إذا تكلم

أشعر بالعار لأن العالم كله قد شاهد هذا الغثاء وبالتأكيد استلقى على قفاه من الضحك ، أشعر بالخزي لأن هذا الشيء ما زال يجلس على عرش مصر يتحكم في شئونها و مصيرها ، كائن غريب منفصم مفصول عن الواقع ، لا يعي ولا يدرك الخطايا التي يرتكبها كلما فتح فمه ، وصل به حد البلاهة السياسية ليتصور أن الملايين التي وقَّعت على استمارات تمرد كانت من أجل التوسل إليه لسحب تراخيص بعض محطات البنزين ، أو فصل الفاسدون في الوزارات و المحافظات، أو لتعديل بعض مواد الدستور ، أو لرشوة شباب الثورة بتعينهم في وظيفة خيال مآته، فقر في الخيال و شح في الإبداع ، الكذب يجري بحلقومه والبهتان يملأ مريئه.
خطاب (خلال يومان) ممل لدرجة السأم والضجر تأففت منه رمال الطرق وحجارة البيوت ، حروفه قاتلة أصابت وطناً بالأزمات القلبية و النفسية والشلل الرعاش ، ظهر فيه جلياً التلاسن والتنابز والغمز واللمز و كيد النساء ، فرش ملايته وردح ردحاً حتي كتب عند الله ردًّاحاً.
هذا التنظيم الدولي يتناصح ويتذاكى علينا ، ويتصور أنه سينجو إذا قدم تنازلات هو فقط المستفيد منها في سعيه الدءوب لتنفيذ خطة التمكين ، فالقرار بتكليف الوزراء و المحافظين بإقالة المفسدين فضلا عن أنه مخالف للنصوص القانونية إلا أنه يمنح التنظيم فرصة ذهبية لأخونة ما تبقي من النظام بفصل المعارضين وتعيين الأعوان والأنصار ، أما اللجنة التي ستنظر تعديل مواد الدستور فهي فرصتهم الأخيرة للسيطرة الكاملة على البلاد والعباد بتصحيح المواد الدستورية التي اكتشفوا عند تطبيقه أنها تضرهم ولا تنفعهم.
الآن وبعد أن أفرغ عفونة جوفه لم يتبقى أمامنا إلا المضي قدما فيما خُطط له من إجراءات سحب الثقة والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة ، فلا شرف لنا أن يحكمنا مثل هذا الكاذب ، انزلوا إلي الميادين والشوارع بكثافة عددية ليرى بعينيه (وإن كنت أشك أنه يرى) الإرادة الشعبية ، انزلوا في القرى والنجوع والكفور ليسمع (وإن كنت أشك أنه يسمع) نبض الجماهير ، انزلوا فى كل مكان ومن لم يستطع فلينزل من بيته ويتجمع وجيرانه فى أقرب ساحة لسكنه وهذا أضعف الإيمان لعله يدرك ويفهم (وإن كنت اشك أنه كذلك) أن الشعب رافض له وكاره إخوانه ولا بديل عن الرحيل ، انزلوا واعتصموا يرحمكم الله.