لست من قمة المجد اكتب ، ولا من حريتى استنكر ، ولا من غزارة علمى احلل الواقع وأفسره ، ولكن دعنى اتصالح مع نفسى ، لتأخذ من كلماتى ما يكفيها ولكى تشبع ، رؤيتى عن ما يدور بداخلك أنك تعرف ولكنك لاتعلم ، تريد الكثير وتتغير اتجاهاتك حينما تتاح لك الظروف ، تسرق ما يدور فى مخيلتى وتلوح به امامى ، ما ظنك أتتباهى بقوتك وقدرتك ؟_يكفينى أننى لست مجرما ، ولم يشهد التاريخ يوما أنى مجرما ، لم أكن فى موضع شك بين النقاد على مائدة البرامج فيما بعد، سيكتب عنى التاريخ بالحبر السرى ، لا تظهرنى أحبار الأقلام ، لن أكون مادة حلوه يتهافت عليها الكتاب ومن ثم القراء ، سينسانى التاريخ بعدما أسكن باطن الأرض ، من تذكرنى بعدها ومن يذكرنى ؟ علها زوجتى وفى حجرة نومى وحجرة الضيوف ستضع لى صورة دائما ما ابتسم فيها ، وتنظر لى بكثرة فى بداية رحيلى ، وبعدها حتما ستلفت لأمور أخرى ، أيضا سيذكرنى صديق أو تذكرنى صديقه ، أو قريب ، أتعرف لما أنا سقت هذه العبارات بين كلماتى وما أكتب ؟ أريد أن أبكى _تعودت البكاء _ تعودت أن أذكر نفسى _ أتريد أن اخبرك بما يدور فى صدرى _ ما يدور فى صدرى أننى بالموت حتما سأنسى وفى حياتى كذلك _ فقدت كل شئ _ حتى صوتى فقدته ، لا لم افقده بل إنه سلب منى _ سلب صوتى كما شأنها حريتى وحياتى ومكانى ووطنى وحقى _ بات الصراع وأصبح وأنا أنتظر ذاك المعيد لامالى ، انتظره قبل الموت ، ولكنى إن مت من سيحكى له ؟ إلا كلماتى وما أكتب _ هل يعرف أنى أنتظره كى يعيد لى مجدى وما خلقت ، كى يعيد لى حب الوطن وكيف احب بلادى ، كى يعيد لى نعمة الاستقرار ويمنع عنى هم الغربه والالام السفر والبعاد ، كى يحمينى ويحمى عقيدتى ، ويعلمنى كيف أطعم نفسى وأواجه الغلاء والمرض والفتن ، كى يمنحنى حرية الاختيار ولغة التفاهم والحوار والنقد ، يزيل عنى الخوف ، اريده كى أنام ليلة بلا أحلام مزعجه ، يرفع قامتى التى طالت الارض ، يعيد لى شرف شهادتى وعروبتى وديانتى ، والله لا أنكر عليه اريده كى أقترب من زوجتى وقد فرقت بينى وبينها الظروف ، ثلاثون يوما رأيتها وجلست معها وتشبهت بذوى النعم ، وفى المقابل سنتين لم أراها ، وعندما أغامر برؤيتها أتذكر المستقبل وماذا أعمل عندما أعود الى بلادى ، صارت حقوقى إن فكرت فى التنعم بها مغامره ، هل تحس ما احس به ؟ بالله عليك أبكتك الظروف مرة فى حياتك ، أحسست بالوحده ، وألم البعاد والفراق ، إلى من يوهموننى بأنهم ملائكة الرحمن فى الارض أن صراعهم من أجلى هل تعيدو لى كل ما ذكرت ؟ والله أنا لا اريد برلمانا ولا حكومة ولا رئيسا بقدر ما أريد نفسى _ نفسى وحياتى ومستقبلى وأمنى وإستقرارى _ لاتحتاج مطالبى قوانين تبرم وتطبق ويعمل بها ، بل إنها حقى ، ومن أنكر حقى ، إستحق الموت بدلا منى . أعتذر لم أكن أعى ما كتبت ولكنى كتبت.