من رحم المعناة ومن جوف القهر من غمامات دخان البارود ومن تحت انقاض البيوت المهدمة ...من عتمة السجون ومن برودة الزنازين النتنة من اقبية التحقيق ... من مخابء المطاردة الضيقة ومن الاودية الوعرة من المساحات الواسعة لتشردنا ...من جراح اشجار الزيتون المقتلعة ..ومن انين الارض المغتصبة ..من الازقة الضيقة في مخيماتنا من شهقات الغاز المسيل للدموع عند جدار العزل العنصري ومن قرقعة امعاء المضربين عن الطعام ...من جنبات ألٌسنة المزغردات عند صقوط كل شهيد !!! عفوا صعود كل شهيد ..من حرمان اطفالنا من جوعنا وفقرنا وآلامنا وقهرنا ترسخت فينا كل العقائد الثورية وامنا ان قدرنا هو ان تعمى عيوننا وتصم اذاننا عن كل ما له صلة بالفرح وان نكابد العيش ونتجرع المرار حلوا . هكذا نحن على مر الايام وكل الايام ولا يستثنى منها الا لحظات مرت علينا هذا المساء لحظات اذهلتنا وفاجئتنا بكم الفرح المكبوت في دواخلنا ..اشتعلنا فرح وسرور .. خرجت هستيريتنا الى الساحات والشوارع ورددت الحشود مع محمد عساف علي الكوفية علي ..... هذه الاغنية التي لخص ورمز وعبر كاتبها عن قضيتنا من مبتدها حتى املنا وحلمنا الكبير سمعناها بصوت نجمنا الذي اضاء سماء الفن بصوته موثقا تراثنا الوطني في اغنيتنا الخالدة بصوته المجلجل الذي هز ملايين الملايين من الاذان في الوطن العربي الكبير والعالم باطرافه المترامية ... الان وبعد هذه اللحظة لا يهمنا لقب الارب ايدل فقد اكتفينا ب علي الكوفية علي فلن يفرحنا اللقب وما هو اكبر منه اكثر ما افرحتنا علي الكوفية بصوت هذا الصاروخ.. صاروخ المحبة والسلام صاروخ الكلمة محمد عساف