بالرقم القومي.. 3 طرق للاستعلام عن لجنتك في انتخابات مجلس النواب 2025    سعر الدولار الآن أمام الجنيه في البنك المركزي والبنوك قبل بداية تعاملات الإثنين 10 نوفمبر 2025    ارتفاع أسعار النفط مدعومًا بتفاؤل بإعادة فتح الحكومة الأمريكية    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع قانون تمويل الحكومة لإنهاء الإغلاق الحكومى    خبير أمريكي يتوقع التخلص من زيلينسكي قبل عيد الميلاد    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    لجنة المرأة بنقابة الصحفيين تصدر دليلًا إرشاديًا لتغطية الانتخابات البرلمانية    فقدان 200 شخص في غرق قارب مهاجرين قبالة السواحل الماليزية    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب    هاني رمزي: تجاهل زيزو لمصافحة نائب رئيس نادي الزمالك «لقطة ملهاش لازمة»    وزير المالية: بعثة صندوق النقد تصل قريبًا ومؤشراتنا مطمئنة    «طلعوا الشتوى».. تحذير شديد بشأن حالة الطقس: استعدوا ل منخفض جوى بارد    نقل محمد صبحي للعناية المركزة بعد إغماء مفاجئ.. والفنان يستعيد وعيه تدريجيًا    وزير الاستثمار: 16 مليار دولار حجم التجارة مع الصين.. ولدينا 46 شركة تعمل في مصر    الزراعة: تحصينات الحمي القلاعية تحقق نجاحًا بنسبة 100%    «محدش كان يعرفك وعملنالك سعر».. قناة الزمالك تفتح النار على زيزو بعد تصرفه مع هشام نصر    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    حدث ليلا.. مواجهات وملفات ساخنة حول العالم (فيديو)    شيري عادل: «بتكسف لما بتفرج على نفسي في أي مسلسل»    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    عدسة نانوية ثورية ابتكار روسي بديل للأشعة السينية في الطب    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    اليوم.. العرض الخاص لفيلم «السلم والثعبان 2» بحضور أبطال العمل    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    «الكهرباء»: تركيب 2 مليون عداد كودي لمواجهة سرقة التيار وتحسين جودة الخدمة    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    وفد أمريكي يعلن من بيروت استعداده للمساعدة في نزع سلاح حزب الله    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    «لاعيبة لا تستحق قميص الزمالك».. ميدو يفتح النار على مسؤولي القلعة البيضاء    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العقلانيه
نشر في شباب مصر يوم 04 - 01 - 2011


التعريف :
العقلانية مذهب فكري يزعم أنه يمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق الاستدلال العقلي بدون الاستناد إلى الوحي الإلهي أو التجربة البشرية وكذلك يرى إخضاع كل شيء في الوجود للعقل لإثباته أو نفيه أو تحديد خصائصه.
ويحاول المذهب إثبات وجود الأفكار في عقل الإنسان قبل أن يستمدها من التجربة العملية الحياتية أي أن الإدراك العقلي المجرد سابق على الإدراك المادي المجسد.
العقلانية مذهب قديم جديد بنفس الوقت. برز في الفلسفة اليونانية على يد سقراط وأرسطو، وبرز في الفلسفة الحديثة والمعاصرة على أيدي فلاسفة أثَّروا كثيراً في الفكر البشري أمثال: ديكارت وليبنتز وسبينوزا وغيرهم.
وفي المجتمع الإسلامي نجد المعتزلة تقترب من العقلانية جزئيًّا، إذ اعتمدوا على العقل وجعلوه أساس تفكيرهم ودفعهم هذا المنهج إلى تأويل النصوص من الكتاب والسنة التي تخالف رأيهم. ولعل أهم مقولة لهم قولهم بسلطة العقل وقدرته على معرفة الحسن والقبيح ولو لم يرد بها شيء. ونقل المعتزلة الدين إلى مجموعة وقد فنَّد علماء الإسلام آراء المعتزلة في عصرهم، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل ثم جاء بعد ذلك ابن تيمية وردَّ عليهم ردًّا قويًّا في كتابه درء تعارض العقل والنقل وبيّن أن صريح العقل لا يمكن أن يكون مخالفاً لصحيح النقل. وهناك من يحاول اليوم إحياء فكر المعتزلة إذ يعدونهم أهل الحرية الفكرية في الإسلام، ولا يخفى ما وراء هذه الدعوة من حرب على العقيدة الإسلامية الصحيحة، وإن لبست ثوب التجديد في الإسلام أحياناً.
من القضايا العقلية والبراهين المنطقية وذلك لتأثرهم بالفلسفة اليونانية.
رينيه ديكارت 1596 – 1650م فيلسوف فرنسي اعتمد المنهج العقلي لإثبات الوجود عامة ووجود الله على وجه أخص وذلك من مقدمة واحدة عُدت من الناحية العقلية غير قابلة للشك وهي: "أنا أفكر فأنا إذن موجود".
ليبنتز: 1646 – 1716م فيلسوف ألماني، قال بأن كل موجود حي وليس بين الموجودات مِنْ تفاوت في الحياة إلا بالدرجة – درجة تميز الإدراك – والدرجات أربع: مطلق الحي أي ما يسمى جماداً، والنبات فالحيوان فالإنسان.
وفي المجتمع الإسلامي نجد المعتزلة تقترب من العقلانية جزئيًّا، إذ اعتمدوا على العقل وجعلوه أساس تفكيرهم ودفعهم هذا المنهج إلى تأويل النصوص من الكتاب والسنة التي تخالف رأيهم. ولعل أهم مقولة لهم قولهم بسلطة العقل وقدرته على معرفة الحسن والقبيح ولو لم يرد بها شيء. ونقل المعتزلة الدين إلى مجموعة من القضايا العقلية والبراهين المنطقية وذلك لتأثرهم بالفلسفةاليونانية.
العقائد والأفكار:
تعتمد العقلانية على عدد من المبادئ الأساسية هي:
العقل لا الوحي هو المرجع الوحيد في تفسير كل شيء في الوجود.
يمكن الوصول إلى المعرفة عن طريق الاستدلال العقلي وبدون لجوء إلى أية مقدمات تجريبية.
عدم الإيمان بالمعجزات أو خوارق العادات
العقائد الدينية ينبغي أن تختبر بمعيار عقلي.
الجذور الفكرية والعقائدية:
كانت العقلانية اليونانية لوناً من عبادة العقل وتأليهه وإعطائه حجماً أكبر بكثير من حقيقته. كما كانت في الوقت نفسه لوناً من تحويل الوجد إلى قضايا تجريدية.
وفي القرون الوسطى سيطرت الكنيسة على الفلسفة الأوروبية، حيث سخَّرت العقل لإخراج تحريفها للوحي الإلهي في فلسفة عقلية مسلَّمة لا يقبل مناقشتها.
وفي ظل الإرهاب الفكري الذي مارسته الكنيسة انكمش نشاط العقل الأوروبي، وانحصر فيما تمليه الكنيسة والمجامع المقدسة، واستمرت على ذلك عشرة قرون.
وفي عصر النهضة، ونتيجة احتكاك أوروبا بالمسلمين – في الحروب الصليبية والاتصال بمراكز الثقافة في الأندلس وصقلية والشمال الإفريقي – أصبح العقل الأوربي في شوق شديد لاسترداد حريته في التفكير، ولكنه عاد إلى الجاهلية الإغريقية ونفر من الدين الكنسي، وسخَّر العقل(*) للبعد عن الله، وأصبح التفكير الحر معناه الإلحاد، وذلك أن التفكير الديني معناه عندهم الخضوع للفقيد الذي قيدت به الكنيسة العقل وحجرت عليه أن يفكر.
العقلانية مذهب فكري فلسفي يزعم أن الاستدلال العقلي هو الطريق الوحيد للوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود، بدون الاستناد إلى الوحي الإلهي أو التجربة البشرية، وأنه لا مجال للإيمان بالمعجزات أو خوارق العادات، كما أن العقائد الدينية يمكن، بل ينبغي أن تختبر بمعيار عقلي، وهنا تكمن علله التي تجعله مناوئاً ليس فقط للفكر الإسلامي، بل أيضاً لكل دين سماوي صحيح.
وقد فنَّد علماء الإسلام آراء المعتزلة في عصرهم، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل ثم جاء بعد ذلك ابن تيمية وردَّ عليهم ردًّا قويًّا في كتابه درء تعارض العقل والنقل وبيّن أن صريح العقل لا يمكن أن يكون مخالفاً لصحيح النقل. وهناك من يحاول اليوم إحياء فكر المعتزلة إذ يعدونهم أهل الحرية الفكرية في الإسلام، ولا يخفى ما وراء هذه الدعوة من حرب على العقيدة الإسلامية الصحيحة، وإن لبست ثوب التجديد في الإسلام أحياناً.
إن الحديث عن الاتجاهات العقلانية الحديثة، يمثل قضية من أهم قضايا الساعة في العالم الإسلامي، الذي بدأ يدرك أهمية وضرورة الرجوع إلى الإسلام، دين الله الذي ارتضاه لعباده، ودين الدولة ودين البشرية، بعد معاناة وتجارب طويلة، وقع فيها المسلمون في أوضار البدع ومتاهات الفرق، وفي متاهات التقليد الأعمى والتبعية الذليلة للغرب، والولاء لغير دين الله.
كما ظهرت في الساحة الإسلامية اتجاهات تحمل شعار الدعوة، تنزع إلى العقلانية والعصرانية والتجديد بمفهوم غريب ومريب، يستهدف التخلي عن منهج السلف بدعوى المعاصرة، والتحرر من القديم، وهذا لعمر الله اتباع لغير سبيل المؤمنين، وفي ظل ذلك ندرك ما لتصحيح العقيدة وسلامتها من أهمية، في توجيه بوادر اليقظة الإسلامية واعتصامها بها.
والمهم هنا أن نعلم أن العقلانية في الاصطلاح هي: القول بأولية العقل في الحكم على الأشياء وتقديمه على غيره، وحري بنا أن نعلم أن العقلانية تطلق في المصطلح الإسلامي، على أولئك الذين يجوزون تقديم العقل على النقل، وعلى نصوص الشرع، خاصة في أمور العقيدة والغيب، والعقلانيون صنفان: المتكلمون من الفلاسفة والجهمية والمعتزلة، والصنف الثاني, وهم محل البحث: أصحاب الاتجاهات العقلانية الحديثة، وهم من مشارب شتى، بعضهم امتداد للقديمة، وبعضها مقلد للاتجاهات الغربية. والتعريف الجامع للعقلانية المعاصرة هو أنها: الاتجاهات التي تقدم العقل على النقل، وتجعل العقل مصدرًا من مصادر الدين، ومحكمًا في النصوص.
آراء المدرسة العقلانية الحديثة في الدين ونشأته والتوحيد عبر التاريخ البشري، فبين أن أكثر الاتجاهات العقلانية والفكرية في العالم الإسلامي، تذهب في نشأة الدين وعقيدة التوحيد، وتاريخهما في الحياة الإنسانية، مذاهب شتى أكثرها ينافي ما جاء صريحًا في القرآن الكريم متابعة للنظريات الغربية التي ظهرت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي، وخلاصة ما تذهب إليه هذه الاتجاهات: (أن الإنسان في الأرض بدأ حياته همجيًا ساذجًا بدائيًا، في تدينه وفكره وعقله، ومن ثم فهو لم يعرف الدين إلا بعد أحقاب طويله، ثم تطور عقله وفكره مع تطور معيشته، حتى تولدت عنده فكره التدين دون تمييز واضح أو تعليم خارجي، ثم بدأ الإنسان في التدين وثنيًا يعبد ما حوله... إلخ)، وهذا يبين تخبطهم وجهلهم أو تجاهلهم لما أنزل الله من الحق والهدى، وقد بين الله في كتابه ،أنه خلق الناس على الفطرة، وأنه ما من أمه إلا خلا فيها نذير.
أما عن رأي المدرسة العقلية في الوحي والقرآن الكريم، فقد اتضح لنا هنا، أنه لما كانت الرسالات والنبوات والأديان والكتب السماوية، إنما تستمد قداستها من كونها وحي من الله تعالى لرسله، ومن ثم أمر الله المؤمنين أن يؤمنوا بجميع كتبه ورسله دون تفريق، لهذا كله حاول المشركون والمنافقون والمرتابون في القديم والحديث التكذيب وإثارة الشبهات حول الوحي والقرآن الكريم والسنة بكل وسيلة.
وكان ذلك لزعمهم أنهم بمقدورهم إذا فعلوا ذلك أن يفرقوا بين الله ورسوله، وعباده المؤمنين، وأن يقطعوا صلة المسلمين بالله تعالى، وبكتابه الكريم وسنة رسوله المطهرة.
• منهج المدرسة العقلانية الحديثة في دراسة الإسلام إجمالًا: ونقصد بالمنهج: الطريقة أو الأسلوب الذي سلكته المدرسة العقلية في معالجة الموضوعات والأصول، ومن ذلك يتبين لنا أن المدرسة العقلانية الحديثة، إنما سلكت في منهجها وأسلوبها في دراسة الإسلام وفي الحكم عليه عقيدة وشريعة طرقًا معوجة وملتوية؛ وذلك أنها تجاهلت الأدلة الشرعية، فأعرضت عن الاستدلال بنصوص القرآن والسنة، وإذا استدلت بهما كانت طريقتها في الاستدلال غير سليمة وغير علمية؛ لأنها تأخذ ما يوافقها فقط وتدع الباقي، أما عن مصادرها فيكفي أن نعلم أنها تستقي وتتلقى المعلومات عن الإسلام من المصادر الأجنبية أكثر من المصادر الإسلامية نفسها.
أما عن أصول المنهج العقلاني ومرتكزاته تجاه الإسلام في العصر الحديث، فهي كالتالي: (تقديم العقل والأهواء على نصوص الشرع، الإنكار والتشكيك والتحريف والتأويل في أصول العقيدة وأدلتها، الانحراف في الاستدلال، والتلقي من غير المصادر الإسلامية، التنكر للعلوم الشرعية، إبراز الجوانب السلبية في تاريخ الإسلام، تقديس العلم المادي الحديث (النظريات الغربية)، الإشادة بالحياة الغربية والحكم على الإسلام من خلالها، عدم التمييز أو المفاضلة بين المسلمين وغير المسلمين (ضعف الولاء)، تبني الطرح العلماني أو بعضه، الاهتمام بعمارة الحياة الدنيا والغفلة عن الآخرة).
• أهداف المدرسة العقلانية الحديثة: وقد بين لنا الدكتور في هذا المحور الهام، أن المتتبع لجهود الاتجاهات العقلية الحديثة يدرك بوضوح، أن هناك أهدافًا وغايات عامة تلتقي عليها سائر الاتجاهات في المدرسة العقلانية الحديثة، وقد تنفرد بعض الاتجاهات العقلانية وبعض الأفراد بأهداف وغايات خاصة، فمن الأهداف المشتركة بينهم إجمالًا: (العمل على فصل الدين عن الحياة، محاولة إخضاع الإسلام عقيدة وشريعة لمسايرة الحياة الغربية الراهنة، العمل على إلغاء الفوارق العقائدية والمذهبية بين الأديان والفرق والمذاهب، تحت شعارات التقريب بين الأديان والمذاهب، الوقوف في وجه أهل السنة والحيلولة دون نشر السنة وانتشارها بدعوى أنها تمثل مرحلة الجمود، إبطال الجهاد في سبيل الله ونصرة الإسلام واعتباره مرحلة تاريخية انتهت، تعطيل الحدود بدعوى أنها لا تلائم العصر.
سمات المدرسة العقلية الحديثة: أما عن سمات المدرسة:
- الجهل بالعقيدة والشريعة الإسلامية وأدلتها وأهميتها، والجهل بالتبعة التي تترتب على مخالفتها.
- التلبيس والمكر والخداع في عرض مبادئهم وأفكارهم المنحرفة وآرائهم الشاذة، وإلباسها الصبغة الشرعية.
- ضعف الالتزام بأصول الإسلام وأحكامه وأخلاقه وسننه، والتذمر من التكاليف الشرعية.
- الإشادة بالحياة الغربية، والأفكار والمفاهيم والمعارف وأنماط السلوك في الغرب.
- البعد عن المصطلحات الشرعية والمفاهيم الإسلامية الأصيلة، والاستعاضة عنها بقيم ومصطلحات ومفاهيم غربية.
- اتباع الأهواء في مواقفهم وآرائهم في الدين والتدين، والسنة وأهلها.
• أثر المفاهيم العقلانية فيما يسمى بالفكر الإسلامي الحديث: وما يقصده الدكتور ناصر بن عبد الكريم هنا بالفكر الإسلامي الحديث: تلك البحوث والمؤلفات والكتابات والأفكار، التي قام بها علماء ومفكرون ومثقفون مسلمون، وبأسلوب معاصر.
ما يسمى بالفكر الإسلامي الحديث، قد تأثر بالدراسات والمفاهيم والمصطلحات والأفكار العقلانية بعض التأثر، وخاصة في الشكليات والمصطلحات والأساليب، أي: أنه لم يتأثر بالأصول والأهداف إلا نادرًا.
يقصد بالعقلانية القدرة على استخدام العقل بصورة صحيحة في فهم المجتمع وحل مشاكله بمختلف اشكالها، فالعقل الذي يعد قائد الانسان ، ومقرر نجاحه وفشله وارتقائه وتراجعه ، وهوعبارة عن قدرة انتجها الدماغ اثناء تطوره الى الامام في مناخ التحديات والازمات الوجودية «التعرض للموت» ، فاضطر الانسان البدائي الى تحريك دماغه شبه النائم وايقاظ خلايا منه واستخدامها ، وبذلك اخذ يخترع الاشياء ويصوغ الافكار الى ان توصل الى بلورة (قيم) وقواعد سلوك اجتماعية وفكرية وقانونية ، وهذه الحصيلة التقدمية التي ميزت الانسان عن بقية الحيوان هي ثمرة ولادة العقل من الدماغ .
إذن العقلانية استناداً الى ذلك هي استخدام العقل وثمراته «القيم والقواعد» اثناء السعي لتحسين شروط حياة الانسان وبالاخص ايجاد حلول مفيدة وبناءة للمشاكل التي تواجهه ، والحكمة هي من اهم نتاجات العقل ، فهي ثمرة تجارب طويلة ربما تعود لآلاف السنين ، تعلم الانسان خلالها الخطأ والصواب واكتشف بواعث الشرور والصراعات وتوصل من خلال كل ذلك الى طرق واساليب وقواعد تساعده على حل مشاكله بطريقة ايجابية تقلل الضرر وتزيد الفائدة ، لكنها اي الحكمة تتضمن عماداً لثباتها يعرفه الجميع وهو انه ليس من الحكمة تجاهل حق الآخر وايذائه اذ لابد من الاعتراف بحقه وضمان حصوله عليه اذا اردنا للمجتمع ان يستقر وتقل فيه المشاكل.
كما ان الحكمة تقوم على عماد آخر وهو تجنب الحماقة وتكرار ارتكاب الاخطاء التي قد تكون مميتة ، والتي ارتكبها اخرون ، عن طريق تذكر ما حصل لمن سبقنا اومازال يعيش معنا وتجنب اخطائه ، من جهة ، واستخدام الخيارات التي ساعدته على النجاح ، من جهة ثانية ، بفضل حكمة العقل انفصل حيوان اسميناه ب(الانسان) عن عالم الحيوان ، وصار سيداً عليه وعلى الكرة الارضية رغم بقاء قواسم مشتركة بين كل المخلوقات اهمها الحفاظ على النوع .
لكن الحفاظ على النوع بعد بروز العقل ونتاجه العقلانية ، اصبحت وسائله مختلفة بين الانسان والحيوان فلئن بقي الحيوان يعتمد على دماغ يفكر بصورة ميكانيكية وانعكاسية ، اي ينشط فقط لضمان الغذاء والبقاء ، فإن الانسان تأنسن، اي صار انساناً بعد ان تطور دماغه وانتج العقل الذي ينطوي في جوهر بنائه على الخير مثلما ينطوي على الشر، وذلك بفضل اخطر خصائصه القدرة على عقلنة الشيء ونقيضه.
العقلنة هي عملية جعل الشيء مقبولاً بعد عملية تفكير وتحليل ، بالاعتماد على ملكة العقلانية ، فأنت حين تفكر بعمل تقول بعد تأمل انه (عمل شرير) ، لأنك لاحظت آثاره السلبية عليك او على غيرك لكنك ربما تكتشف ان هذا العمل الشرير ليس كذلك على وجه الاطلاق ، فربما هو عمل خير اذا اخذته من زوايا اخرى جديدة ، او اذا اردت معرفة رأي طرف آخر فيه ، والمثال على ذلك هو قطع اشجار الغابة للاستفادة من اشجارها في التدفئة او البناء او صنع الاثاث ، فمن يقوم بذلك يحصل على فائدة وهي الدفء في جو بارد او بناء بيت او صنع أثاث ، لكن شخصاً آخريفكر في مستقبل الكرة الارضية يرى ان قطع الاشجار بصورة عشوائية يؤدي الى الاضرار بالبيئة وت غييرها مما يؤدي الى بروز آثارسلبية ومدمرة ، والنقاش حول قطع اخشاب «غابات الامازون» مثال واضح على مخاطر هذا العمل بل ان نفس الشخص حينما يستمع للرأي المضاد يصل الى نفس الاستنتاج : ان قطع الاشجار الفوضوي سيؤدي الى الخراب.
هنا نلاحظ ان العقلانية قد استخدمت لاكتشاف قانون طبيعي واجتماعي وهو قانون النسبية فكل شيء نسبي تبعاً لمن ينظر اليه ، وهذا الاكتشاف صحيح ومهم جداً على الصعيدين العلمي والاجتماعي ، لكنه مهد الطريق لتكييف الاشياء والاوضاع لخدمة هدف معين وليس لتقرير حقيقة والاعتراف بها فقط ، فالعقل الجبار بطاقاته التي صنعت العقلانية هو ذاته من انجب العقلنة ، والعقلنة تعني جعل الشيء معقولاً ومقبولاً بعد اجراء محاكمة منطقية تعتمد على قواعد العقلانية ، وحتى لو كان خاطئاً اومضراً لذات الشخص او لغيره ، واهم قانون ساعد على اطلاق عقال العقلنة وجعلها أداة تكييف مشروع او غير مشروع هو «قانون النسبية» ، فما دام كل شيء نسبي فبالإمكان ايجاد تفسيرات وتسوي غات متناقضة لحالة واحدة ، وهنا تبرز ام الخبائث في الانسان .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.