رام الله ملتقى الشباب الفتحاوي.. قال الرئيس محمود عباس إن منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى حاملة لواء الشعب الفلسطيني ونضاله، وستستمر لأنها تمثل الشعب الفلسطيني وتوقع باسمه، وتتقدم الصفوف باسم هذا الشعب، و ستبقى حتى تقوم الدولة، وبعد أن تقوم الدولة لأن لها مهمات كثيرة. وأضاف سيادته خلال افتتاحه مقر منظمة التحرير الفلسطينية المؤقت في مدينة رام الله اليوم الثلاثاء، إن منظمة التحرير ستبقى بمؤسساتها الممثلة باللجنة التنفيذية والمجلس المركزي والمجلس الوطني حاملة اللواء، حتى تنتهي هذه القضية بشكل نهائي بنصر للشعب الفلسطيني، وتثبيت وجوده بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولن تهدم الخيمة، كما قال البعض. وتابع قائلا: نحن نحتفل اليوم بافتتاح هذا المقر المؤقت في مدينة رام الله، وكل مقراتنا السيادية إنما هي مقرات مؤقتة، وسيأتي الوقت حتى تنتقل هذه المقرات، بما فيها مقر منظمة التحرير الفلسطينية إلى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال الرئيس: عام 1964 زرت القدس، وكان مقر منظمة التحرير الفلسطينية في المدينة المقدسة، وبالتالي سيعود مقر هذه المنظمة إلى القدس في وقت قريب. وأشار الرئيس إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وخلال مشوارها الطويل مرت بمراحل صعبة للغاية، استهدفت وجودها كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، ولكنها بقيت صامدة في وجه كل المتآمرين، تحمل هموم ومعاناة الشعب الفلسطيني، وتطلعاته لنيل الحرية والاستقلال كباقي شعوب العالم. وتطرق الرئيس إلى القادة الذي حملوا الهم الوطني وعلموا على تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية قائلا، بهذه المناسبة لا بد أن نستذكر بكل الاحترام والتقدير الرجل الذي بعث الشخصية الوطنية الفلسطينية، الرجل الذي حمل أعباء إنشاء منظمة التحرير كممثل وحيد للشعب الفلسطيني. وأضاف: هذا الرجل هو الذي ذهب من الجامعة العربية كممثل لها لدى الفلسطينيين ليعود كممثل للشعب الفلسطيني لدى الجامعة العربية، لذلك يجب أن نعطي هذا الرجل حقه. وتابع: كذلك يجب أن نذكر أيضا زعامة فذة في الشعب الفلسطيني قبله، وهو سماحة مفتي فلسطين الحاج محمد أمين الحسيني، الذي رعى النضال من بدايته، ورعى الكفاح وتشرد من اجل القضية ومات غريبا عن الوطن. وقال الرئيس: هؤلاء يجب أن يعطوا حقهم، لأنهم هم الأوائل، وهم من رفعوا راية الكفاح والنضال من اجل الشعب الفلسطيني، وجاء بعدهم المرحوم يحيي حمودة وهو رجل فاضل، قاد المسيرة في الوقت الذي وقعت فيه منظمة التحرير بأسوأ الأزمات عام 1968، فجاء لينقذ الموقف، ويكمل المسيرة ويحمل العلم حتى سلمه للرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي استمر حتى قضى شهيداً في مقره الرسمي في المقاطعة. وفي سؤال حول قرار الكنيست الإسرائيلية إجراء استفتاء حول أية تسوية سياسية للقدس والجولان المحتلين، قال الرئيس إن هذا الموقف يأتي لوضع العراقيل أمام التسوية السياسية، ليقولوا (الإسرائيليون) للعالم أنهم لن ينسحبوا من القدس والجولان. وأضاف سيادته، هذا لا يمنع أنه عندما تنتهي كل التسوية من جميع جوانبها الفلسطينية والعربية، أن يسألوا شعبهم عن طريق الاستفتاء، أما عندما يتحدثون عن استفتاء حول هذه الجزئية أو تلك، فهذا يعني أنها عرقلة لطريق السلام. وبعث رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون، رسالة لمناسبة افتتاح المقر، قال فيها: نبارك هذه الخطوة التي تحمل دلالات سياسية ووطنية عميقة، ونؤكد على التمسك بوحدانية وشرعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده. وأضاف الزعنون أن منظمة التحرير تواصل قيادة النضال الوطني على درب الشهداء والأسرى، ما يعزز الإرادة الوطنية لدحر الاحتلال والاستيطان، ونيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. بدوره، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، إن منظمة التحرير الفلسطينية شكلت وعلى مدار أربعة عقود ونصف بيت الفلسطينيين، ومحط آمالهم وتطلعاتهم نحو تحقيق مشروعهم التحرري ونيل كافة حقوقهم. وأضاف: نجحت منظمة التحرير في توحيد أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم، وساهمت في بلورة الهوية الوطنية وحملها في المحافل والأروقة الدولية من اجل إحقاق الحقوق الوطنية الفلسطينية. وتابع عبد ربه قائلا: إن افتتاح السيد الرئيس لمقر المنظمة المؤقت على مشارف مدينة القدس، يأتي للتأكيد على مواصلة المنظمة لدورها الكبير في خدمة شعبها وقضيته الوطنية، وللتعبير عن تحملها لمسؤولياتها السياسية والوطنية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية أن تمسك الشعب الفلسطيني بمنظمة التحرير والتفافه حولها، دحض كل مخططات الاحتلال لخلق بدائل عنها للالتفاف على الشرعية الوطنية وتصفية القضية الوطنية ومشروع الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال. وطالب عبد ربه حركة حماس بالتوقيع الفوري على الورقة المصرية للمصالحة، وتغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الفئوية الضيقة، لقطع الطريق أمام المتربصين بحق شعبنا في الاستقلال وتقرير مصيره. وقال إن من شأن استعادة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وعلى أساس برنامجها السياسي، أن تضع حداً للمحاولات الإسرائيلية الرامية للتشكيك بالصفة التمثيلية للمنظمة وبشرعيتها. وأضاف أن ترتيب البيت الداخلي وإعادة اللحمة الوطنية وإنهاء الانقسام الذي أحدثته حركة حماس، ضرورة ملحة، خاصة أن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي ينذر بالتصاعد، جراء تفشي مظاهر العنصرية والعنف غير المسبوق من قبل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل والمستوطنين. وحضر حفل افتتاح مقر منظمة التحرير الفلسطينية، أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة، وعدد من الوزراء، والسفراء والقناصل المعتمدون لدى السلطة الوطنية، وعدد من كبار المسؤولين. منقول