من منا لا يعرف هذه الاغنيه التى غناها فريق المصريين وخاصة ممن عاصروا مطلع الثمانينيات عندما إشتهرت هذه الاغنيه بشكل كبير ، وجميعنا ممن يتذكرون هذا المنولوج يذكرون جيداً طريقة تصوير هذا الكليب التى تميل الى الفانتازيا والكوميديا لتوصيل رساله معينه الى الفتايات بألا يعتقدوا ان الزواج هو نهاية المتاعب بل هو البدايه الحقيقيه لتحمل المسئوليات الجسيمه . قفزت هذه الاغنيه فجأه الى ذهنى وأنا اتفكر فى الاحوال التى نعيشها فى هذه الايام وهذه الحاله الغريبه من الفجور الفكرى ، أعرف انه مصطلح قد يتسبب فى صدمه وقتيه لمن يقرأه ولكنى أرى انه اقل ما أستطيع أن أصف به فكر الكثير من الناس فى هذا الزمان بعد ان اصبحنت جميع افكارنا فى النهايه يجب أن ترتبط بصوره او بأخرى بلوحه جنسيه غريبه أصبحت هى السمه المميزه لهذا العصر . لعل ما جعلنى اخرج عن صمتى الادبى فى هذه الايام هذا الايميل الذى وصلنى من احد الاصدقاء حيث كان العنوان مثير وقوى للغايه ( خدعة عالم سمسم ) فقمت بتصفع الايميل الذى كانت مقمته كالتالى ( إمتداد لسياسة الغرب فى خديعة المسلمين ومحاولة القضاء على الاسلام عن طريق الترويج لأفكارهم ومعتقداتهم المحرمه ...... ) الى غير ذلك من الاشياء التى تشعرك لاول وهله بوجود كارثه أخلاقيه فى الطريق ،، ثم استطرد المرسل قائلاً ( هل تعرفون ان أبطال عالم سمسم هم فى الاصل يعتبروا فى أمريكا رمز للمثليين " وهم الرجال الذين يطالبون بالعيش مع بعضهم البعض إما فى صورة زواج رجلين أو العيش بلا زواج " .. ثم إستطرد قائلاً ، هل رأيتم الشخصيتين فى عالم سمسم الذين يقيمان معاً فى بيت واحد ، فهم رمزين لهؤلاء المثليين .. حيث يظهروا فى حلقات عالم سمسم وهم يعيشون معاً فى منزل واحد وياكلون ويشربون و و و و ... ثم إستشهد ببعض الصور التى يظهر فيها هؤلاء المثليين فى أمريكا رافعين صور لهذه الشخصيات الكرتونيه ... ) بعد ان إنتهيت من قراءه هذه الايميل شعرت بمدى الحاله المترديه التى وصلنا اليها والتى انحدرت اليها افكارنا لكى تغوص فى هذه المستنقعات المقززه من المعتقدات والافكار ،، فقد كنا فى الماضى نتمتع بالمسالمه الفكريه التى كانت تجعلنا شعوب سمحه و نقيه ، وكنا نعتقد فى الاشياء ما نحب نحن أن نعتقده فيها لا ما يفرض علينا ، فهذه الحلقات كلنا نشاهدها ، وجميعنا يجزم انه لم يحدث وخطر على تفكير أحد فينا ما ذكره هذا الصديق ، فهى مجموعه من الشخصيات الكرتونيه على أشال حيوانات تتعايش مع الاطفال وتعلمهم بعض الكلمات والحروف والقصص وفى النهايه تستقل كل شخصيه فراش وتنام عندما يأتى الليل ، فما الذى يجعلنا نضع التراب فوق الماء الصافى ثم نندم بعد ذلك ، ولو أننا مشينا بهذا المنطق الغريب لكانت مصر هى أكبر دوله فى العالم مليئه بالمثليين ،، لانها أكبر دوله فى العالم بها شباب دفعتهم ظروف العمل والحياه الى الاغتراب عن أسرهم والاقامه فى مساكن " العذاب " الى جوار مقار اعمالهم ، فما هو الحال إذاً ، ولماذا لا نترك اطفالنا على طبيعتهم التى خلقها الله عليها ونحاول ان نلوثهم ونملأ عقولهم بأشياء لا يجب أن يتعرفوا عليها فى أعمار الزهور ، والا لا نلوم أنفسنا إذا راينا وسمعنا عن حوادث التحرش بين الاطفال فى المدارس يوم بعد يوم . وبالعوده الى مطلع المقاله الذى تحدثت فيه عن أغينه " ماتحسبوش يا بنات " ، يالها من كارثه كانت ستحط على راس هذه البلد إذا كانت هذه الاغنيه قد خرجت الى النور فى وقتنا هذا وتم تصويرها بنفس الطريقه التى قدمت بها منذ ثلاثون عاماً ، تخيلوا معى ، فقد تم تصوير هذا المنولوج الفنى بالاستعانه بأربعة رجال أو ثلاثه لا أتذكر على وجه الدقه ومعم إمرأه وهى المطربه ، وقد تم تصوير هذا الكليب بطريقه كوميديه لتوصيل فكر معين الى المتلقى وهو ان الزواج بداية المتاعب للمراه والمسئوليات ، وقد قام الرجال بدور وكأنهم أزواج والمراه هى الزوجه لكى يرى المشاهد تعدد طلبات الازواج ، فمنهم من يعطيها ملابس لتقوم بغسلها ومنهم من يطلب الطعام ومنهم من يطلب الشاى ... وهى حائره بين هذه الطلبات بالاضافه الى الاطفال ووو . توقف تفكيرى فجأه وانا اتذكر هذا الكليب وقمت بإسقاط على الزمن الحالى إذا تم العرض بنفس الشكل وبنفس الفكر فمر بخيالى بعض الاشياء منها ( دعوه قضائيه أمام المحكمه لإيقاف عرض هذا الكليب لما يحتويه من أفكا هدامه ومحرمه تحث على الجمع بين الازواج ، برامج التوك شو سوف تفرد حلقات مع أبطال الكليب والفنانين والنقاد وربما المحامين للدفاع عن العمل ومحاولة انهم لم يكن بمخيلتهم هذه الادعاءات ، ستخرج بعض الاطوات تنادى بشطب المطربه من سجلات النقابه ، بعض الجمعيات النسائيه سوف تقيم دعوه قضائيه من أجل انهاك حقوق المرأه فى هذه الكليب وإظهارها فى صورة لا تليق ..... ) هذا أمر واقع ، فقد اصبحنا مجتمع عدائى ، لا يحمل احد فى قلبه تجاه الاخر الا الشك والريبه ، وللأسف الشديد فقد صارت جميع مناحى الحياه على هذا المنهاج الخطير ، وضاع التسامح ، وضاع الخير الذى كان يملأ القلوب فى هذا البلد الطيب ، فتجد ساحات القضاء وقد اصبحت أكثر إذدحاماً من المنطقه التجاريه بالعتبه ، فمتى سنعود الى الفكر النقى ومتى ستعود عقولنا لتفكر بدافع منا نحن وليس بما يفرضه علينا الاخرون ، فالشر حولنا منذ زمن بعيد ، والمثليين يمتلىء بهم العالم منذ عقود والتحرش الجنسى يملأ المجتمعات الاخرى منذ القدم ، ولكننا كنا دائماً مجتمع يلفظ الشر والخبائث ويحتفظ فى داخله بالخير وبكل نفيث ، كنا نطلق على القاتل " سفاح " وعلى المغتصب " ذئب " وو لأنها كانت حالات فرديه تحث كل سنوات طويله ولم تكن ابداً عادات يوميه فى حياتنا كما نحن الان . تامر عزب [email protected]