تعيش بلادنا الحبيبة تحت نير حالة الطوارئ منذ يوم اغتيال الرئيس السادات حتى يومنا هذا . بل ان الحكومة تفكر فى مد هذة الحالة 3 سنوات أخرى . ولقد أثرت الاجراءات المصاحبة لحالة الطوارئ على المجتمع تأثيرا فظيعا شديدا فى كل المجالات . وجعلت الشعب خلال هذة الفترة شعبا جبانا رعديدا متخاذلا ويخاف أن يتكلم فى أمور السياسة حتى لا يتعرض للاعتقال والتعذيب والتنكيل والتهديد . وأحد القطاعات الهامة التى تأثرت بحالة الطوارئ هى البحث العلمى والاكتشافات التى تعتبر مقياس تقدم الأمة وازدهارها . وهنا فى مصر أثرت حالة الطوارئ فى نفوس جميع أفراد الشعب بما فيهم العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات وهم رواد البحث العلمى . بل حدثت اعتقالات فى صفوف العلماء أيضا مثل غيرهم من أبناء الشعب المقهور . وكل ذلك بالطبع ساهم فى تطفيش العلماء والباحثين الجادين وسفرهم الى الخارج بحثا عن فرصة أفضل . فلو كان الجو آمنا لانتعشت الأبحاث والاختراعات وحدثت طفرة فى التقدم والرفاهية سواء فى الجانب العلمى أو الاقتصادى او المالى ولتقدمت مصر وأعادت مجدها القديم واعادت معها الطيور المهاجرة للاستفادة من عقولهم ونبوغهم . بدلا من أن يحلم كل باحث أن يكمل حياتة فى الخارج ولقد وصلت مصر الى درجة من التخلف أقر بها الاعداء قبل الأصدقاء . وأقر بها الأصدقاء قبل الأشقاء . وأقر بها الأشقاء قبل الأبناء طب الأطفال ]د كامل محمد محمد استشارى الطب الارتقائى بمستشفى المطرية وحاصل على دكتوراة فى الطفولة الطبية يقول : ان حالة الطوارئ أثرت على البحث العلمى تأثيرا شديدا بسبب أن ميزانية الأمن العالية قد أضرت بكل القطاعات وأهمها البحث العلمى وتطبيقاتة وأن ميزانية البحث العلمى فى الدول الأخرى أضعاف ميزانيتة فى مصر . ويوضح أن ذلك دفع العديد من العلماء للهجرة والسفر الى خارج مصر للحصول على فرصتهم فى الارتقاء بعلمهم ومنهم أطباء الأطفال . منددا بمستوى طب الأطفال فى مصر ولجوء معظم الأطباء كبارا وصغارا الى كتابة أدوية معينة قديمة منتشرة فى الأسواق أو أدوية جديدة تنشرها شركات معينة لجلب ربح أكبر دون الرجوع الى جدواها بسبب ضعف البحث العلمى هنا فى مجال دواء الاطفال . وطالب الأطباء باستمرار الاطلاع والبحث ولو على نفقاتهم الخاصة لدراسة متأنية أكثر فى علم أدوية الأطفال لإعطاء كل طفل الدواء المناسب لة تماما محذرا من كتابة عريظة طويلة من الأدوية التى قد تضر بالطفل وتكون مضادة لبعضها مما يضر بالطفل خاصة إن كان رضيعا ومتعجبا من ضعف البحث العلمى فى مجال علاج الرضع أمل هذا الوطن فى الغد ويشير إلى ضرورة تخصيص ميزانية كبيرة أكبر من الموجودة بكثيرفى مجال بحوث علاج الأطفال لانقاذهم من الوضع المذرى المستشرى فى المستشفيات الخاصة والعامة سواء بسواء ولافتا إنتباهنا الى وفاة العديد من الرضع بسبب إلاهمال والتشخيص البدائى الناتج عن قلة البحث العلمى الخاص بعلم الاطفال الإسهام الكبير ويقول الأستاذ الدكتور عصام حشيش الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة ورئيس شعبة الهوائيات فى قسم الإتصالات بجامعة القاهرة : أن حالة الطوارئ أرغمت العديد من العقول الأكاديمية على الهجرة الى الخارج . مما أدى الى إستفادة هذة الدول منهم بدرجة كبيرة وحرمان وطنهم من هذة الإستفادة . ويشير الى حصول العديد من العلماء المصريين على جوائز عالمية بسبب إسهامهم الكبير فى مجال البحث العلمى فى أمريكا ودول أوروبا موضحا أنهم أصبحوا دعامة قوية من دعامات دول المهجرومشيدا بهم لكون معظم علماء أمريكا وأوروبا من دول العالم الثالث وعلى رأسها مصر ومتعجبا بسبب نسبة العلماء الأمريكيين والأوروبيين الضئيلة أمام نسبة العلماء من العالم الثالث فى المهجر . ويندد بعدم وجود جو ديمقراطى يسودة الحرية فى بلادنا أسوة بالخارج مما أرغم الكثير من علمائنا على البقاء هناك بعد انتهاء دراستة هناك سواء كانت ماجستير أم دكتوراة .لافتا إنتباهنا الى حالة الطوارئ واستخدامها ضد أساتذة الجامعات والعلماء والتى أدت الى هروب عقولهم للخارج .ومطالبا بزيادة مرتبات العلماء وأساتذة الجامعات وإنهاء جو المعاناة الذى يعيشونة وخفض الأسعار - ويحذر من زيادة الطين بلة وإتجاة الأمور الى الأسوأ أكثر وأكثر بسبب إستمرار حالة الطوارئ الجائرة .مشددا على ضرورة حصول العلماء وأساتذة الجامعات فى مراكز البحوث على مرتبات معقولة تكفل لهم حياة كريمة معقولة .ومؤكدا على ضرورة شعور الناس خاصة العلماء بتمتعهم بحرية إبداء الرأى وبأنهم يعيشوا فى جو ديمقراطى بعيد عن الفساد والإستبداد ويقارن بين ما ينفق ويخصص للبحث العلمى فى الكيان الصهيونى ومصر بواحد الى عشرة . مضيفا أن ذلك جعل ثلاث جامعات صهيونية يتم اختيارهم من أفضل خمسمائة جامعة على مستوى العالم وعدم اختيار جامعة مصرية واحدة فى آخر تصنيف سوى جامعة القاهرة وذاكرا أن ذلك بسبب عدم وجود دعم كافى للبحوث ويرى أن ذلك الوضع يجبر الأستاذ الجامعى والعالم والباحث على أن يذهب الى الجامعات الخاصة تاركا مكانة فى الجامعة الأصلية لكى يحصل على راتب أعلى بكثير وتاركا طلابة وأبحاثة وأبحاث طلابة .موضحا أن كل ذلك ليوفر متطلباتة الأساسية من الراتب الأعلى الذى سيتقاضاة من الجامعة الخاصة . و كاشفا النقاب أن ذلك كلة بسبب عدم الإهتمام بالبحث العلمى والباحثين ويذكر أن فترة اختطافة واعتقالة أدت الى تأخر الطلبة الذين كانوا مسجلين لدية فى درجات الماجستير والدكتوراة عن إتمام درجتهم العلمية وتأخر الطلبة الذين كانوا يريدون تسجيل رسائلهم لدية .مضيفا أنة فى هذة الفترة إستطاع رغم كل ذلك أن ينشر عدد من البحوث فى عدة مجلات عالمية . و مشيرا الى أن هذة الفترة أدت الى إنقطاع بينة وبين طلبتة فى المدرجات فى الجامعة اتهام العلماء ويقول الأستاذ الدكتور عصام عبد المحسن عفيفى أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الطب جامعة الأزهر : أن جو عدم الإستقرار يؤثر على كل قطاعات المجتمع وعلى رأسها قطاع البحث العلمى بسبب إستمرار حالة الطوارئ . موضحا أنها تبيح القبض على أى شخص فى أى وقت دون تهمة حتى وان كان من العلماء . ويشير الى تحكم الأجهزة الأمنية فى كل أجهزة الدولة بما فيها البحث العلمى مما يؤدى الى إضعاف هذا القطاع الهام للمجتمع بسبب حالة الطوارئ . مطالبا تضافر جهود الشعب مع الأحزاب لإلغاء هذة الحالة ومنع مد العمل بها إنقاذا للبحث العلمى . ومشددا على ضرورة إلغائها بسبب عدم وجود كارثة تستدعى إستمرارها مثل كارثة الزلازل أو الإضطرابات فى ايران او دارفور ويذكر أنة لا يوجد دولة فى العالم إستمر العمل بحالة الطوارئ 30 سنة كاملة . متعجبا من إستمرارها مع هدوء الشعب المصرى ووداعتة ومسالمتة بشهادة المسيحيين والاجانب المقيمين وشعورهم بالأمن والسلامة فى مصر . ومحذرا من أن هذة الحالة ستجعلنا من دول العالم الرابع أو العاشر وليس الثالث ويكشف النقاب على ضرورة توفير الأجواء المناسبة الآمنة من ظروف إقتصادية مناسبة وإرتفاع مستوى المعيشة وتوفير الأجهزة والمعامل للباحث وإحساس الباحث بالأمان على نفسة وأسرتة ومستقبلة وأولادة لكى ينطلق وهو مطمئن . ضاربا مثلا بمعامل كلية طب أزهر وعدم وجود مواد كيماوية كافية للطلبة لإنجاز واجبهم العملى مع وجود إمكانيات فى البلد ويندد بتوفير كل الإمكانيات المطلوبة للأجهزة الأمنية وتلبية كل متطلباتهم من عربات شرطة ومصفحات أمن مركزى جديدة وبناء سجون جديدة وإستيراد آلات ضرب جديدة وزيادة مرتبات الضباط فورا . لافتا إنتباهنا الى ضرورة توجية الميزانية العامة توجية صحيح ويضرب لنا مثلا بالممثل الأمريكى أرنولد شوازنيجر الذى أصبح حاكم ولاية كاليفورنيا . حيث أنة لم يكن لدية امكانيات كافية للبحث العلمى . فاقترح أن يطلق سراح كل من حكم علية بسنة أو سنتين ليراقب وهو فى منزلة . وذلك لتوفير تكلفة الحراسة والطعام والملابس وأجور الضباط المنوط لهم حراستهم . ليوجة كل هذة المصروفات الى البحث العلمى بدلا من السجن ويرى أننا نستطيع أن نوفر عدة بنود فى ميزانيتنا لنوجهها الى البحث العلمى . مؤكدا على ضرورة أن ننظر نظرة سليمة للأمور لتوفير المال المناسب للباحثين لاكمال أبحاثهم بدلا من دفع التكلفة من جيبهم الخاص مع عدم وجود دعم من الجامعة إن لم يكن معيدا بها . ومشيدا بالباحث الذى يختار موضوع هام مفيد وعدم إختيارة موضوع سهل بسيط لا يجرعلية مشاكل ومصروفات