالضبط . الا ان كل من ابن مديني عادل الدبوس ، وموفق كاظم ( من الكاظمية ) ، قاطعوني ، وكانوا يتجنبوا الحديث معي امام الطلاب . بدأ موفق رغم انه لم يكن متدينا ، يذهب الى المسجد ليصلي متكتفا ، للتظاهر بانه سني ..
اغرب ما قرات ، مما كتبه احد الضباط الشيعة عن الطائفية في الجيش ، خصص ما يقارب الصفحة للحديث عن طائفية الملازم الاول نبيل خليل سعيد . كيف ..!؟ انا افسرها حسدا لان الملازم الاول ( لواء فيما بعد ) نبيل كان من الضباط المعروفين بانضباطه، واناقته ، اضافة لخبرته ومعلوماته العسكرية التي اهلته لان يكون مدرسا في الكلية العسكرية لفترة طويلة ، وباستحقاق
بعد التخرج ، تم تعيني معاون امر سرية مغاوير المثنى في قوات مغاوير الفرقة الخامسة ، قضيت الاشهر الثمان الاولى في الاردن ، كانت سريتي ، القطعة العسكرية الوحيدة من قوات مغاوير الفرقة الخامسة ، تعمل بامرة اللواء 23 ، بقيادة العقيد الركن سالم احمد زيتو ، الذي كان مدرسي بدرس التعبئة في الصف المتوسط ( الثاني ) ، وتعلمت منه الكثير من القيم والاخلاق العسكرية . كان غالبية ضباط اللواء من مدينة الموصل ، لم المس من اي منهم ولا حتى بالاشارة او التلميح ما يمكن ان يحسب على الميول الطائفية . بعدها عدت لمقر الفرقة في السليمانية ، ومن بين 15-17 ضابطا في موقع حامية السليمانية ، حيث مقر القوات ، كنت و الملازم اول (في حينها) عبد الامير الربيعي من العمارة ، من الشيعة ، بامرة النقيب عبد الرؤوف رشيد الكردي ، وضابط الاعاشة كان مسيحيا ، عشنا جميعا كعائلة واحدة ، يدعم ويساعد بعضنا بعض ،وكان اقرب اصدقائي المرحوم الملازم الاول الشهيد موسى احمد الرحيم ، كان معروف بتدينه فهو شيخ القوات وفقيهها ، والملازم الاول محمود مناور العاني ، والملازم الاول طالب النعيمي ، لقيت من ضباط القوات جميعا من العناية والاهتمام ما لايوصف ، باعتباري حديث التخرج ، وصغير السن بعمر 20-21 سنة.
ذلك هو جيشنا البطل ، بضباطه الاشاوس ، كانت المهنية والحرفية هي ما يحدد سلوكهم ، داخل وحداتهم ،متراحمين فيما بينهم .
في ذكرى جيش العروبة ، ويكفيه فخرا انه خاض حربا عالمية ، وواجه قوات لاكثر من ثلاثين دولة ، وخافت مواجهته منفردة اعتى قوة عسكرية في تاريخ العالم . اقول حربا عالمية ، وانا اعني الكلمة بدون مبالغة ، فما سموه بالحروب العالمية الاولى والثانية ، كانت بالحقيقة حربا بين قوات اوربية باستثناء اميركا واليابان ، ولا يصل عدد الجيوش المشاركة لعددها في الحرب على العراق الاولى في 1991 ، والثانية في 2003.
اقول بهذه الذكرى مذكرا الضباط من خريجي الدورة 46 فما فوق ، انهم اقسموا في التخرج اضافة للقسم العسكري ، الولاء للوطن ، والامتناع عن الخيانة ، كمااقسموا بالولاء لحزب البعث " اقسم بالله العظيم ، وبكتابه الكريم ، واقسم بشرفي ومقدساتي ان ادافع عن بلدي العراق ، وان لااخون ..... واقسم بالله العظيم ، وبكتابه الكريم ، كما اقسم بشرفي ومقدساتي ، ان اكون وفيا لمبادئ ثورة 17-30 تموز ...." .
بالمناسبة ، امتنعت والمرحوم الشهيد النقيب عماد فالح البلداوي ، عن اداءالقسم وحضور الاستعراض، تهربنا بدعوى الاصابة بالاسهال الشديد ، واذا كانت وثائق طبابة الكلية العسكرية محفوظة تشهد لنا بذلك لانا كنا على صلة بتنظيم شكله المرحوم فؤاد الركابي حديثا من سجنه باسم الحزب الاشتراكي العربي الموحد . ووجدناها كبيرة ان نقسم ونحن غير مخلصين لنظام البعث .
لكن ماذا يقول الان من اقسم بالله وكتابه وشرفه ومقدساته ، ويخدم في قوات تحت اشراف الاحتلال..!؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.