لقد طفحت بالوعات الإعلام المأجور وساهمت بما لم يحدث من قبل فى تاريخ مصر السياسي بأن يكون للمعارضة بطش ومستنقعات وبرك فى شوارع مصر حتى أن رائحتها أزكمت الأنوف السليمة كما أزعج نفيرها وعلا على كل أصوات العقل والحكمة والفضائل والقيم الحضارية بشكل أزعج العقلاء والحكماء حتى انتفض مشايخ القبائل العربية يصدون ذلك السيل من رياح الدبور فلا تصيب مصر والمصريين بوباء الانقسام والفرقة 00 ! لقد جادلت المعارضة وناورت وساندها إعلام إبراشية دريم وصدى الخرسا والضبة والمفتاح المفشوخ وحمالات الحطب وغيرها من المخادعين ، فليس لهم مصلحة إلا التسوق والاسترزاق والتسويق لمن يدفع أكثر سواء كان صاحب القناة أو صاحب الإعلانات أو حتى من يهمه الأمر بالمساهمة المالية أو المخابراتية ، فاستطاعت المعارضة بعدما لم تكن أن تجد لها فى شوارع مصر مستنقعات وبرك ومواخير تعشش فيها وتتنفس 000 لقد غفلت التيارات الإسلامية عن خطر الإعلام والمعارضة وظلت تطالبها بالموافقة على قبول المشاركة فى الانتخابات البرلمانية ظنا منها أنها لن تحصد الكثير من مقاعد البرلمان وأن الغلبة لها ، فهى القوى المنظمة والأكثرية ، فبلعت الطعم المغلف بالسم ، فقد خدعها الإعلام الشيوعي المدرب ، فإذا بمستنقعات وبرك وبطش المعارضة تتسع على الراتق ، وإذا بالإعلام المأجور يحرض الناس على العنف ويشايع الحملة الصهيوبية المسعورة فى تصوير التيارات الإسلامية أنها إرهابية ويخوف المصريين منها لدرجة أن اسم الإخوان المسلمين صار ( مصطلح ) بات الكثير من الإعلاميين يستعملونه فى قذف كل من يمت للتيارات الإسلامية بصلة ، فيكفى أن تقول إنه ( إخواني ) حتى يفر الناس إلى تمرد 00 ! ومع أن الإعلام الغريب الشاذ كان على طول الخط ودون قيد أو شرط عونا للمعارضة فى مواقفها اللامعقولة والغير منطقية ، فهى دوما تعارض الديموقراطية التى تتشدق بها دون ممارسة فعلية لها ، بل تعمل على عرقلة وتعطيل كل خطوة أو حلول أو مقترحات تفتح مجالا للتوافق المجتمعي والسياسي إلا أنها فشلت فشلا ذريعا ، بل كان سقوطها مدويا بسبب تعارض المصالح والمطامع السلطوية ، ولا أقول الرؤى السياسية 00 فكانت ( تمرد ) الورقة الرابحة التى انطوى فيها فشلهم 00 لقد غفلت التيارات الإسلامية عن حركة تمرد وخطورتها ، فاستهانوا بها ، وظنوا أنها لعبة يمكن مواجهتها بما يسمى ( تجرد ) ، وهو ما ثبت فشله حقيقة ، فلا قبول لها ، فقد لعبت تمرد على حاجات الناس ومواجعهم وآلامهم ومشاكل البطالة والشباب ، فلم يستطع الإخوان أن يلعبوا بورقة خدماتهم الاجتماعية التى يقومون بها منذ سنين طويلة ، ويعلم ذلك القاصى والدانى ، فلعل ذلك تجنبا للرياء والسمعة ، فأخلاقهم تنبو عن ممارسة ذلك النوع من الابتزاز ، ومع ذلك لم يسلموا بأنهم بتلك الخدمات الإنسانية يشترون أصوات الناخبين 00 ! وعموما لنا كلمه نوجهها للمعارضة الآن وقبل الغد ، فإن اجتماع مشايخ القبائل العربية المصرية اليوم دليل قاطع أن فى مصر عقلاء فى كل البيئات والفئات والمستويات ، فقد فهموا معنى الديموقراطية التى لم تفهموها ولم تمارسوها مع أنكم تتشدقون بها طول الوقت ، فلا يعقل أن يختلف الناس على أمر فيؤخذ برأى دون آخر دون مرجح ، فليس المرجح إلا الصندوق حكما حتى تبرهنوا أنكم من أنصار الديموقراطية ، وإلا فأنتم مازلت شيوعيين ولبراليين من أنصار الأنظمة المستبدة 00 ! ويمكن مطالبتكم بما يلى : 1- أولا أن تنفذوا ما طالبكم به وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي من ضرورة البحث مع مؤسسة الرئاسة وباقى القوى السياسية عن مخرج للأزمة المصرية الراهنة فى ظرف الأسبوع المضروب ، فلم يبق منه إلا ساعات قليلة. 2- ثانيا عليكم إن صدقتم أن تنزلوا على رأس مظاهرات شباب تمرد إن كنتم كما يفترض مسئولون كغيركم عن أمن مصر وسلامة شعبها حقنا للدماء ، فتكونوا صمام أمن وأمان أن ينفلت أحد من المراهقين وهم كثر أو تخترق التجمعات فى الشوارع والميادين من البلطجية وتجار الدم ، فتتورطوا فى دماء المصريين يوم لا ينفع الندم . 3- ثالثا طالما أنتم تراهنون بدماء الشباب وبتمرد على إسقاط الرئيس ، فلماذا لا تراهنون بأنفسكم إن كانت لكم زعامة حقيقية ووجود حقيقي بين الشباب المتمرد فتحقنوا دماء المصريين التى طالما تاجر بها الشباب الهائج ، فحرضوا الناس على الفوضى والعنف والشغب والحرائق واللعب بالنار. 4- رابعا ، ينبغى وفورا أن تعلنوا عن مبادرة صريحة وواضحة أنكم مستعدون للجلوس على مائدة المصالحة السياسية مع الرئاسة وكل القوى السياسية وباقى التيارات الإسلامية ، فلا تتحججوا بتمرد ولا بتجرد ، فالأمر جد لا هزل فيه ، فكل ما يسبب تعطيل المسار الديموقراطي أنتم شركاء فيه وستسألون عنه أمام القضاء العادل وعقلاء الوطن رضيتم أم أبيتم ، فسيحاسبكم الشعب المصري جميعا على تخاذلكم فى نصرة قضاياه الحيوية فى سبيل مطامع سياسية تنبو عنها النفوس الكريمة . 5- خامسا ، لما تصرون دائما على تغيير دفة السفينة عكس التيار وتدفعونها دفعا للسير فى مهب الريح مواجهة الأعاصير ؟ 6- وأخيرا ، إن خطاب رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى يوم الأربعاء 26 من يونيو 2013 م لا بد أن يطالبكم فيه بمصالحة وطنية شاملة ، فاهتبلوها فرصة واجلسوا وقدموا مطالبكم على طاولة الحوار بحرية وتجرد من كل حظوظكم النفسية وشهوة السلطة القاتلة ؛ بلا تردد أو شروط مسبقة أو أوامر ، فليس من حق المرؤوس أن يصدر أوامر إلا أن يكون قد فقد الأهلية الأدبية والأخلاقية وانعدمت فى نفسه معانى الإنسانية والحريات العامة. إن المصريين وإن كان الإعلام المشبوه قد يلعب على جراحهم وحاجاتهم وآلامهم إلا أن فيهم من علو الهمة والبسالة والتمسك بالحق والعدل رجال يعرفون متى تبذل التضحيات ومتى تفتدى مصر والأمة العربية والإسلامية بالغالى والنفيس. يقول عز من قائل " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " ( المائدة : 2 ) [email protected]