الكهرباء متكهربة وأجهزتنا التنفيذية ملمسة لسابع أرض، وشعبنا العظيم فيوزاته ضربت، ضمانات ايه اللى بيقترحوها عند تشغيل سد النهضة أو سد الخيبة المصرية، قالها زمان جمال عبد الناصر ما "أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة" وفهمها بعده أنور السادات ونفذها فى انتصارات اكتوبر 1973 وبدأ المصريون فى استعادة عزتهم التى سُلبت منهم بسبب حُسن نواياهم، ثم جاء مبارك فعمت بركته البلاد، وضيعنا كل الذى بدأنا نحلم ببناءه، لدرجة تطاول الأقزام السُفًه النكِرة علينا، وقامت الأرباع والأنصاص وحلموا بالزعامة، وغيرهم من تجرأ ونقض الاتفاقيات والمواثيق الدولية وعقد اتفاقيات جديده تخدم مصالحه ومصر مبارك لا تدرى بأنها لا تدرى وتعج فى سكرتها، حتى تفاجأنا أو عملنا نفسنا مُتفاجئين من تحويل مياه النيل الى النيل الأزرق، وقام الناس وبكره ينسوا ومش هيفتكروا إلا أوقات الجفاف وانخفاض منسوب نهر النيل، والذى سوف يصاحبه انقطاع الكهرباء المتولدة من المياه والتى تمثل نحو 20% من اجمالى الطاقة المنتجة فى مصر، هو لسه فيه ناس بعد كده بتقول ضمانات ودبلوماسية ، السد بيتبنى ومن وراءه الدول ذات المصلحة، وقرار 242 الخاص بإنسحاب اسرائيل حتى حدود 4 يونيو 1967 لم ولن يُنفذ لأنه لا توجد قوة تنفذه وغيره من القرارات الأممية مرصوصة على أرفف المؤسسات الدولية التى أصدرتها لا تساوى حتى ثمن الأحبار التى كُتبت به، آننتظر مرحلة الشجب العربى أم الرفض أم مرحلة التفهم الدولى أم التأييد المجتمعى، القوة يا سادة لها أشكال عدة، فهناك القوة الناعمة، وهناك قوة الحشد الدولية تجمعها راية المصالح، وهناك القوة العسكرية وكلها تأتى تحت مظلة القوة الشاملة، وما تبقى من مؤسسات الدولة المصرية تستطيع جمع امكانياتها الهائلة للتصدى لتلك القوى التى لا تريد لنا الخير وتعمل ليل نهار وبأيدينا على تركيعنا ولأوقفت بناء سد النهضة، الذى سأظل أنعته بسد الخيبة المصرية حتى يلتئم شملنا وتعود لنا العزة والكرامة، فقط لو بطلنا انقسامات، وجبهات انقاذ وجبهات خراب وحركات تمرد وأخرى تجرد وتلك توحد وهذه حركة خُلع أهو كله ماشى فى الزحمة ثم استحدثنا وجددنا عشان الرتابة والملل وأطلقنا التواريخ فهناك 30 يونيو أو 30 اللى بعده، وبعد العيد نسمع عن 30 الصغير و30 الكبير، الشعب المصرى له سلوكيات هدامة قادرة على تخريبه داخليا ومعنويا لو اجتمعت دول العالم وأجهزة مخابراتها ما استطاعت أن تفعل بنا ما نفعله بأنفسنا فأعظم الهزائم هى الهزائم التى تأتى من الداخل، فلنثق بمن بيدهم الأمر ونضعهم تحت الميكرسكوب ونحاسبهم حساب الملكين، فليس كل ما يُعرف يُقال، وليس كل ما يُقال جاء آوانه، وليس كل ما جاء آوانه حضر رجاله، الذى يجب أن ننشغل به الآن هو التحرك الموازى لأجهزة الدولة لايجاد الحلول البديلة، سواء إن كان للمياه أو للطاقة، فمنذ توقيع اتفاقية عام 1929 التى حددت حصة مصر بنحو 55 مليار متر مكعب من المياه لم تزيد، بل قلت بسبب الزيادة السكانية وزيادة الاستهلاك وتعدده، ووصل المواطن المصرى الى خط الفقر المائى، زارنى منذ عدة أيام فى مكتبى المتواضع علماء مصريون فى علوم المياه والزراعة والثروة الحيوانية والاقتصاد الزراعى بعد أن ضاقت بهم السبل الى مكاتب الوزراء والمسئولين التنفيذيين، واستمعت منهم لبعض المشروعات البحثية المتعلقة بالمياه والزراعة والثروة الحيوانية والتى تم تطبيقها على مستوى النطاق البحثى وتنتظر مسئول يكون عنده شوية وقت عشان خاطر مصر ويقوم برعاية تلك المشروعات ورعاية هؤلاء العلماء وما أكثرهم على مستوى الجمهورية فمصر تزخر بعقول أبنائها الفريدة فى كل المجالات، ولكن ينطبق علينا دائماً " لا كرامة لنبيِ فى قومه" فحافظوا على تلك العقول قبل أن تتخطفها فبنجلاديش دخلت سباق شراء العقول المصرية، ومن يُصدق السعودية والكويت بدأتا فى بناء مُفاعلاتها النووية حتى بنجلاديش هى كذلك، ومصر بدأت مشروعها الذرى منذ الستينات، ولم يُنفذ حتى الآن وكلنا يسمع بمشروع الضبعة لاقامة أول محطة كهرباء نووية فى مصر، ثم حدوث الصراع الشهير الذى كان محركه الأول الفساد لصالح أحد رجال أعمال مبارك، وأخيرا انتهى الى الاستيلاء على أرض المشروع وضياع الأموال المنفقة والتى تُقدر بنحو مليار جنيه، هل هناك فرصة قبل فوات الآوان. محمد فاروق يسّ عضو المجلس المصري للشئون الاقتصادية [email protected]