عندما أسقط شعبنا الطموح وجيش مصر العظيم نظام حكم الرئيس مرسي ... يوم الثلاثون من شهر يونيو الماضي كان يوم تصحيح مسار ثورة الخامس والعشرين من يناير ، بل كان يوم ثورة جديدة ، ثورة إنتصار وجهة نظر أغلب الشعب المصري وليس معنى ذلك ندق الطبول ونعلن الحرب على مؤيدين الرئيس مرسي وإن كان هذا إنتصاراً للأمة فلا يستحق كل هذا التغني بأغاني الإنتصار والتطهير ونشر الفيديوهات المختلفة للقتلى والمصابين . لم يخرج مؤيدي الدكتور مرسي ... خارج نطاق المواطنة والهوية المصرية بل أنهم شركاء شرعيين في هذا الوطن الغالي ، تتكون خيوط نسيج هذه الأمة الخفاقة من المؤيدين والمعارضين ولهم الحقوق والواجبات ولا نظن فيهم ظن السوء بأنهم عناصر تخريبية وإرهابية يعملون ويحثون ويدعون إلى العنف ، بل أكثر من ذلك كنا نتمنى مشاركاتهم الفعالة في فعاليات يوم الجمعة الموافق ستة وعشرين من يوليو اليوم التاريخي في تاريخ مصر ، يوم تأكيد الإنقلاب الشعبي الذي صدر من الشعب يوم الثلاثون من يونيو على شرعية رئيس الجمهورية المعزول الدكتور / محمد مرسي (مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة) ... خرج الشعب المصري العظيم يوم الجمعة تلبية إلى دعوة الفريق أول / عبد الفتاح السيسي ... وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بالخروج إلى الميادين لتفويض الشعب العظيم بكل فئاته وأطيافه المؤسسة العسكرية للتصدي ووقف العنف والقضاء على الإرهاب فخرج الشعب بأكمله رجالاً ونساءً ، شيوخاً وشباباً ، مسلمين ومسحيين ، خرجوا كالفيضان الذي يرمي النجاة من الغرق في عتمة وظلام قاع الأنهار . نحن الآن أمام شقي الأمة مؤيدين ومعارضين وبينهما مصر ، مؤيدين ومعتصمين ومرابطين بميدانين رابعة العدوية والنهضة حتى عودة الدكتور / مرسي للحكم حيث الشرعية ، معتبرين أن ما حدث هو إنقلاب عسكري بالإتفاق مع معارضة النظام من مؤسسات وأفراد وأحزاب وجبهات ، وبين معارضين إستطاعوا حشد أغلب الشعب بكل فئاته وأطيافه إلى ميادين مصر وساندهم كل من الجيش والشرطة في نجاح الثورة وعزل الرئيس مرسي مبررين إستحوازه هو وجماعته على مفاصل الدولة وفشله في إدارة البلاد ودخول مصر في أنفاق مظلمة .